Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Deprecated: explode(): Passing null to parameter #2 ($string) of type string is deprecated in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4
خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1445 هـ (2024م)


خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1445 هـ (2024م)

بسم الله الرّحمن الرّحيم

خطبة عيد الفطر المبارك للعام 1445 هـ (2024م)

الخطبة الأولى

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وآله وصحبه أجمعين، أما بعد:

الله أكبر ما صام الصائمون وأجابو أمر ربهم طائعين، الله أكبر ماقام القائمون ليالي رمضان راكعين وساجدين، الله أكبر ماقرؤوا القرآن وذكروا الله مخبتين، الله أكبر ما خرجوا في هذا اليوم السعيد مهلّلين ومكبّرين، الله أكبر ما تزاوروا وتصافحوا وتسامحوا وأظهروا شعائر الدين، الله أكبر ما أظهروا أثر نعمة الله عليهم وعلى أهليهم ووسعوا على فقراء المسلمين

إخوة الإيمان، هذا يوم الجائزة يوم يطلع الله فيه على عباده وهم مستغرقون في التكبير والتحميد والتهليل فيباهي بهم ملائكته ويجازي من صام إيماناً واحتساباً خير الجزاء، فيغفر ويرحم “هو أهل التقوى وأهل المغفرة” “إنه هو البر الرحيم”

فَرْحَةُ الْعِيدِ, وَلِمَاذَا نَفْرَحُ؟:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْكِرَامُ,هَذَا يَوْمَ الْعِيدِ, هَذَا عِيدُ الْفِطْرِ, أَفْطَرْنَا وَفَرِحْنَا فَرْحَةَ الصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ, وَنَنْتَظِرُ فَرْحَةَ الْكُبْرَى عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّنَا: (( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ , وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)).

((فَرِحَ بِفِطْرِهِ)) فَرْحَةً طَبِيعِيَّةً لِأَنَّهُ حَصَلَ عَلَى حُرِّيَتِهِ, أُبِيحَ لَهُ مَا كَانَ حَرَاماً عَلَيْهِ. وَهُوَ يَفْرَحُ هَذِهِ الْفَرحَةَ كُلَّ يَوْمٍ بَعْدَ الْغُرُوبِ, حِينَ يُفْطِرُ وَيَفْرَحُهُمَا بَعْدَ انْقِضَاءِ شَهْرِ رَمَضَان.

لَقَدْ مَضَى رَمَضَانُ إِمَّا شَاهِداً لَنَا وَإِمَّا شَاهِداً عَلَيْنَا, مَضَى رَمَضَانُ شَفِيعاً لِقَوْمٍ أَحْسَنُوا الصِّيَامَ وَأَحْسَنُوا الْقِيَامَ, إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً, فَغَفَرَ لَهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ. وَلَكِنَّهُ سَيَشْهَدُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ يُحْسِنُوا الصِّيَامَ وَلَمْ يُحْسِنُوا الْقِيَامَ, فَلَيْسَ لَهُمْ مِنْ صِيَامِهِمْ إِلا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ, وَلَيْسَ لَهُمْ مِنْ قِيَامِهِمْ إِلا التَّعَبُ وَالسَّهْرُ.فَمَا لَكُمْ بِأَقْوَامٍ لَمْ يَصُومُوا, وَلَمْ يَقُومُوا وَهُمْ فِي بِلادِ الإِسْلامِ وَيَنْتَسِبُونَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ؟!((مَنْ أَفْطَرَ يَوْماً مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلاَ مَرَضٍ, لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وَإِنْ صَامَهُ)). {حديث ضَعِيف أخرجه التِّرْمِذِي, وأبو داود, والنَّسائي, وابن ماجه وأحمد}.

مَضَى رَمَضَانُ شَهِيداً لَنَا أَوْ شَهِيداً عَلَيْنَا, وَإِنَّا لَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَهِيداً لَنَا, وَأَنْ يَشْفَعَ لَنَا مَعَ الْقُرْآنِ: (( الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَة, يَقُولُ الصِّيَامُ: أَي رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهْوَةَ فَشَفِّعْنِي فِيهِ, وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ, قَالَ: فَيُشَفِّعَانِ)) {رواه أحمد من حديث عبد الله بن عمرٍو, رواه الطَّبراني في الكبير}.

يَفْرَحُ النَّاسُ بِانْقِضَاءِ شَهْرٍ مَضَى, وَلاَ يَدْرُونَ أَنَّ هَذَا الشَّهْرِ إِنَّمَا هُوَ صَفْحَاتٌ مِنْ كِتَابِ حَيَاتِهِمْ طُوِيَتْ, إِنَّمَا هِيَ أَوْرَاقٌ ذَبُلَتْ مِنْ شَجَرَةِ الْعُمْرِ.

يَفْرَحُ الإِنْسَانُ بِانْقِضَاءِ الأَيَّامِ وَالشُّهُورِ, وَمَا دَرَوْا أَنَّهَا حَيَاتُهُمْ تَنْقَضِي بِهَا. يَقُولُ الْحَسَنُ رَحِمَه الله: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ مُجْتَمِعَةٌ, كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ !

مَنْ كَانَ يَعْبُدُ رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ قَدْ مَاتَ:

هُنَاكَ بَعْضُ النَّاسِ يُقْبِلُونَ عَلَى اللهِ فِي رَمَضَانَ, فَإِذَا مَا انْتَهَى رَمَضَانُ اِنْتَهَى مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ, قَطَعُوا الْحِبَالَ الَّتِي بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ اللهِ, لاَ تَرَاهُمْ يَرودون الْمَسَاجِدِ, لاَ تَرَاهُمْ يَفْتَحُونَ الْمَصَاحِفَ, لا تَرَاهُمْ يُرطّبُونَ ألْسِنَتَهُمْ بِالذِّكْرِ وَالتَّسْبِيحِ, كَأَنَّمَا يُعْبَدُ اللهُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ يُعْبَدُ فِي شَوَّالِ وَسَائِرِ  الشُّهُور.

مَنْ كَانَ يَعْبُدُ رَمَضَانَ فَإِنَّ رَمَضَانَ قَدْ مَاتَ, وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ, كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَقُولُونَ : بِئْسَ الْقَوْم قَوْمٌ لاَ يَعْرِفُونَ اللهَ إِلَّا فِي رَمَضَانَ, كُنْ رَبَّانِيّاً وَلاَ تَكُنْ رَمَضَانِيّاً.

كُنْ رَبّانِيّاً: أَيْ كُنْ مَعَ اللهِ رَبِّكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ, اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ.. وَلاَ تَكُنْ رَمَضَانِيّاً: تَصْطَلِحُ عَلَى اللهِ فِي رَمَضَانَ ثُمَّ تُبَارِزُهُ بِالْغَفْلَةِ وَالْمَعْصِيَةِ بَعْدَ رَمَضَانَ. رَبُّ رَمَضَانَ رَبُّ الشُّهُورِ كُلِّهَا.

صِيَامُ سِتَّةِ مِنْ شَوَّال وَحِكْمَتُهُ:

إِنَّ الإِسْلامَ شَرَعَ لَنَا بَعْدَ رَمَضَانَ صِيَامَ سِتٍّ مِنْ شَوَّالٍ, لِيَكُونَ الْمُسْلِمُ عَلَى مَوعِدٍ مَعَ اللهِ دَوْماً, يَفْرُغُ مِنْ عِبَادَةٍ لِيَدْخُلَ فِي عِبَادَةٍ, وَتَنْقَضِي طَاعَةٌ لِيَبْدَأَ طَاعَةٌ, لِيَضَعْ يَدَهُ دَائِماً فِي يَدِ اللهِ: ((مَنْ صَامَ رَمضَانَ, ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوَّال كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ)) {من حديث أبي أيوب الَّذي رواه مسلم, وأبو داود, والتِّرمذي, والنَّسائي, وابن ماجه, والطّبراني… }                                                                   

أيْ:كَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ كُلَّهَا, صِيَام شَهْرٍ- أي رَمَضَان- بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ, وَصِيَامُ سِتَةِ أيَّامٍ بِشَهْرَيْنِ, الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا, وَبِهَذَا كَأَنَّمَا صَامَ السَّنَةَ, فَإِذَا حَافَظَ عَلَى هَذِهِ السِّتِّ بَعْدَ رَمَضَانَ مُبَاشَرَةً, أَوْ خِلالَ شَوَّالِ كُلِّهِ, فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ.

إصلاح وتجديد لعقيدتنا

عباد الله الكرام اعلموا أن العيد شعيرة من شعائر الدين وعلمٌ من أعلام التوحيد ومفروض علينا أن نجدد عهدنا مع الله تعالى بتحسين عقيدتنا، لقد اعتنى الإسلام بالتوحيد والإخلاص لله تعالى بالعبادة؛ ولذا بعث الله الأنبياء والرسل لتقرير عقيدة التوحيد، وإخلاصها لله ‏عز وجل، وحمايتها ‏من كل ما ينافيها أو يضادها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأهل مكة: ((يا قوم، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، ونهانا وحذرنا الله تعالى من الوقوع في الشرك؛ فإنه أعظم الذنوب وأخطرها، وهو أظلم الظلم، وأكبر الجرائم، وهو الذنب الذي لا يُغفَر؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 48]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ﴾ [المائدة: 72].

والشرك له صور عديدة فمنها:

• دعاء غير الله تعالى، • والذبح والنذر لغير الله تعالى. •  ومنها الحلف بغير الله تعالى؛ تعظيمًا لهذا المحلوف. •  ومنها تعليق التمائم والخيوط؛ لرفع البلاء، أو دفع الضر، أو جلب النفع. •  ومنها الطيرة والتشاؤم. •  ومنها الاستسقاء بالنجوم والكواكب. •  ومنها الذهاب إلى السحرة والعرَّافين والمنجِّمين، وسؤالهم وتصديقهم. •  ومنها الشرك الخفي الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أُمَّته؛ وهو الرياء. •  ومنها بعض الألفاظ التي تُنافي أو تقدح فى التوحيد؛ مثل قول: ما شاء الله وشاء فلان، ولولا الله وفلان، وتوكَّلت على الله وعليك، وغيرها من الألفاظ التي تُخالف العقيدة.

فصونوا توحيدكم، واحفظوه من كل ما يخدشه، واحذروا من الشرك كبيره وصغيره؛ فإنه يحبط الأعمال، ويوجب الخسران؛ قال تعالى:﴿ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 88]، وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر: 65].

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

الاعتراف بصدقات المحسنين في رمضان

أيها المسلمون، تعدّ الصدقات ومن جملتها إطعام الطعام من صنائع المعروف بصة عامة وفي رمضان بصفة خاصة وحث عليها الإسلام لما فيها من الأجر العظيم وتسديد حوائج المحتاجين من الفقراء والمساكن، وفي هذا السياق، يستحق الاعتراف والتقدير بجهود المتبرعين والمتصدقين- من مختلف طبقات المجتمع- الذين قدموا مساعدات عديدة للمسلمين في هذا الشهر الكريم، على الرغم من الوضع الاقتصادي في البلاد، وقد كان الناس في خوف ووجل قبل رمضان عن كيف يجدون الطعام لتجهيز السحور والإفطار!! والحمد لله أن استعمل المحسنين لتسهيل القضية فطعموا وشربوا واكتفوا.

وإلي كل من ساهم في تسهيل هذه الصنيعة وإيصالها إلى الناس وتخفيف العبء عن الفقراء والمحتاجين في هذا الوقت الذي يُعتبر صعبًا على العديد من الأسر، فسعيكم مشكور ونرجو لكم من الله أجرا عظيما، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم- ” مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا” (رواه الترمذي) وقوله صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلا مَلَكانِ يَنْزلاَنِ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تلَفًا (مُتَّفَقٌ عَلَيهِ) في النهاية، يجب على المجتمع بأسره أن يعمل معًا لتوفير الدعم والمساعدة لأولئك الذين يواجهون الصعوبات، سواءً كانت ذلك خلال شهر رمضان أو في أي وقت آخر من السنة.

الحفاظ على الركن الخامس من أركان الإسلام- الحج والعمرة:

عباد الله الكرام فمع الأسف الشديد على منع المعتمرين النيجيريين من أداء العمرة الرمضانية هذا العام، والسبب متنوع كما بينته اللجنة الوطنية للحج: وقالت بأن “التحديات الحالية التي يواجهها المسلمون النيجيريون في الحصول على تأشيرات العمرة للسفر إلى السعودية خلال شهر رمضان تنبع في المقام الأول من سوء استخدام الامتيازات الممنوحة في عملية إصدار التأشيرات”، فعلى هذا، نوصي هنا بالبحث عن حل مستدام عاجل لتجنب حدوث مثل هذه الحوادث في المستقبل، مع التنبيه للحجاج بالالتزام بالقوانين المتعلقة بالعملية كي لا يحرموا الآخرين من الامتيازات، تحقيقا لقاعدة “لا ضرر ولا ضرار”. كما نشجع الحجاج المحرومين من العمرة هذا العام بالحفاظ على المال المعد للعمرة من التضييع وهم بالخيار، إما حبسه إلى العام المقبل أو صرفه في مشروعات إسلامية نافعة، وقد حصل لهم الأجر لأن الأعمال منوطة بالنيات ومقاصدها

بالإضافة إلى ذلك، فإن التكلفة المرتفعة للحج أمر يصيب بقلق، ونطالب الحكومة الفيدرالية بالتدخل في هذا الاتجاه، مع تعبيرنا عن اعترافنا وتقديرنا لدعم قدره 90 مليار نيرة لدعم الحج في وقت تطالب حملات الحج زيادة إضافية من الحجاج.

ضرورة البحث عن الاقتصاد الناجح

بخصوص قضية الاقتصاد، أعلن الرئيس بولا أحمد تينوبو عند توليه المنصب: “تتميز خطة الأمل المجددة لإدارتي بالتزامنا بإطلاق الإمكانات الاقتصادية الكاملة لبلدنا، من خلال التركيز على خلق فرص العمل، وتوفير الوصول إلى رأس المال للشركات الصغيرة والكبيرة، والشمولية، وسيادة القانون، ومحاربة الجوع والفقر والفساد.”

أيها المسلمون، في الحقيقة بلادنا نيجيريا موطن لثروات طبيعية وبشرية بالغة الوفرة. وعلى رغم من هذا إلا أن الأجواء مليئة بشكاوى الجوع، حيث يجد الناس صعوبة في إحضار لقمة العيش، وتزداد تكلفة المعيشة بدرجة لا يمكن تصورها، وارتفعت أسعار السلع بشكل كبير، والناس يشيرون إلى الصرف الأجنبي كالسبب،

وإن كان ذلك من جملة أسباب التخلف الاقتصادي الحالي إلا أن السبب الوحيد هو عصيان رب العالمين: قال تعالى: “﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾[النّحل :16/112] وقوله تعالى: ‌ظَهَرَ ‌الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)

ومن جملة الأسباب ظهور الفساد والغرر في النظام الاقتصادي الحالي المستخدم في العالم عامة وفي نيجيريا خاصة لأنه قائم على تعاطي الأمور الربوية. ونوصى الحكومة الفيدرالية أن تستفيد بشيء ما من نظام الاقتصاد الإسلامي لأن الاقتصاد الإسلامي قائم على ركيزة أخلاقية تحارب الاستغلال والمستغلين من خلال تحريم الربا والغرر والجهالة في التعامل والاحتكار والاكتناز والإسراف والتقتير والتطفيف والبخس والغش والتدليس والرشوة والمحسوبية.

مؤخراً، قامت دول البريكس (BRICS) – التي تتألف من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا – بإطلاق عملة جديدة للتنافس مع الدولار الأمريكي، مما سيسمح لها بتأكيد استقلالها الاقتصادي بينما تتنافس مع النظام المالي الدولي القائم. هذه هي دعوة هامة للدول الإسلامية، التي تهيمن على دول تصدير البترول، لتشكيل كتلة والسعي لاستعادة الدينار في النظام المالي الإسلامي الذي كان يستخدم كوسيلة للتبادل من قبل المسلمين من بداية عصر الخلفاء الراشدين حتى نهاية الخلافة العثمانية، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به؛ أذلنا الله نسال الله العافية

عباد الله فمن المعلوم أن الدولار الأمريكي يهيمن على النظام الحالي ، الذي يشكل حوالي 90 في المئة من كافة تداول العملات. وحتى وقت قريب، كان تقريباً 100 في المئة من تداول النفط يتم بالدولار الأمريكي؛ ومع ذلك، في عام 2023، تم تنفيذ حوالي خُمس معاملات النفط باستخدام عملات غير الدولار الأمريكي وفقًا للتقارير.

وفي الختام نَثْنِي على جهود الحكومة الفيدرالية التي تبذل في تنقية قطاع البنوك، والتي من شأنها أن تتسلل لتصحيح الشوائب في سعر الصرف الأجنبي، وقد تجني ثماره شيئا فشيئا ونسأل الله تعالى لهم مزيد التوفيق

القضاء على الفساد

عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ أَنَّهَا سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وفينا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: “نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ”. وَفِي صَحِيحِ التِّرْمِذِيِّ: إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ وَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْ عِنْدِهِ. محاربة الفساد يجب أن يوضع ردعًا للمفسدين قبل أن يفسدوا على الناس حياتهم

إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمَّةً وَاحِدّةً, وحدة عالمية مع اختلاف الألوان واللّغات والأوطان:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْكِرَامُ: وَحْدَةُ هَذِهِ الأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ العالميّة ولا سيّما العالم الإسلامي العربي لَقُوَّةٌ رَئِيسِيَّة مِنَ الْقُوَّاتِ الأَسَاسِيَّةِ لِلتَّقَدُّمِ وَنَهْضَتِهَا .وَهُنَاكَ شِعَارٌ لِحَمَلَةِ الدَّعْوَةِ الإِسْلامِيَّة: قُوَّتُنَا وَحْدَتُنَا , وَحْدَتُنَا قُوَّتُنَا. فَقَدْ قَالَ تَعَالَى:﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ {الأنبياء:21\92}.﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ {المؤمنون:23\52} كَمَا بَدَأَنَا رَمَضَانَ هَذِهِ السَّنَة فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ خَاصَّةً فِي وَطَنِنَا نَيْجِيرِيا نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هَذَا الاتِّحَادُ مُسْتَمِرّاً .

وفي الختام أيها المسلمون خلال العامالراهن بلغنا خبر وفاة عديد من العلماء البارزين في وطننا، مثل الشيخ عبد الحفيظ أبو، الذي توفي يوم الثلاثاء، 19ـ ينانر، 2024، عن عمر ناهز واحد ومائة عام، والإمام الأكبر في شامولو ولاية لاجوس- الشيخ عبد الرافع أدانجو (Adanijo)، المتوافى يوم السبت 27 ومضان 1445، قال النبي- صلى الله عليه وسلم- ‌”خَيْرُ ‌النَّاسِ ‌من ‌طَالَ ‌عُمُرُهُ ‌وَحَسُنَ ‌عَمَلُهُ” نسأل الله أن يغفر لهما وأن يدخلهما فسيح جنته وسائر موتى المسلمين.

وبالإضافة، بلغنا خبر محزن عن اندلاع حريق في السوق الشهير دوسونمو (Dosunmu Market)  في جزيرة لاغوس  (Lagos Island)، صباح الأمس- الثلاثاء الموافق 9 أبريل 2024، مما أدى إلى تأثر 14 مبنى ، منها خمسة انهارت تمامًا، وامتد الحريق إلى ما لا يقل عن عشرة شوارع، إنا لله وإنا إليه راجعون!

 و نسبت خدمة الإطفاء والإنقاذ بولاية لاغوس سبب اندلاع الحريق إلى تزويد مولد كهربائي بالوقود وتخزين الوقود في براميل على سطح مجمع يتألف من ثلاثة مبانٍ يضم مطبعة مع محتويات كيميائية.

نتقدم بتعازينا الخالصة للتجار والسكان المتأثرين بهذه الكارثة الضخمة في وقت الاحتفال بالعيد بالإضافة إلى الواقع الاقتصادي القاسي، ومع ذلك، يجب أن يتم وضع الحذر والسلامة في مكانهم في جميع الأوقات. وقد حذرنا الله من الأعمال التي قد تسبب الضرر والدمار – وهذه دروس السلامة من القرآن الكريم، يقول الله: “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” (البقرة: 195) ويقول الله أيضًا: “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” (النساء: 29). وسأل الله تعالى أن يعوض جميع ما فقدوا وأن يحفظنا جميعا من الكوارث،

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ الْوَاحِدِ اْلأَحَدِ, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الفرد الصمد, وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله أفضل من وحد الله وعبد, اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً دائمين بلا عدد.

الْقُدُسُ قَضِيَّةُ كُلِّ الْمُسْلِمِ: أيها المسلمون الكرام, إن لِبَيْتِ المقدس ومسجده الأقصى مكانة سامقة في ديننا، ومنزلة عظيمة في قلوبنا، فهو مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم، ومنه عرج به إلى السماء، وصلى فيه إماما بالأنبياء، كما أنه أول قبلة للمسلمين، وإليه تحن قلوب المؤمنين، تضاعف فيه الصلوات، ويتقرب فيه إلى الله بسائر الطاعات، درج فيه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وبه تعلقت قلوب أهل الإسلام، ورخصت من أجله دماء الشهداء. وقد جاء في بيان فضله آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، تبين مكانته وفضله، وتظهر منزلته وقدره.
وقد جعل الله – سبحانه وتعالى – للمسجد الأقصى خاصة وما حوله عامة: فضائل عتيدة، وخصائص فريدة، وميزها بمزايا عديدة، فهي الأرض التي قدّسها الله وطهرها، وأعلى شأنها بين العالمين وأظهرها، قال الله تعالى مخبرا عن موسى عليه السلام: (يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) (المائدة:5/ 21).
ومنه عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى في حادثة الإسراء والمعراج المشهورة، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء: 1).

أيها المسلمون حصل الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الصهايوني منذ سابع من أوكتوبر بعد هجوم طوفان الأقصى، وتشير أرقام الأمم المتحدة في اليوم 183 من الحرب، إلى أن عدد القتلى قد تجاوز 33,137 شخص، بينهم 13،800 طفل، بينما بلغ عدد المصابين أكثر من 75,815 شخصا، والعدد لا يشمل المفقودين أو المدمرين تحت الأنقاض.

عباد الله قضوا إخوانكم الفلسطينيون شهر الصيام تحت القذفات الإسرائيلية ليلا ونهارا، وحصار كامل- جوي، وبري وبحري!!!  وتجويعهم حتى الموت بطريقة متعمدة وقاسية، وبقصد ارتكاب الإبادة الجماعية

إن المطلوب أمر عظيم وشيء كثير، المطلوب من هذه الأمة كلها أن تقوم بتحرير هذا المسجد الأقصى؛ أن تسترده من أيدي اليهود، أن تعيده إلى حاضرة الإسلام، كما فعل عمر -رضي الله عنه وأرضاه- حين استعاده من أيدي الروم وكما فعل صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله- حين استعاده من أيدي الصليبيين. وقبل تحقيقنا لهذه الغاية الأسمى علينا أن نساعدهم بكلّ ما استطَعْنَا مِنْ قوّةٍ مِنَ الْمَال والأدعيّة المستجابة والقيام بالتّوعية وتثقيف المسلمين نحو هذه المهمّة الكبرى ومقاطعة مُنتجات هؤلاء المفسدين.

رجاء تبرعاتكم بعد الصلاة (AQSAH CONCEPTS, 0005125108, JAIZ BANK)

الدُّعَاءُ:   اللَّهُمَّ انْصُرِ اْلإسْلاَمَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَأَعل بفضلك كلمة الْحق والدين! اللهم أقِرَّ أَعْيُنَنَا بِنُصْرَةِ الإسلام وعِزِّ الْمُوَحِّدِينَ، اللهم احْمل الْمسلمين الْحُفاةَ، واكْسُ الْمسلمين العُراةَ، وأطعم الْمسلمين الْجِياعَ. اللهم فُكَّ سِجْنَ الْمَسْجُونِينَ، وَأسْرَى الْمَأْسُورِينَ، وَارْبِطْ عَلَى قُلوبِنا وقلوبِهم يا أرحم الراحِمين, اللهم لا تَدَعْ لأَحَدٍ منا في هذا الْجمع الْمُبَارك ذنباً إلاَّ غَفَرْتَهُ، ولا مريضاً إلا شَفَيْتَهُ، ولا ديناً إلا قَضَيْتَهُ، ولا هَمّاً إلا فَرَّجْتَهُ، ولا مَيْتاً إلاَّ رحِمْتَه، ولا عاصياً إلا هديته، ولا طائعاً إلا سددته، ولا حاجة فيها لك رضاً ولنا فيها صلاح إلا قضيتها ويَسَّرْتَها يا رب العالمين! اللهم اجْعلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعاً مَرْحُوماً، وَتَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقاً مَعْصُوماً، ولا تَجعل اللهم فِينَا شَقِياً ولاَ مَحْرُوماً, اللهم اجعل نيجيريا وَاحَةً لِلأَمْنِ وَاْلأمَانِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا بَلَدًا آمِناً مُطْمَئِنّاً سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ, وَارْفَعَ عَنْ نَيْجِيرِيَا الْغلاَءَ والْوَباءَ وَالْفِتَنَ وَالْبَلاَءَ وَسَائِرِ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِينَ. وصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِناَ ومَولاناَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

Scroll to Top