Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Deprecated: explode(): Passing null to parameter #2 ($string) of type string is deprecated in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4
طوفان الأقصى جهاد ضد الإرهاب


طوفان الأقصى جهاد ضد الإرهاب

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الرابعة لشَهْرِ ربيع الأول بتأريخ 28\3\1445هـ-13\10\2023م

حول: طوفان الأقصى: جهاد ضد الإرهاب

الْخُطْبَةُ الأولى:

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله معلم الناس الخير، ما ترك خيراً إلا دلنا عليه، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد:

عباد الله: أوصيكم بتقوى الله تعالى وأحذركم ونفسي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله تعالى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِه، وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا، وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ” (سورة فصلت:46)

أيها الإخوة المسلمون:  إن موضوع حديثنا في هذه الجمعة يخص قضية من أولويات قضايا المسلمين وأعظمها في هذا العصر، ألا وهي قضية فلسطين، قضية القدس وقضية المسجد الأقصى، وقضية أكبر سجن مفتوح في العالم. ويأتي هذا الحديث بمناسبة العدوان الذي يتعرض له إخوانكم في فلسطين عاما وفي غزة خاصة، ويأتي هذا دفاعا عن القدس ودعما ومساندة لقضيتها، فهي قضيتنا الأولى، وما أعظمها من قضية! فإن القلوب لتتقطع والجلود تقشعر والعيون تبكي لما يحدث لإخواننا وأخواتنا في القدس، وفي غزة، إخوانكم هناك يسطرون التأريخ بأموالهم وأنفسهم وبدمائهم الزكية دفاعا عن القدس ومسجدها الأقصى وأرضها فلسطين.

عباد الله: اعلموا أن الصراع بين الحق والباطل مستمر وقائم إلى قيام الساعة. وشرع الله تعالى الجهاد من أجل الدفاع عن الحق وقمع الباطل. فاعلموا أيها المسلمون أن الجهاد فريضةٌ ماضيةٌ إلى يوم القيامة، وأنه ذروةُ سنام الإسلام، وأول مراتبه إنكار القلب، وأعلاها القتال في سبيل الله، وبين ذلك جهادُ اللسان والقلم واليد، وكلمة الحق عند السلطان الجائر، ولا حياةَ لأمة، ولا نهضةَ لدولةٍ، ولا صيانةَ للحقوق، ولا محافظةَ على الأرض والعرض والأموال..ولا استرداد للحقوق التي أخذت بالقوة والحديد إلا بالجهاد في سبيل الله.. ﴿وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ﴾ (الحج: من الآية 78)، وقال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة: 111)،

فاعلموا أن وعد الله حق وأن الله لا يخلف وعده، وكونوا على قلب رجل واحد، وتمسكوا بدينه وانصروا الله بنصركم لبيته المقدس؛ ولإخوانكم في غزة وفلسطين، حتى يحقق الله على أيديكم النصر والتمكين.

قال تعالى: “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ” (الروم:47)

وإن ما يجري الآن في فلسطين لحربٌ بين الحق والباطل، وجهادٌ ضدَّ الإرهاب…جهاد لصدِّ عدوان الصهاينة الإرهابيين الذين احتلُّوا أرض فلسطين وأخذوها بقوة وهجَّروا أهلها وشرَّدوهم، هتكوا أعراضهم وسفكوا دماءهم وفرضوا الحصار على غزة، جوا وبحرا وبرا، فكانت كالسجن المفتوح. ويحتار الجنان، ويعجم البيان، ويكلّ اللسان عن تصوير حالة البؤس والبأساء، واللأواء والضراء لأهلنا في غزة المكلومة المحاصرة!

عباد الله: لماذا فرضوا الحصار على غزة؟ لماذا تمطر إسرائيل صواريخها، وتنزل سموم حقدها على غزة الأبية؟ لماذا الحصار والتجويع، والحرب والترويع؟ لأن غزة الآن هي التي تحتضن بين جنبيها أبطال فلسطين، الذين أعلنوا مبدأ المقاومة والجهاد أمام الإملاءات اليهودية. لأن أبطال غزة هم الذين قالوا مرحبا بالمنايا، في سبيل كرامة الأمة وعزتها، وحفظ مقدساتها. لأن رجال غزة رفضوا منطق الاستسلام باسم السلام، أمام من لا يؤمن بعهد ولا ميثاق. رفضوا حياة الذل والترقيع والهوان، ولسان حالهم يقول:
                       لا تسقني ماء الحياة بذلة # بل فاسقنى بالعز كأس الحنظل
فتحيّة إجلال إلى أولئك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا.

والله، سيشهد التاريخ أن الصابرين الصامدين هناك وقفوا أمام غطرسة يهود بسلاح الإيمان.
سيشهد التاريخ أن رجال غزة قدموا أطفالهم قربانا لقضية فلسطين. غزة التي تشكل %1.5 من مساحة فلسطين، وواحد في الألف من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولكنها خاضت خمسة حروب كبيرة مدمرة، وأربعة حروب قصيرة لمدة أسبوع ولم تنكسر المقاومة وفرضت إرادتها، ذلك أن الإرادة تحقق المراد رغم الألم.

غزة، حاصروها فحاصرتهم، أرادوا كسرها فكسرتهم، أرادوا نموذجا للانهزام فأصبحت نموذجا للثبات. هي في كل يوم ومع كل دفقة دم من شهيد تفضح المتآمرين عليها، الصهاينة ومن معهم يريدون كسر هذا النموذج وتحطيمه لتنهار معه الإرادة الإسلامية في كل مكان، تمنوا أن يجعلوها عبرة للمسلمين ولكنها غدت رمزا للتحدي والصمود والممانعة والصبر والثبات والشموخ والعزة والكرامة. لا تسل عن حجمها، فهي الصغيرة الكبيرة، ولا تسل عن إمكاناتها فهي المحدودة العظيمة، ولا تسل عن قدراتها فهي الضعيفة القوية، ولا تسل عن صواريخها فهي البدائية المتطورة، وهي لم تبال بمن خذلها، ولا بمن خالفها، أقريب هو أم بعيد، أعربي هو أم أعجمي، ماضية في طريقها، طريق العزة والنصر إن شاء الله.

 عباد الله، إن هذا الجهاد دفاع عن المسجد الأقصى والقدس المبارك، ومكانة المسجد الأقصى عظيمة في الإسلام فهو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء.

قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (سورة الإسراء: 1)

كما أن فلسطين هي الأرض المقدسة التي باركها الله تعالى وبارك حولها، فهي أرض الرسالات حيث عاش فيها وبُعث عدد كبير من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، قال تعالى: “يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ”. (المائدة: 21) وقال تعالى: “وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا” (الأعراف: 137) وقال تعالى: “وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 72)

وحثّ النبي صلى الله عليه وسلم على زيارت المسجد الأقصى والصلاة فيه، ففي الحديث الصحيح الذي يرويه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” ‌لَا ‌تُشَدُّ ‌الرِّحَالُ ‌إِلَّا ‌إِلَى ‌ثَلَاثَةِ ‌مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى “

وإن المسجد الأقصى اليوم في خطرٍ شديد، حيث يحاول الصهاينة ويهددون ويفعلون أفاعيل شنيعة بتبجح ويسعون سعيا حثيثا لتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم الذي خطط له اليهود منذ أن وطئت أقدامهم النجسة المسجد عام 67 حيث بدأوا حينها بالحفريات تحت الأقصى بحجة البحث عن آثار هيكلهم المزعوم.

أيها المسلمون: فقد غدا المسجد الأقصى المبارك مستباحاً من قبل عصابات المتطرفين والمستوطنين اليهود، الذين سمحت لهم سلطات الاحتلال بالدخول إليه بالقوة وفي ظل حماية الشرطة الإسرائيلية، التي حولت المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية. في الوقت الذي تمنع فيه سلطات الاحتلال أبناء المسلمين من الوصول إلى المسجد الأقصى، وتعرقل الإعمار ومواد الصيانة اللازمة، مما يؤدي إلى إمكانية الانهيار في مرافق المسجد كما حصل قبل فترة بجدار المتحف الإسلامي الغربي الواقع في المسجد الأقصى.

لذا فإن غزة تستصرخكم أيها المسلمون في كل مكان فهبوا لنجدته، والوقوف إلى جانب إخوانكم المرابطين دفاعا عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين، تدعوكم غزة الصمود ،غزة الثبات ،غزة التحدي ، غزة المقاومة. ألا تستحفزكم مناظر الدم، والخراب، والحزن، وصرخات الوجع والألم، ومشاعر الحزن والبكاء التي أصبحت روحاً ساكنة في جسد كلّ مسلم ومسلمة من سكّان غزّة المجاهدة الصامدة. ألا فَلْيَحذَرِ المُسلِمُ مِن خُذلانِ إِخوَانِهِ بِأَيِّ نَوعٍ مِن أَنوَاعِ الخُذلانِ، قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: “مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرَأً مُسلِمًا في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِن عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فِيهِ مِن حُرمَتِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصرَتَهُ” (الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير للسيوطي)

اعلموا عباد الله أَنَّ جَمِيعَ المُسلِمِينَ في مَشَارِقِ الأَرضِ وَمَغَارِبِهَا إِخوَةٌ، لا تَفصِلُ بَينَهُم حُدُودٌ وَلا تُفَرِّقُهُم جِنسِيَّاتٌ، وَاللهُ تَعَالى هُوَ الَّذِي رَبَطَ بَينَهُم بِرِبَاطِ الأُخُوَّةِ الإِسلامِيَّةِ، قَالَ تَعَالى: “إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ” (الحجرات: 10)، وَقَالَ تَعَالى: “فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَانًا” (آل عمران: 103)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: : “‌الْمُسْلِمُ ‌أَخُو ‌الْمُسْلِمِ، ‌لَا ‌يَظْلِمُهُ ‌وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ” وفي رواية: “ وَلَا يُسْلِمُهُ” (السنن الكبرى للبيهقي)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : “المُؤمِنُ لِلمُؤمِنِ كَالبُنيَانِ يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا” (متفق عليه)، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: “مَثَلُ المُؤمِنِينَ في تَوَادِّهِم وَتَرَاحُمِهِم وَتَعَاطُفِهِم مَثَلُ الجَسَدِ؛ إِذَا اشتَكَى مِنهُ عُضوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى” (البخاري ومسلم).
أَلا فَلْيَهبَّ المُسلِمُونَ لِنُصرَةِ إِخوَانِهِم مَا استَطَاعُوا، العَالِمُ بِجَاهِهِ وَعِلمِهِ، وَالسِّيَاسِيُّ بِثِقَلِهِ وَوَزنِهِ، وَالكَاتِبُ بِقَلَمِهِ وَالخِطِيبُ بِلِسَانِهِ، ادعموهم بالكلمة والدعاء والتحشيد وفعل كل ما يلزم من أجل استمرار صمود هؤلاء الثلة من الأبطال من أبناء فلسطين وأبناء الأقصى البررة.

لِنَحتَسِبْ مَا فِيهِ إِغَاظَةُ العَدُوِّ وَالنَّيلُ مِنهُ، وَلْنَحذَرِ التَّخَلُّفَ عَن الرَّكبِ، فَقَد قَالَ سُبحَانَهُ: ﴿مَا كَانَ لأَهلِ المَدِينَةِ وَمَن حَولَهُم مِنَ الأَعرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَسُولِ اللهِ وَلاَ يَرغَبُوا بِأَنفُسِهِم عَن نَفسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُم لاَ يُصِيبُهُم ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخمَصَةٌ في سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوطِئًا يَغِيظُ الكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِن عَدُوٍّ نَيلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ﴾[التوبة:120].  وليكن شعارنا جميعاً ” تحريرا لفلسطين” ولنعلن النفير العام بكل إمكاناتنا في كل مكان، كلٌ على قدر استطاعته وإمكاناته دفاعاً عن شرفنا وكرامتنا وعزتنا، فالأقصى هو شرف الأمة وعقيدتها.

عباد الله: يجب أن يكون كل عملنا وجهدنا هذه الأيام منصبٌ في خدمة القدس والأقصى، وأن نستغل مواسم الاستجابة وأوقاتها في اللجوء إلى الله تعالى أن يوحد الأمة ويجمع صفها ويُعلي كلمتها ورايتها وينصرها على عدوها ويحرر أقصاها، كما يجب أن نوجه أموالنا لدعم إخواننا في غزة فهم يعانون مأساة تشمئز منها القلوب.

ومن وسائل الدفاع أن نجعل ما يحدث في المسجد الأقصى جزءا مما ننشره على مواقع التواصل الاجتماعي ولتكن أخبار فلسطين أولوية لنا في منشوراتنا. ولنرسل رسالة لإخواننا المرابطين في غزة وفلسطين بأننا معهم نشاركهم آلامهم ومعاركهم. وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيّة:

إِنّ الْحَمْدَ للهِ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وسريع الحساب، وهازم الأحزاب، والصلاة والسلام عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِ اللهِ قَاطِبَةً سَيِّدِنَا وَمَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَكُلِّ مَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

أَمَّا بَعْدُ،

أما آن للأحرار والشرفاء من جميع الأديان ومن كل دول العالم أن ينطقوا بكلمة الحق، وأن يطالبوا بعودة الحق إلى أصحابه، والأخذ على يد الغاصب والمحتل.

أما آن لهؤلاء أن يعلنوها صريحة أن لا أمن لنا ولا راحة لأبنائنا وأحفادنا ما دام أن هناك شعبًا مشردًا من أرضه، وشعبًا جاء من الشتات ليحتلها.. شعبًا يحال بينه وبين مقدساته، وآخر يهدم ويعيث فسادًا بالمساجد والمقدسات.

أما آن لكم أيها الشرفاء والأحرار، ويا أيها المسلمون الأطهار، ويا أيها العرب الغيورون بعد قرن من الزمان أن تكفكفوا دموع الأطفال واليتامى والثكالى، وتنقذوا الأسرى بل والأسيرات من أهل فلسطين.. وأن تعيدوا الحق لأصحابه، وأن ترجعوا المشردين واللاجئين لأوطانهم، وأن تقلموا أظفار وأنياب أبناء صهيون، حتى يعود للعالم استقراره وأمنه، ويرجع للبشرية سعادتها، ويهنأ الجميع بالسلام.

اللهم يا من لا يُهزم جندك، ولا يخلفُ وعدك، سبحانك وبحمدك. انصر إخواننا المجاهدين المستضعفين في فلسطين، اللهم ثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وسدد رميتهم، اللهم احقن دماءهم وآمنهم في ديارهم، وأرغد عيشهم، واكبت عدوهم. اللهم تقبل شهداءهم، وانصر جيوشهم، واشف مرضاهم، وأسعف جرحاهم، وبدل خوفهم أمنا، وعسرهم يسرا، وكربهم فرجا، وصبرهم نصرا، يا عزيز يا قدير، يا ذا القوة المتين، يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم إن الصهاينة قد بغوا وطغوا وأسرفوا في الطغيان. اللهم هيئ لهم يداً من الحق حاصدة؛ تكسر شكوتهم، وتستأصل شأفتهم، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين. اللهم لا تُقِم لهم راية، ولا تحقق لهم غاية، واجعلهم لمن خلفهم آية، اللهم اهزمهم وزلزلهم وانصرنا عليهم يا رب العالمين. ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على خير البرية.

Scroll to Top