بسم الله الرّحمان الرّحيم
الخطبة الأولى لشهر ربيع الثاني بتاريخ 2 ربيع الثاني 1444هـ 28\10\2022م)
الموضوع: توصيات هامة عن المشاركة فى الإنتخابات في وطننا نيجيريا عام 2023م
الخطبة الأولي
الحمد لله رب العالمين, الْقائْعِلِ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾{الأنفال:8 \27}, ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾{القصص:28\ 26}.نَحْمَدُهُ سُبْحانه وتَعَالَى وَنَشْكُرُهُ وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِناَ , إِنَّهُ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ؛ وَاَشْهَدُ أَنْ لاَإِلَهَ إِلاَ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأشْهَدُ أَنَّ محُمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, الْقَائِلَ فِي حَدِيثِهِ الشَّرِيفِ: “إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ”. قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:”إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ؛ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ”{رواه البخاري} والصلاة والسلام عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين.
أمّا بعد ,
فَيا عِبَادَ اللهِ, أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, إِذْ هِيَ مَنْهَجُ الصَّالِحِينَ أُولي الأَلْبَابِ, قَالَ الله تَعَالَى:﴿وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ {البقرة:2\197}.
إخْوَةَ الإِيمَانِ, هَذَا هُوَ اللِّقَاءُ الأول فِي شَهْرِ ربيع الثاني وَنَحْنُ عَلَى قَضِيَّةِ السَّاعَةِ فِي وَطَنِنَا نَيْجِيرِياَ أَلَا وَهِيَ قَضِيَّةُ الانْتِخَابَاتِ الْعَامَّة. وَفِي الأَسابيع الماضيَّة قد تحدّثنا عن نظرة إسلامية في المشاركة في الإنتخابات المعاصرة . ترتيبا واتئنافا علي هذا الموضوع نتحدث اليوم – إن شاء الله – عن: توصيات هامة عن المشاركة في الإنتخابات في وطننا نيجيريا عام 2023م .
المشاركة لا المقاطعة :
إخْوةَ الإِسْلامِ , المسلمون هم شهداء علي الناس يعني قادة فلا ينبغي أبدا أن يعتزلوا مجتمعاتهم بل واجب عليهم أن يقوموا بدور التوجيه والإصلاح في المجتمع,,, قال تعالي: “وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا” (سورة البقرة 143/2)
هم كذلك خير أمة أخرجت للناس وخيريتهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر,,, قال تعالي: “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون” (سورة آل عمران 110/3)
أن المشاركة في الانتخابات وبموجبها المشاركة في الحكومة وسياسة الدولة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يقول خليفة عثمان –رضي الله عنه- ”إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن“,,, فإنكار المنكر باليد وبالحديد والنار والسجن لا يتم إلا بتولية الحكومة, فالانتخاب إذا مما لا يتم الواجب إلا به (فهو واجب ) .
أهمية المشاركة :
حديث : “مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا علي سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها إذا فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا علي من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا علي أيديهم نجو ونجو جميعا” (البخاري 2361)
المشاركة قد تؤدي إلي النجاة: هناك ركاب طائرة من لاجوس إلي بورت هاركورت وكان السفر لا يستغرق أكثر من ساعة وأعلن قائد الطائرة بعد الساعتين أعلن أنه ما استطاع منذ أكثر من ساعة من إهباط الطائرة وأرسل أحد الركاب بطاقته إلي القائد فلما رآها أذن له بالدخول عليه في حجرة القيادة وخلال خمس دقائق استطاع أن يوقف الطائرة بأمان,
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم الواجبات الدينية :
وقد تقرر من أقوال العلماء أنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقام الفرائض وتأمن المذاهب, وتحل المكاسب, وتمنع المظالم, وتعمر الأرض, وينتصف للمظلوم من الظالم,ولا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر, وتعاونوا علي البر والتقوي, فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات, وسلط بعضهم علي بعض, ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء
قال تعالي: “ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون” آل عمران 104/3)
وثبت عن النبي من حديث أبي هريرة في البخاري “كيف بكم إذا فسدت نسائكم , وفسق شبابكم, ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهو عن المنكر, فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟! قال نعم, فقال: كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهو عن المنكر؟ فقيل؟ ويكون ذلك يا رسول الله؟ قال نعم: قال: كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف؟ قيل: ويكون ذلك يارسول الله؟! قال: نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا؟! ”
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب:
إخوتي وأخواتي في الله , روي أبو سعيد الخدري –رضي الله عنه- “من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان” رواه مسلم
فأولي مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الإنكار باليد مع القدرة, وذلك بإراقة أواني الخمر, وكسر آلات اللهو, ومنع من أراد الشر بالناس وظلمهم من تنفيذ مراده, وكإلزام الناس بالصلاة والزكاة سائر الواجبات’ ولا يقدر علي ذلك إلا السلطان فتوليته مما لا يتم الواجب إلا به,
خطورة المقاطعة:
أيّها المسلمون الكرام , المقاطعة من باب السكوت علي المنكر والفساد بل من باب المعاونة عليه, والعقوبة قد تشمل الظالمين والساكتين,,,
يسبب لعنة الله قال تعالي: “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصو وكانوا يعتدون* كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون” (سورة المائدة 77/5-78)
وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجميع أنواعها إيذان بعقوبة إلاهية, قال تعالي: “واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب” (الأنفال 25/8)
ولقوله –عليه الصلاة والسلام- “يا أيها الناس إن الله تبارك وتعالي يقول لكم: مروا بالمعروف, وانهوا عن المنكر, قبل أن تدعوني فلا أجيبكم, وتسألوني فلا أعطيكم, وتستنصروني فلا أنصركم”
ولقوله: “ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون علي أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا” (حسنه الألباني 286/ 2)
أقول قولي هذا أستغفر اللهَ الْعَظِيم لِي ولكُمْ فاستغفِرُوهُ وَتُوبُوا إلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحِيمُ .
الخطبة الثانية
الحمد لله عدد ما خلق، والحمد لله ملء ما خلق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
الوحدة الإسلامية ضرورة حتمية
أيها المسلمون: يقول الله -تعالى-: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ [آل عمران: 103].
هذه الآية الكريمة تشتمل على أمر إلهي للمسلمين جميعاً، بضرورة أن يعتصموا بحبله، وأن يتوحدوا حول دعوته. كما يجب عليهم أن يتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، وأن يكونوا صفاً واحداً في وحدة مترابطة تجمعهم؛ لأن الوحدة سبب قوتهم، وغلبتهم وعزتهم.
وذكرتهم الآية الكريمة بنعمة الله عليهم: أن هداهم للإسلام الذي وحد شملهم، وجمع كلمتهم، فأصبحوا إخواناً متحابين بعد أن كانوا في الجاهلية أعداء متناحرين يضرب بعضهم رقاب بعض.
لذلك يجب عليكم -أيها المسلمون-: أن تجتمعوا على طاعة الله، وأن تكونوا يداً واحدة في وحدة مترابطة على كلمة سواء. وإذا حدتم -لا قدر الله- عن هذا الطريق السوى، فلن تجنوا إلا الضعف والهوان والذلة والخسران.
أيها المسلمون: إن ديننا الإسلامي يرشدنا إلى أهمية الاتحاد، واجتماع الكلمة، ليرقى بذلك أن يكون أصلاً من أصول الدين، وأمراً ربانيا ًتضمّنه القرآن الكريم، وتأكيداً نبوياً فيما لا يحصى من الأحاديث الصحيحة الصريحة، وتطبيقاً عملياً لحياة الصحابة والتابعين، حيث كانوا بفضل الله كالجسد الواحد، والبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا!.
بينما نجد واقع المسلمين اليوم –وللأسف- يخالف ذلك، حيث نجد الاختلاف والتباغض، وكما قال الشاعر:
بحثت عن الأديان في الأرض كلها *** وجدت بلاد الله غرباً ومشرقاً
فلم أر كالإسلام أدعى لألفـــــةٍ *** ولا مثل أهليـــه أشد تفرقا
عجيب أمر المسلمين! إلههم واحد، ورسولهم واحد، وقرآنهم واحد، وسنتهم واحدة، ولغة قرآنهم، وسنتهم واحدة، ومع ذلك فهم دول ممزقة، وشعوب متفرقة، وفرق متناحرة، وجماعات متصارعة، ومذاهب مختلفة، مع أن الإسلام يدعوهم إلى الوحدة في صراحة واضحة لا تحتاج إلى تفسير، ولا إلى تأويل، ولا إلى اجتهاد ……
عباد الله من لوازم الإيمان والوحدة والأخوة الاهتمام بأمور الآخرين والوطن ويجدر بالذكر في هذا المقام تلك المصيبة مصيبة الفيضانات التي عمّت الوطن، فمنذ يونيو 2022 حتى الآن، أثرت الأمطار الغزيرة والرياح القوية على وطننا نيجيريا بشدة، أثرت الفيضانات على 33 ولاية من ولاياتها الـ 36. الولايات الأكثر تضررًا هي أنمبرا (Anambra) وبايلسا (Bayelsa) وكراس- ريفار (Cross River) ودلتا (Delta) وريفارس (Rivers) في جنوب نيجيريا، وولاية كوغي (Kogi) وجيغاوا (Jigawa) وكيبّي (Kebbi) في الشمال، وأن ولاية بايلسا هي الأكثر تضررًا، حيث تم تشريد أو تضرر حوالي 700000 شخص، وتكبد المزارعون خسائر لا تحصى. وأدت الأزمة إلى نزوح أكثر من 1.4 مليون شخص وأثرت على أكثر من 2.5 مليون، ومات 603 شخص. لاحول ولا قوة إلا بالله! ونسأل الله تعالي العفو والعافية والتوفيق وأن يذهب الهم عن المهمومين والمصابين وأن يحمي الوطن والمواطنين من مثلها، عباد الله وما هذا إلا حصائد أعمالنا ومما كسبت أيدينا، قال تعالي: وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ [الشورى:30] علينا التوبة من جميع الذنوب والمعاصي فأثرها أليم وعاقبتها شديدة، نوصي بالصبر والمصابرة فإن مع العسر يسرا، كما ندعو المسئولين إلي القيام بواجبهم حق القيام في تخفيف الضرر
الدّعاء : اللهم أمنا في أوطاننا وول علينا خيارنا وأيد بالحق أولياء أمورنا, وحقق الأمن والاستقرار في بلادنا, اللهم إنّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم, اللهم أعز الإسلام والْمسلمين وأصلح أحوال الْمسلمين فى كل مكان, وادفع عنا الفتن والشرور وأصلح لنا ولاة الأمور, واستجب دعاءنا إنك أنت سَميع الدعاء.