بسم الله الرّحمن الرّحيم
الْخطبة الثّانية لشهر رجب بتأريخ 24\7\1446هـ-24\1\2025م
حول: آداب الْبَيْعِ والشِّراَءِ في الإسْلامِ
الحمد لله رب العالمين, القائل في مُحكَمِ تنزيله المُنَزَّلِ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة:2/275], نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ , ونَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً ؛ أشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمّا بعد، فَعِبادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرّاً وَجَهْراً إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكافَة الْمَأْمُوراتِ وَالْمَنْهِيات وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ َتَّقُونَ﴾ [البقرة:2\21].
إخْوَةَ الإيمان, هَذَا هُوَ اللِّقَاءُ الثّاني فِي شَهْرِ رجب, سابع الشُهُور القمرية الإسلامية وأحد الأشهر الحرم الأربعة. وَمَوْضُوعُ خُطْبَتِنَا اليوم يَدُورُ حَوْلَ: آداب البيع والشراء في الإسلام.
أيّها المسلمون الكرام, البيع لغة: أخذ شيء وإعطاء شيء آخر، مأخوذ من الباع لأن كلاً من المتبايعين يمد باعه للأخذ والإعطاء. واصطلاحاً: مبادلة مالٍ بمالٍ لغرض التملك. ويقصد بالبيع في التجارة: التنازل بعوض, وأحيانا يقصد به البيع والشراء.
عباد الله, من يسر الشريعة الإسلامية أن وضعت للمعاملات المالية التي يتوصل بها الناس إلى حاجتهم مما في أيدي الآخرين ضوابط وأحكاما تضمن العدل والإنصاف، وتدفع الضرر والحرج، اللذين قد يسودان حياة الناس، لو لم تضبط هذه المعاملات المالية، التي منها البيع بشروطه وأركانه.
شروط صحة البيع والشراء:
شرع الله -تعالى- البيع والشِّراء بين المسلمين، وجعل له شروطاً لابدَّ من توفرها حتى يكون عقد البيع والشِّراء صحيحاً، نذكر منها ما يأتي:
– أن تتوفَّر عدَّة صفات في المتعاقدين وهي؛ البلوغ، والعقل، والرشد، والحرية. أن يملك المتعاقدان المعقود عليه؛ فلا يصحُّ للبائع أن يبيع شيئاً لا يملكه.أن يكون البائع قادراً على تسليم المعقود عليه؛ فلا يجوز بيع المعدوم، كمن يبيع طائراً في الهواء؛ فلا يصحُّ بيعه.
– أن يكون المعقود عليه من الأمور المباح الانتفاع بها؛ مثل البيوت والمحال التجارية، ومستلزمات البيت، فلا يصح بيع ما لا نفع فيه، ولا يجوز بيع ما حرم الله -تعالى-؛ كالخمر والخنزير.
– عدم حصول الضَّرر على البائع بسبب البيع، فمثلاً لا يمكن للبائع أن يبيع قطعة قماش من الثَّوب ويترك الباقي؛ لأنَّه بذلك سيخسر ما تبقى من الثَّوب.
– عدم التَّأقيت للبيع؛ فلا يكون البيع لمدةٍ معيّنةٍ كمن يبيع ثوباً لشخصٍ آخر لمدة شهرٍ مثلاً؛ فهذا يُنافي حقيقة البيع وهي التمليك للأبد، ولأنَّ ملكيَّة عين الشيء لا تقبل التوقيت.
– عدم الغرر؛ والمُراد بذلك الغرر في الوصف، كأن يبيع الإنسان بقرةً على أنَّها حلوبٌ، ثمَّ يكتشف المُشتري بعد شرائها أنَّها ليست كذلك.
عباد الله: إن من الأمور المهمة التي تهم المجتمع المسلم وجود أسواق للبيع والشراء يتبادلون فيها السلع والبضائع فيما بينهم، وللأسواق شأنها حتى قبل الإسلام فقد كان في الجاهلية قبل الإسلام للعرب أسواق كالمجنة ومجازي وعكاظ.
ولما بعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- تحرج المسلمون عن تلك الأسواق، فأنزل الله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أن تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) [البقرة:198]، فأباح لهم دخول الأسواق، والبيع والشراء فيها والاتجار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ) [النساء:29]، وقال -جل وعلا-: (فَإذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ) [الجمعة:10]، وقال: (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ) [النور: 37].
ولقد حظيت الأسواق بشأن كبير من النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان مراقبا ومشرفا عليها، وضع لها الضوابط، وسنّ لها الآداب والأحكام؛ وكان -صلى الله عليه وسلم- يتفقد أسعار السوق بنفسه، ويسأل عن الأسعار والاحتكار.
أتى السوق يوماً فأدخل أصبعه في طعام فرأى في أسفله بللاً فقال: “ما هذا يا صاحب الطعام؟” قال: أصابته السماء يا رسول الله. قال: “ألا وضعتَه فوق الطعام كي يراه الناس! مَن غَشَّنَا فليس مِنَّا”.
وإذْ أباح الإسلام الاتجار في الأسواق، إلا أنه طهَّرَها من بعض بيوعات الجاهلية المشتملة على الضرر، والغرر، والجهالة؛ ومنع المسلم من بيع الأمور المحرمة، فمِن آدابِ الإسلام آدابٌ وأحكامٌ في السوق، منها آداب عامة، ومنها آداب تخص المشتري، وآداب متعلقة بالبائع نفسه.
فالآداب العامة: أولاً: شرع الإسلام للمسلم ذكر الله في الأسواق، وأن يكون الذكر مقرونا بالاكتساب: (فَإذا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10]، …فذكر الله يحيي القلوب ويقوي الإيمان فيها.
ومن آداب السوق أيضاً: إفشاء السلام، فإن السلام يسبب المحبة، ويقوي الروابط، ويزيل الوحشة بين الناس، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم”.
ومن آداب السوق أيضاً: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا يخلو السوق من صخبٍ وأقوال باطلة وكذبٍ وأيمانٍ فاجرة، والمسلم مأمور بأن يأمر بالمعروف على قدر استطاعته: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) [آل عمران:110]، فإذا أمر بالمعروف ونهي عن المنكر اختفت الرذائل والأمور الدنيئة، وعلا الحق؛ وإذا أهمل الناس هذا الجانب ظهرت الرذيلة والشرور والفساد.
ومن الآداب العامة في البيع والشراء ما يلي: … التوعية العامة للباعة بوسائل الإعلام بالنشرات المعروفة بالدعوات الصالحة ليكون الناس على وعي في بيعهم وشرائهم، فإن توعية الأمة وتبصيرها في أمور دينها ودنياها من الأمور المهمة.
ومن آداب البيع أيضا البعد عن كثرة الحلف ولو كنت صادقا، فمن حلف بالصدق يوشك أن يحلف كاذبا؛ ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب”، ومن الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة رجل جعل الله بضاعته، لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه، هذا كله غير لائق، بِعْ واشترِ واحذر اليمين، وحافظ عليها أيها المسلم.
ومن ذلك الكذب في البيع والشراء، الكذب في الأيمان لترويج السلع، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، ورجل ينفق سلعته بالحلف الكاذب”، فاحذر أخي من الأيمان الكاذبة لترويج سلعتك، احذر أن تحلف بيمينك، الزم الصدق، فرزق الله آت إن شاء الله.
ومن الآداب في الأسواق أيضاً: البعد عن الغش؛ فإن الغش حرام على المسلم، فمن آداب البيع المهمة أن يكون البائع بعيداً عن الغش في بيعه، يبيع بيعاً واضحا، وتكون سلعته سلعةً لا غش ولا خيانة فيها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “مَن حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا“
… والغش أنواع كثيرة: غش في الإنشاءات؛ فقد يقيم متجراً ويقيم عمارات ويشيدها ويظن الظان أنها على أحسن المستويات لما يرى من تذويق في ظاهرها، إلا أن هذا المنشئ لها غاش في تكوينها، لا يبالي، لو كان هذا مسكنه أو عمله الخاص واستغلاله الخاص لأبدى فيه من القوة والانضباط ما يبدي، لكن؛ لما كان بيعاً تجارياً لا يبالي في الغش، فسرعان ما تظهر خيانته في هذا البيع، وتبدو في البيع عيوب كثيرة أصلها الغش.
ومن الغش أيضاً أيها -الإخوة- الغش في توريد السلع، فربما علم المورد أن هذه الأجهزة الموردة لا بد أن تنتهي في زمن يسير، وهو يعلم ذلك؛ لكنه لا يبالي، حيث إن الذي يستوردها قد يبيعها بأسعار خيالية أو قد يكسوها شعاراً غير شعارها الحقيقي، ترويجاً لها ودعوة إليها، وهو يعلم أنها خراب، وأنها سرعان ما تضعف وسرعان ما تتلف، لكنه لا يبالي؛ لضعف الإيمان في قلبه، وقلة الخوف من الله.
ومن الغش أيضاً -يا عباد الله- الغش بالسلع التي انتهى وقتها المحدد لها، فهو لا يبالي بذلك، فكل مطعوم أو مشروب انتهت صلاحيته حرام عليك أن تبيعه إلى إنسان، حرام عليك أن تبيعه وأنت تعلم أن صلاحيته قد انتهت.
وكم نسمع في الصحف من أن بعض الأمانات اكتشفت أطنانا من المطعومات مضى زمانها وانتهت صلاحيتها، إذا؛ أين الإيمان في قلبك أيها المسلم؟
الخطبة الثّانية:
الحمد لله ربّ العالمين القائل في كتابه العزيز:﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١﴾ [الإسراء:1]. نحمده سبحانه وتعالى ونصلي ونسلّم على خير خلقه سيّجنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد,
فيا عباد الله الكرام, إنّ الإسراء والمعراج حادثة جرت ليلاً سنة 621م ما بين السنة الحادية عشرة إلى السنة الثانية عشرة من البعثة النبوية، يعدها المسلمون من معجزات النبي محمد، ومن الأحداث البارزة في تاريخ الدعوة الإسلامية. يؤمن المسلمون أن الله أسرى نبيه محمد على البراق مع جبريل ليلاً من المسجد الحرام بمكة، إلى بيت المقدس. وهي رحلة استهجنت قبيلة قريش حدوثها لدرجة أن بعضهم صار يصفق ويصفر مستهزئاً، ولكن النبي محمد أصر على تأكيدها وأنه انتقل بعد ذلك من القدس في رحلة سماوية بصحبة جبريل على دابة تسمى البراق أو حسب التعبير الإسلامي عرج به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى أي إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليهِ في السماء وعاد بعد ذلك في نفس الليلة، وسُميت سورة الإسراء على اسم الحدث، والتي افتُتحت بقوله تعالى : ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١﴾ [الإسراء:1]. وحدثت هذه الرحلة السماوية في الليلة السابعة والعشرين على أقوال كثير من العلماء المؤرّخين.
إخوة الإيمان, ما حدث في شهر رجب هذه السنة 1446هـــ من وقف اطلاق النار بغزة العزة من إنجازات المجاهدين والمرابطين ومن انتصارهم البارز على أعدائهم الصهاينة، وفي ذكرى الإسراء والمعراج وذكرى فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس، يطلق الاتحاد العالمي -رئاسة، وأمانة، ومجلس أمناء – لعلماء المسلمين اليوم، فعاليات أسبوع القدس العالمي الخامس، والذي يمتد من يوم الخميس 23 رجب الخير 1446 هـ، الموافق 23 يناير 2025م، حتى الخميس التالي 30 رجب الخير 1446 هـ، الموافق 30 يناير 2025م.
يرى محللون أن وقف إطلاق النار بغزة انتصار سياسي للمقاومة وإخفاق للاحتلال.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أعلن يوم الأربعاء 15/يناير/2025 التوصل للاتفاق وعرض بنوده الرئيسية في مؤتمر صحفي بالدوحة.
وشمل الاتفاق بنودا عدة يتم تحقيقها على 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوما، ويأتي في مقدمة هذه البنود وقف إطلاق النار الذي قد دخل حيز التنفيذ الأحد 19/يناير/2025، وإفراج إسرائيل عن نحو ألفي أسير بينهم 250 من المحكومين بالسجن المؤبد، ونحو ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر, 2023
وسرعان ما أثار الإعلان عن التوصل لهذا الاتفاق ردود فعل عالمية وإقليمية، رحب أغلبها بنجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والحكومة الإسرائيلية في الوصول إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي.
والناظر في التاريخ يرى نصرة الله تعالى متحققة لرسل الله الكرام وعباده المؤمنين والمظلومين، فهو سبحانه يدركهم برحمته وغيثه المغيث؛ فنصرة الله لأوليائه سنة ثابتة لا تتخلف؛ ومن شك فلينظر كم من قرية أهلكها الله وهي ظالمة، وكم من نبي استنصر الله على قومه فلم يتأخر عنه عون الله ولا نصره؛ بل كان موعدهم الصبح؛ أليس الصبح بقريب؟ قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر:40/51]، فليهدأ بال المؤمن وليطمئن قلبه.
وفي الختام ندعو الجميع للمشاركة في إحياء “أسبوع القدس العالمي” من خلال الفعاليات التالية:
1. الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بكل الإمكانيات المتاحة، والعمل على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
2. الوقوف مع المقدسيين، وبخاصة المرابطين والمرابطات والأسرى، بجميع الوسائل المتاحة، وكذلك مع إخواننا المضيومين في فلسطين كلها.
3. مناشدة وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية في البلدان الإسلامية، الروابط العلمائية، والدعوية والجماعات والمؤسسات الإسلامية لتبني “أسبوع القدس العالمي”.
4. نشر المواد الإعلامية عبر المنصات المختلفة باللغات المتنوعة، لتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.
5. الدعاء، وتخصيص خطبة الجمعة، والالتزام بما أمكن من الخطبة الموحدة حول المسجد الأقصى وحقوقه، وذلك في يوم الجمعة في 21 و28 شباط/فبرار 2024
6. إقامة فعاليات حضورية وعن بُعد عبر الزووم لإحياء المناسبة والمشاركة في الحملة بالطريقة الأنسب.
في الختام عباد الله! إنا لله وإنا إليه راجعون!!! أيها المسلمون- إن الموت مما ينبغي الاستعداد له، واستشعار قربه، فإنه أقرب غائب ينتظر، وما يدري الإنسان لعله لم يبق من عمره إلا اليسير، وهو مقبل على دنياه، ومعرض عن آخرته، ولقد بلغنا بارحة نبأ وفاة الشيخ قمر الدين أجلا داعية كبير وعالم مشهور من علماء المسلمين، وكان له آثار ضخمة ومجهودات نبيلة في خدمة الإسلام والمسلمين، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، واسكنه فسيح جناته
الدُّعَاءُ:
اللهم أبْطِلْ مكر أعداء الإسلام، وأبطل اللهم مُخطَّطاتِهم التي يُخَطِّطونها، اللهم إنَّا نَدْرَأُ بك في نُحُورِهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم إنا نسألك أن تؤلف بين قلوب المسلمين على الحق، اللهم انصر الشعب الفلسطيني، وفَرِّجْ الحِصارَ عنهم، اللهم ارفع الكَرْبَ، واكْشِف الضُّرَّ، اللهم اشف مرضاهم ومرضى المسلمين، اللهم فُكَّ أسْرى أهل فلسطين وأسرى المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، يا أرحم الراحمين ويا رب العامين. وصَلّى اللهُ على سيِّدنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً.