Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Deprecated: explode(): Passing null to parameter #2 ($string) of type string is deprecated in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4
أهمية الزكاة والصّدقات في رفع شأن الاقتصادي الاجتماعي


أهمية الزكاة والصّدقات في رفع شأن الاقتصادي الاجتماعي

بسم الله الرحمن الرحيم

الْخُطْبة الثانية لشهر صفر بتأريخ 9/2/1445هــــ-25/8/2023م

حول: أهمية الزكاة والصّدقات في رفع شأن الاقتصادي الاجتماعي

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ لله ربِّ العالمين الّذي جعل الإسلام دِينَ التكافل، والتراحم، والتعاطف، والتعاون بين المسلمين، فَشَرَعَ الزكاة طُهرةً لصاحبها، وتنميةً حسية ومعنوية له، وإعانةً من أصحابها لإخوانهم المستحقين لها. القائِلِ فِي مُحْكَمِ تَنْزِيلِهِ: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة:2/110], نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا وَمَوْلانا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, بَلَّغَ الرِّسَالَة, وَأَدَّى الأَمَانَة, ونَصَحَ لِلْأُمَّة وَكَشَفَ اللهُ بِهِ الْغُمَّة وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ رَبِّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ. اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ والتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ,

فَيَا عِبَادَ اللهِ, أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرًّا وَجَهْرًا, وَاعْلَمُوا أَنَّ التَّقْوَى هُوَ الْغَايَةُ الْمَنْشُودَة فِي جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ والطَّاعَاتِ طِبْقًا لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:2/21].

أيُّهَا المُسْلِمُونَ الْكِرَامُ, هَذَا هُوَ اللِّقَاءُ الثّاني فِي شَهْرِ صَفَر وَإِنَّ مَوْضُوعَ خُطْبَتِنَا الْيَوْمَ يَتركَّزُ عَلَى: أهمية الزكاة والصّدقات في رفع شأن الاقتصادي الاجتماعي:

جاء التشريع الإسلامي بالعبادات لأجل صلاح الفرد والمجتمع، ومن هذه العبادات: الزكاة، وهي أحدُ أركان الإسلام، وحقُ الله في أموال المسلمين الذين وجبت عليهم، وهي من العبادات المالية، فما أهميتها في الإسلام، وما آثارها الاقتصادية؟

الزكاة فريضة من فرائض الإسلام بإجماع علماء المسلمين، وقد تكرر الأمر بإيتاء الزكاة في آيات القرآن الكريم، ومنها قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة…)، [المزمل: 20]، وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج»، (رواه البخاري ومسلم).

والإيمان بفريضة الزكاة ممَّا عُلِمَ من الدين بالضرورة، لتواتر أدلتها في القرآن والسُّنة، فلا يجوز إنكارها أو عدم أدائها، ولا عذر في الجهل بها، فمَنْ جحدها أو أنكرها فقد كذَّب كلامَ الله وحديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأجل ذلك فإن أولئك الذين ينادون بأنَّ الزكاة لم يعد لها موضع، لأنَّ النظم الوضعية حلت محلها ولم تعد صالحة لهذا العصر، حالهم يناقض الإسلام، فليس هناك نظام صالح يحل محل الزكاة، لأنها حكم شرعي ثابت بإجماع علماء الأمة الإسلامية بدليل القرآن والسنة، ولأهميتها في الإسلام، وعظيم شأنها، فإنَّ الله تبارك وتعالى قرنها بالصلاة في اثنتين وثمانين آية في القرآن الكريم، وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن: «علِّمْهُم أنَّ الله تعالى افترض عليهم صدقة تُؤخَذُ من أغنيائهم، فترد على فقرائهم» (رواه البخاري ومسلم وأصحاب السن).

وتتمثل أهمية الزكاة في أنها من محاسن الإسلام الذي جاء بالتكافل، والتراحم، والتعاطف، والتعاون بين المسلمين، وبالأمن، والرخاء لهم، فقد جعل الله الزكاة طُهرةً لصاحبها، وتنمية حسية ومعنوية له، وإعانةً من أصحابها لإخوانهم المستحقين لها، فالإسلام دين التكافل الاجتماعي، حيث يكفل للمحتاج ما يعينه على حياته من مال الزكاة، ويكفل للغني حرية التملك لماله لإتيانه الزكاة.

يتحققُ بالزكاة جملة أهداف نوجزها فيما يلي:

أ- أهدف الزكاة بالنسبة للمزكّي:

1-الزكاة تُطَهر صاحبها من الشُّح وتُحرِّرُه من عُبوديَّة المال، وهذان مَرضان من أَخطر الأمراض النَّفسية التي يَنحطُّ معها الإنسان ويشقى، ولذلك قال تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِه فأولئك هُمُ المُفلِحُون} [سورة الحشر: 9]، وقال صلى الله عليه وسلم: “تَعِسَ عَبدُ الدِّرهَم، تَعِسَ عبد القَطيفَة…” رواه البخاري.

2-الزَّكاة تدريبٌ على الإحسان والإِنفاق في سَبيلِ الله، وقد ذَكر الله تعالى الإِنفاق في سَبيل الله على أنَّه صفةٌ ملازمة للمتَّقين في سرّائهم وضَرّائهم، في سِرّهم وعَلَنهم، وَقَرنها من أَهمّ صفاتهم على الإِطلاق… قَرنها بالإِيمان بالغيب والاستغفار بالأَسحار، والصَّبر والصدق، والقُنوت، ولا يَستطيع الإِنسان الوصول إلى الإِنفاق الواسع في سَبيل الله، إلاّ بعد أن يعتادَ أداء الزكاة، وهي الحدّ الأَدنى الواجب إنفاقه.

3-والزَّكاة شكرٌ لنعمة الله، وعلاجٌ للقلب من حُبِّ الدنيا، وتزكية للنفس. قال تعالى: { خُذْ من أموالِهم صَدَقةً تُطَهِّرهُم وتُزكِّيهم بها… } [التوبة: 103]، كما أنّها تزكية للمال نَفسه ونماءٌ له، قال تعالى: {وما أَنفَقْتُم مِن شَيْءٍ فهُوَ يُخلِفه وهو خَير الرَّازقين} [سبأ: 39]

ب- أهدف الزكاة بالنِّسبة للآخذ

1-الزَّكاة تحرر آخذها من الحاجة، سواء كانت مادّية – كالمأكل والملبس والمسكن – أو كانت حاجةً نفسية حَيوية – كالزواج – أو حاجة مَعنوية فكرية ككتب العلم؛ لأنَّ الزكاة تُصرف في جَميع هذه الحاجات، وبذلك يَستطيع الفَقير أن يشارِك في واجباته الاجتماعية، وهو يَشعر أنَّه عضوٌ حي في جسم المجتمع، بدل أن يظل مشغولاً بالسَّعي وراء اللُّقمة مستغرَقاً بهموم الحياة.

2-والزَّكاة تطهِّر آخذها من داء الحَسد والبَغضاء؛ لأن الإِنسان الفقير المحتاج حين يرى مَن حوله من النّاس يَعيشون حياة الرَّخاء والتَّرف، ولا يَمدُّون له يَد العون، فإنَّه قلما يَسلم قلبه من الحسد والحقد والبغضاء عليهم وعلى المجتمع كله. وهكذا تنقطع أواصر الأخوة، وتذهب عواطف المحبة، وتتمزق وحدة المجتمع.

أهمية الزكاة وآثارها الاقتصادية

الزكاة عبادة مالية، وحقٌ لله تبارك وتعالى، ولها آثارها الاقتصادية الحسنة التي تعود على الفرد والمجتمع والدولة، والمسلمون يؤدونها بدافع الإيمان بالله، بخلاف الضرائب التي يتهرب الكثيرون من دفعها متى وجدوا غفلة من الرقيب، ومن أهم آثار الزكاة الاقتصادية:

1-تسهم في تحسين المستوى المعيشي والصحي والتعليمي للفقراء مما يؤهلهم ليصبحوا قوة عمل مشاركة في التنمية الاقتصادية.

2-تخفف من العبء المالي الذي تتحمله الدولة وذلك بالاتفاق على أصناف من الإعانات التي تقدمها للمحتاجين كالأيتام والعجزة وغيرهم، وهذا له الأثر الاقتصادي في ميزانية الدولة.

3-تحقق إعادة توزيع الدخل والثروة في المجتمع، فهي وسيلة لتحقيق العدل الاقتصادي الذي أصبح محل اتفاق بين الاقتصاديين مع الاختلاف حول تعريفه ووسائله.

4-تساعد على الاستثمار: لأنَّ مَنْ يملك المال لا بَّد له من استثماره، والدولة تساعد على تشجيعه بمختلف الوسائل، لأنه سيعود بالنفع على اقتصادها ويرفع من قيمة ميزانيتها.

5-توفر الأمن للدولة، فالفقر أحد أسباب الجريمة، والزكاة تحارب الفقر، فهي وسيلة لمحاربة الجريمة بطريقة غير مباشرة.

وعلى ما تقدم: فإنَّ للزكاة آثارها الاقتصادية التي يعود نفعها على الفرد والمجتمع والدولة، وبإيتاء الزكاة تتحقق أهدافها الاجتماعية وتحصل آثارها الاقتصادية، وهي ليست دعوة دينية تأخذ الطابع الاختياري فحسب، وإنما هي نظام تشريعي ذو طبيعة إلزامية طوعية لله تبارك وتعالى.

6-وللزَّكاة دور كبير أيضاً في تَشجيع الشَّباب على الزواج، عن طريق مساعدتهم على تكاليفه، وقد قرر الفُقهاء أن الذي لا يستطيع الزَّواج بسبب فقره يعطى من الزَّكاة ما يُعينه على الزّواج لأنه من تَمام الكِفاية.

الخطبة الثّانية:

الحمد لله ربّ العالمين الّذي أثنى على عباده المؤمنين الذين لم يُلبسُوا إيمانهم بظلم ووصفهم بالأمن والهداية. القائل في كتابه العزيز: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام:6/82], نحمده سبحانه وتعالى ونشكره ونؤمن به ونتوكل عليه ونصلّي ونسلّم على خير خلق الله سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء.

أما بعد,

فيا عباد الله, من المستحسن أن نتحدّث عن ما جرى في بعض ولايات بلاد يوربا , جنوب غرب نيجيريا , كولايات لا غوس , وأوشن , وأويو وأوغن من إعلان يومٍ عطلةً لعيد المشركين 21/8/2023 يوم الإثنين. لا نواجه حديثنا إلى حكَّام هذه الولايات. لأنّ أفهامهم للدّين بعيدة كلّ البعد. عن ما نقول فكيف يفهمون مقالتنا. لكل مقالٍ مقامٌ ولكل مقالٍ رجالٌ. ولكل حدثٍ حديثٌ. إذاً, نواجه الحديث إلى إخواننا المسلمين عامة وإلى العلماء والأئمة والخطباء خاصّة. وأمّا حديثنا للمسلمين عامّة فهو ألّا يرضوا بالحادثة لأنّ الرضى بالكفر كفرٌ, والإسلام لا يقبل التخليط. أي لا يكون إنسان مؤمنا وكافراً معاً في وقتٍ واحدٍ. تشارك في أعياد المشركين وتظنّ أنّك مسلمٌ كلّا. وأمّا حديثنا مع العلماء والأئمّة والخطباء, فهو أن يقوموا بالدّعوة والإرشاد حقّ القيام لأنّ الحادثة تخبرنا أنّ جاهلية هذا القرن قادمة من جديد وعلينا أن نقاومها بالجد بل بكلّ قوّة ونشاطٍ وأن ندعو النّاس إلى التوحيد والإخلاص وعبادة الله وحده سبحانه وتعالى. “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” [البيّنة:98/5]. “وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” [آل عمران: 3/104]

الدّعاء:

اللهم أمنا في أوطاننا وول علينا خيارنا وأيد بالحق أولياء أمورنا, وحقق الأمن والاستقرار في بلادنا, اللهم إنّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم, اللهم أعز الإسلام والْمسلمين وأصلح أحوال الْمسلمين فى كل مكان.  اللهم أمنّا فى الأوطان والدور وادفع عنا الفتن والشرور  وأصلح لنا ولاة الأمور, واستجب دعاءنا إنك أنت سَميع الدعاء. وصلى الله على النبي وعلى آله وصحبه وسلّم.

Scroll to Top