خطبة عيد الفطر المبارك للعام الهجري 1446-2025م

بسم الله الرّحمن الرّحيم

خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1446 هـ (2025م)

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، مَنِ اتَّقَاهُ وَقَاهُ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ، خَيْرُ الْخَلْقِ وَأَهْدَى الْعَالَمِينَ سَبِيلًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الَّذِينَ جَاهَدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.

اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

إخْوَةَ الْإِيمَانِ, إنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، وَعِيدٌ كَرِيمٌ، يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ، وَسَعَادَةٍ وَحُبُورٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» ، فَهَا نَحْنُ الْيَوْمَ نَفْرَحُ بِفِطْرِنَا، وَنَبْتَهِجُ بِإِتْمَامِ شَهْرِنَا، وَالْفَرَحُ الْأَكْبَرُ الَّذِي نَرْجُوهُ حِينَ نَقْدَمُ عَلَى رَبِّنَا، فَنَرَى مَا أَعَدَّهُ لَنَا جَزَاءَ صِيَامِنَا؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ».

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ, عِيدُنَا هَذَا عِيدُ عِبَادَةٍ وَتَكْبِيرٍ وَصَدَقَةٍ، وَاجْتِمَاعٍ وَتَوَاصُلٍ، وَفَرَحٍ وَسُرُورٍ؛ فَيَنْبَغِي عَلَى الْمُؤْمِنِ فِيهِ أَلَّا يُفَرِّطَ فِي الْتِزَامِ أَوَامِرِ اللهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ، وَأَنْ يَسْتَمِرَّ عَلَى الطَّاعَةِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي رَمَضَانَ، فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ قَبُولِ الْأَعْمَالِ؛ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: (إِنَّ مِنْ جَزَاءِ الْحَسْنَةِ الْحَسَنَةَ بَعْدَهَا، وَمِنْ عُقُوبَةِ السَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ بَعْدَهَا، فَإِذَا قَبِلَ اللهُ الْعَبْدَ فَإِنَّهُ يُوَفِّقُهُ إِلَى الطَّاعَةِ، وَيَصْرِفُهُ عَنِ الْمَعْصِيَةِ).

اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي أُمْرِنَا بِهَا، لَا سِيَّمَا فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ: إِصْلَاحَ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَتَرْكَ التَّشَاحُنِ وَالتَّبَاغُضِ وَالشِّقَاقِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ, وَالصَّلَاةِ, وَالصَّدَقَةِ» ، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ؛ فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ» ،  وَمَعْنَى الْحَالِقَةِ: أَيْ: تَحْلِقُ الدِّينَ، فَيَنْبَغِي عَلَى كُلِّ مُتَخَاصِمَيْنِ الْيَوْمَ أَنْ يُصْلِحَا ذَاتَ بَيْنِهِمَا، وَأَنْ يُطَهِّرَا قُلُوبَهُمَا، وَأَنْ يُبَادِرَا بِفَتْحِ بَابِ التَّوَاصُلِ بَيْنَهُمَا، مُسْتَحْضِرَيْنِ قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ، إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ».

ضَرُورَةُ الاهْتِمَامِ بِقَضِيَّةِ فلسطين وأهْلِ غَزَّة وَوَاجِبَاتِنَا نَحْوَهَا:

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ الْكِرَامُ, أَعْلَنَتْ وِزَارَةُ الصِّحَةُ فِي غَزَّةِ الْيَوْم الأحد 23/3/2025م ارتِفَاعَ الْعَدَدِ الْإِجْمَالِي لِضَحَايَا الْعُدْوَان الإسْرَائِيلي عَلَى الْقِطَاع مُنْذُ 7/أكتوبر/2023م إلى 50 ألفا و21 شَهِيداً.

وبينت الْوِزَارَةُ بأن عَدَدَ الْمُصابِينَ خِلالَ الْفَتْرَةِ نَفسها ارتَفَعَ إلَى 113 ألفاً و274. وَأَضَافَتْ أَنَّهُ تَمَّت إِضَافَةُ 233 شَهِيداً للإحصائية التراكمية للشّهداء ممن تمّ اكتمالُ بيانتهِمْ وَاعتِمادها من اللّجنة الفضائية المُتابعة لملف التبليغات والمفقودين. كَمَا قالتِ الْوزارةُ إن 673 فلسطينيا استشهدوا وأُصيب 1233 آخرون منذ أن استأنفت إسرائيل عدوانها عَلَى غزّة في 18 مارس/ 2025م.

قد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَنْ لَا يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنْهُمْ” ( أخرجه الطبراني )

قال الشيخ عبد العزيز الطريفي: “من علامَةِ الْمُنَافِقِينَ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَنَّهُ إِذَا حُورِبَ الْإِسْلامُ سَكَتُوا وَإِذَا أَخْطَأَ أَهْلُهُ ظَهَرُوا”.

اعْلَمُوا أيُّهَا المسلمون أنَّ الجهادَ فريضةٌ ماضيةٌ إلى يَوْمِ الْقيَامَةِ، وأنَّهُ ذَرْوةُ سَنامِ الإسلام، وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتال في سبيل الله، وبين ذلك جهادُ اللسان والقلم واليد، وكلمة الحق عند السلطان الجائر، ولا حياةَ لأمة، ولا نهضةَ لدولةٍ، ولا صيانةَ للحقوق، ولا محافظةَ على الأرض والعرض والأموال.. إلا بالجهاد في سبيل الله.. ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ (الحج: من الآية 78)

أيتها الأمة المسلمة.. إن واجبنا كأمة مسلمة نحو فلسطين واجبٌ عظيمٌ، ودورنا في نصرتهم جد خطير:

1- وإن من أول الواجبات أن نخلص نيتنا، ونجدد إيماننا، ونصل أنفسنا بالله، ونستعين به، ونتوكل عليه في كل أعمالنا وجهادنا وتضحياتنا.. ثم نوقن من أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفيه عزنا ومجدنا.

2- أن تغرس كل أسرة مسلمة في قلبها وقلب أبنائها أن قضية فلسطين قضيتها الأم، وهمها الأكبر، وشغلها الشاغل.

3- مساندة المظلومين ومساعدتهم بما يقدر عليه كل مسلم ومسلمة، وعلى كل مسلم ومسلمة أن يجعل في ميزانيته سهمًا لمساعدة إخوانه المظلومين، وليكن باسم: “مشروع فلسطين” ((AQSAH CONCEPTS, 0005125108, JAIZ BANK))

4- ومن لم يقدر على الجهاد بالمال فإن من واجبه أن يمتلأ قلبه بحب المجاهدين، حبًّا يدفعه لأن يبصر الناس بعدالة قضيتهم، ووجوب نصرتهم، وأن يحث الناس على التبرع لهم.. وأن يسهر الليل مرابطًا بالدعاء في جوف الليل بقلب مكلوم، وفؤاد مجروح، أن يرفع الله عنهم الكرب، وأن ينصرهم الله

5- المشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية مع المحاصرين والمدافعين عن الأقصى والمقدسات.

6- الاتصال بإخواننا في فلسطين بالهاتف وشبكة المعلومات العنكبوتية للشد على أيديهم،

7-مُقَاطَعَةُ الْبَضَائِعِ الْإِسْرَائِيلِيّة الْيَهُودِيّة وَالْأَمْرِيكِيّة: فَمِمَّا ثَبَتَ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ: أَنَّ الْجِهَادَ لِتَحْرِيرِ أَرْضِ الْإِسْلامِ مِمَّنْ يَغْزُوهَا وَيَحْتَلُّهَا مِنْ أَعْدَاءِ الْإِسْلامِ وَاجِبٌ محتم وَفَرِيضَةٌ مُقَدَّسَةٌ.

يا علماء الأمة وقادتها..

إن حمايةَ الأقصى وعودة فلسطين منوطٌ برقابكم، وفرض عين وواجب عليكم، فأنتم حملة الرسالة، ومن أعظم الواجبات عليكم أن تبينوا للأمة دورها في نصرة فلسطين، واسترداد المسجد الأقصى من الصهاينة المغتصبين، وتتقدموا ركبها لتحرير فلسطين.

ضَرُورَةُ الالْتِزَام ِبِالْعَقِيدَةِ الإسْلامِيّة الصَّحِيحَة:

العقيدة الإسلامية هي التي بعث الله بها رسله وأنزل كتبه وأوجبها على جميع خلقه الجن والإنس؛ كما قال تعالى‏:‏ ‏﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ‏﴾‏، وقال تعالى‏:‏ ‏﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ‏﴾، وقال تعالى‏:‏ ‏﴿‏وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ‏﴾. ومن الأسفِ الشَّدِيدَ أَنَّ كَثِيراً مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمِيلُونَ كُلَّ الْمَيْلِ عَنْ هَذِهِ الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ مِنْ أَجْلِ زِينَةِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا الْفَانِيَة وَلَا سِيَّمَا الْعُلَمَاء وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ كَمَا وَصَفَهُمُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ خَاصَّةً شَبَابَ الْعُلَمَاء المُستغرقُون في الشِّرْكِ والشَّعْوَذَة وَطُقُوسِ الْمَالِ حَتَى لا يُبَالُونَ بِنُفُوسِ بَنِي آدَم. أقربُ ما نَضْربُ مثلاً لِهَذِهِ الْفَعْلَةِ الْخَبِيثَةِ هُوَ حادِثَةُ رَجُلٍ شَابٍ عَالِمٍ وَمُعلِّمٍ فِي مَدْرَسَةٍ عَرَبِيَّةٍ بِمَدِينَةِ إلورن إسمُهُ عبد الرّحمن محمد بللو ابن 29 سنة الّذي قَطَعَ رَأْسَ بِكْرٍ طَالِبَة سَنَةِ الأخير بكُلّية التربية, عُمْرُهَا 24 سنة, اسْمُهَا حَفصة يَيْتُنْدَيْ الأوّل لطقوس المال. سَبَبُ هَذَا الفساد هو فَسَادُ العَقِيدة وُسُوء التّربية. تَعَلَّمَ اللّغة العربية ولكن لم يَذُقْ قَلْبُهُ التُّقَى لفُقْدَان العقيدة الإسلامية الصّحيحَة والتربية الإسلامية السَّلِيمة. فعلى المديرين للمدارس الإسلامية أن يهتمّوا بالعقيدة الصّحيحة والتربية الإسلامية السّليمة وأن يَكُونُوا قُدْوةً حَسَنَةً لِتَلامِيذِهِم كَمَا كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين بَلْ لِلْعالم كُلّه بِدُون استثناءٍ.

ضَرُورَةُ تَطْبِيقِ الشَّرِيعَةِ الْإِسْلامِيَّة في ولايات جنوب غربي نيجيريا :

أيّهَا الْمُسْلِمُون الْكِرَامُ, اعْلَمُوا أَنَّ الشَرِيعَةَ الإسلامية هي ما شرعه اللَّه لعباده من العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة، في شعبها المختلفة، لتحقيق سعادتها في الدنيا والآخرة” وهي صَالِحَةٌ لِلتَّطْبِيقِ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ, خِلاف ما يَقُولُ أعْدَاءُ الْإِسْلامِ والْمُسْلِمِين وَبَعْضُ الْجاهلين مِنَ الْمُسْلِمِين أنَّها قَدِيمَةٌ لا تَصْلُحُ لِهَذَا العَصْرِ. عَصْر الثَّقافة والْحضَارَة وَالعلوم والمعارف والتكنولوجية… كلّا ! ﴿أَلَا يعلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾[الملك:67/ 14]. وقد قال سبحانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل:16/89].

نطالب الحكومة، لا سيما الولايات في جنوب غربي نيجيريا، بإنشاء محكمة استئناف شرعية في ولاياتها جنبًا إلى جنب مع المحاكم العليا للولايات والمحاكم العرفية، وذلك وفقًا لما نص عليه دستور نيجيريا لعام 1999، حيث ورد في المادة 275 ما يلي:

275. (1) يجب أن يكون لأي ولاية تتطلب ذلك محكمة الاستئناف الشرعية لتلك الولاية.

كما هو منصوص عليه في المادة 277، يحدد الدستور نطاق عمل محكمة الاستئناف الشرعية، وذلك لتجنب أي شكل من أشكال الغموض، مثل أولئك الذين يروجون للادعاءات الباطلة عن تطبيق عقوبة البتر! حيث جاء في نص المادة:

277. (1)  تمارس محكمة الاستئناف الشرعية للولاية، بالإضافة إلى أي اختصاصات أخرى قد يخولها لها قانون الولاية، اختصاصًا استئنافيًا وإشرافيًا في الدعاوى المدنية التي تتعلق بمسائل قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، والتي تكون المحكمة مختصة بالفصل فيها وفقًا لأحكام الفقرة (2) من هذه المادة.

لذلك، فهو حق قانوني للمسلمين المطالبة بإنشاء محكمة الاستئناف الشرعية في الولايات، ولا ينبغي أن يتعرضوا لأي شكل من أشكال التهديد أو الإهانة أو التشهير بسبب مطالبتهم بهذا الحق كما شهدنا ذلك مؤخرًا في ولايتي أويو (Oyo) وإكيتي (Ekiti)، عندما كانت المجتمعات المسلمة تحاول فقط إنشاء لجنة تحكيم الشريعة!! والمهم فالمحكمة للمسلمين خاصة دون غيرهم ولا يكون في استخدامها وحضورها أي إكراه ولا إجبار

تحذيرُ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ من مُؤَامَراتِ مُشْرِكِي بِلادِ يوربا:

أيها الْمُسْلِمُون الْكِرامُ, قال سُبْحَانَهُ وتعالَى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾[التوبة:9/33]. مُشْركُوا بلاد يوربا لا يُريدون رَفْعَ صَوْتِ الْإسلام في الوقت الرّاهن ويحاولون كلَّ الْمُحاولة عَلَى إحياء الشِّرْك والشّعْوذة والسِّحْرِ وَلِذلك كانُوا يطْلُبُونَ مِنَ الْحُكُومَة عُطْلَةَ يَوم عيدهم سنويّا -كما كانتْ لِلمُسلمين والنصارى أيام لأعيادهم-العُطْلةُ التي لَم تَكُنْ فِي بلادِنَا قَبْلَ الآن. وقد أخذُوا يَسْتَهزئُونَ بِالإسلام والمُسلمين كَمَا فَعَلَ مُشْرِكُوا مَكّة فِي عَهْدِ الرّسُول صَلَّى الله عليه وسلّم. دَعْنَا نَضْربُ مَثَلاً لِهَذَا الاستهزاء, هُناك اخُصومة بين شيْخَيْنِ شَهِيرَيْنِ في بلاد يوربا تنتشر عبر فيسبوك ويوتوب وغيرهما  في هذا الأوان, ويقول أحدهما فعَلَ الآخر كذا وكذا ضِدَّهُ وكان يحلف الثاني بالقرآن الكريم أنه لم يفعل كذا وكذا ضِدَّ الأوّل. فأخذ المشركُون يقولُونَ لَهُ أنْ يحلف بغير القرآن إن كان صادقاً. أليس هَذا تَجاوُز الحدِّ. ماذا يعني المشركين في هذا الأمر؟! الأمرُ بين شَيْخَيْنِ مُسْلِمَيْن. هَذَا كَلام المشركين يعني الاستهزاء بكتاب اللهِ عَزَّ وَجلَّ. فالعياذ بالله !  ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾[التوبة:9/33].

قتل 16 مسافرًا مسلمًا من شمال نيجيريا في أورومي، ولاية إيدو

أيها المسلمون، لقد شهدت البلاد يوم الخميس الماضي هجومًا همجيًا من قبل مجموعة غاضبة على بعض المسافرين المسلمين من شمال نيجيريا، مما أدى إلى مقتل 16 منهم. كان هؤلاء المسافرون من الصيادين العابرين من مدينة بورت هاركورت في ولاية ريفرز إلى ولاية كانو للاحتفال بعيد الفطر، إلا أن مجموعة من الغوغاء اعترضتهم، واعتدت عليهم بالضرب، ثم أضرمت فيهم النيران بتهمة أنهم من الخاطفين.

إن هذه الجريمة كانت مقصودة، ولا ينبغي أن تمر بلا عقاب. يجب الحفاظ على النفس كما قال الله تعالى:
(وَمَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32].

وكان من حق هؤلاء الضحايا أن يحصلوا على محاكمة عادلة قبل أن يتم إعدامهم وحرقهم بهذه الوحشية. مثل هذه الحوادث إذا لم يتم التعامل معها بعدالة وشفافية، فقد تؤدي إلى صراعات عرقية ودينية، وهو أمر لا يصب في مصلحة بلادنا في هذه المرحلة الحرجة.

نتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا الذين يعيشون الآن في الحزن بدلاً من الفرح. نسأل الله أن يمنحهم القوة والصبر والثبات. كما نناشد حكومة ولاية إيدو والحكومة الفيدرالية باتخاذ إجراءات صارمة تتناسب مع خطورة الجريمة.

مَوْتُ العُلماء ثلمَةٌ في الإسلام:

قال النّبي صلَّى الله عليه وسلّم : “إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ, وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ حَتَى ِّإِذَا لَمْ يَبْقَ عَالمًاً اتّخذَ النّاسُ رُؤُوسا جُهالاُ فسئلُوا فأفتوا بغير علمٍ, فضَلّوا وَأضَلُّوا” رواه البخاري ومسلم. قُبَيل رمضان فقدنا دَاعيةً كبيراً شهيراً بمواعظه الحسنة, فضيلة الشيخ محي الدين أجاني بللوا, وتابعه قُبَيل رمضان مجاهد مدينة لاغوس المشهور بشجاعته ودعوته المؤثرة في شباب المسلمين في جزيرة لاغوس, فضيلة الشيخ قمر الدين أجالا, وتابعهما أثناء رمضان البروفيسور, الأكاديمي الفريد, إمام جامع جامعة لاغوس, أكوكا السابق, فضيلة الشيخ مرتضى بدماص. وأخيراً وفاة المدير الطبّي للمستشفى الْوَطَنِي لِجَراحَةِ العظام الدكتور مصطفى عالِمِي, كان رجلا صالحا مُصْلِحاً وَمُنفِقاً مَا فِي وُسْعِهِ لتكون كلمة الله هي العُليا. اللهم اغفر لهم وارحمهم رحمة واسعا وأسكنهم فسيح جنانك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصّدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

أَفَاضَ اللهُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْعِيدِ، وَجَعَلَنَا بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ مِنْ أَهْلِ الْفَضْلِ وَالْمَزِيدِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الصَّادِقُ الْأَمِينُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

اللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَـرُ، اللهُ أَكْبَـرُ، وَلِلَّهِ الحَمْدُ.

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعَبْدُ إِلَى رَبِّهِ أَدَاءَ مَا افْتَرَضَهُ عَلَيْهِ مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَمِنْ ذَلِكَ: الْمُبَادَرَةُ إِلَى قَضَاءِ مَا أَفْطَرَهُ مِنَ الصِّيَامِ لِعُذْرٍ مَتَى اسْتَطَاعَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا، وَعَدَمُ تَأْخِيرِهِ دُونَ سَبَبٍ؛ فَإِنَّ الْمَرْءَ لَا يَدْرِي مَتَى يَحِينُ أَجَلُهُ؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» ، وَمِنَ النَّوَافِلِ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَلَّا يُفَرِّطَ فِي تَحْصِيلِهَا وَالظَّفَرِ بِعَظِيمِ أَجْرِهَا: صِيَامُ السِّتِّ مِنْ شَوَّالٍ؛ فَأَجْرُ صِيَامِهَا مَعَ صِيَامِ رَمَضَانَ يَعْدِلُ أَجْرَ صِيَامِ سَنَةٍ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ”.

إخْوَةَ الإِسْلامِ: لَقَدْ مَنَحَ الْإِسْلَامُ الْمَرْأَةَ قِيمَةً عَظِيمَةً، وَكَرَّمَهَا أُمًّا وَبِنْتًا وَزَوْجَةً وَأُخْتًا؛ لِمَا لَهَا مِنْ أَهَمِّيَّةٍ فِي حِمَايَةِ وَبِنَاءِ الْمُجْتَمَعِ، وَتَنْشِئَةِ جِيلٍ صَالِحٍ يَنْهَضُ بِالْأُمَّةِ إِلَى مَرَاقِي التَّقَدُّمِ وَالْعُلُوِّ، فَالْوَاجِبُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ أَنْ تَتَّقِيَ اللهَ وَتَرْعَى حُقُوقَهُ وَتَحْفَظَ حُدُودَهُ، وَتَتَمَسَّكَ بِتَعَالِيمِ دِينِهَا وَحِجَابِهَا وَحِشْمَتِهَا، وَتَحْذَرَ مِنْ مَسَالِكِ الْمُنْحَرِفِينَ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ طَمْسَ هُوِيَّتِهَا وَتَدْنِيسَ كَرَامَتِهَا، وَلْيَـكُنْ لَكُنَّ فِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أُسْوَةٌ، وَفِي بَنَاتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُدْوَةٌ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ؛ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِينَ، إِنَّكَ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُودِ الْغَاصِبِينَ، وَانْتَقِمْ مِنَ الصَّهَايِنَةِ الْمُجْرِمِينَ، وَرُدَّ الأَقْصَى الجَرِيحَ إِلَى حَوْزَةِ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا الْبَلَاءَ وَالْوَبَاءَ وَالْغَلَاءَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِنَا وَدُنْيَانَا وَأَهْلِنَا وَمَالِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلاةَ اَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَواصِيهِم لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ هَذَا البَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ عِيدَنَا سَعِيدًا، وَعَمَلَنَا صَالِحًا رَشِيدًا، وَأَعِدْ هَذَا العِيدَ عَلَينا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، وَكُّلَ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.

Scroll to Top