Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Deprecated: explode(): Passing null to parameter #2 ($string) of type string is deprecated in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4
معالرسولفيرسالتهخطبة


معالرسولفيرسالتهخطبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى لشهر ربيع الأول بتأريخ 7 /3/ 1445ه (22/9/ 2023م)

الموضوع: مع الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته ودعوته

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أَرْسَل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليظهره على الدين كلِّه وكَفَى بالله شهيدًا، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

 أمَّا بعدُ: فيا أيها الناس، اتقوا الله واشكروه على جميع نعمه، واسألوه المزيدَ من فَضْله وألوان كَرَمه، واحذروا معصيته ومُخَالفته؛ فإنها سببٌ لِمَقْته وشديد نِقْمته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) الحشر\18

إِخْوَةَ الإِيمان, هذه هي الخطبة الأولى في هذا الشهر، شهر ربيع الأول، فكلما أهل علينا شهر ربيع الأول، تذكر الناس مولد أعظم شخصية في الوجود، وهي شخصية محمد صلى الله عليه وسلم، الذي اصطفاه الله تعلى من خلقه، وصنعه على عينه، وأرسله رحمة للعالمين. لذالك فإِنَّ مَوْضُوعَ خُطْبَتِنَا الْيومَ يَدُورُ حَوْلَ: مع الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته ودعوته.

أيها المسلمون، اذكروا نعمة الله عليكم؛ إذ هداكم للإسلام، وجَعَلكم من أُمَّة محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – فإنَّ الناس كانوا قبل بعثته في جاهليَّة جَهْلاء، وضلالة عمياء، مشركين بربِّهم، متوجِّهين بالعبادة وطلب النَّفْع ودَفْع الضُّرِّ إلى مَن لا يضرُّهم ولا ينفعهم؛ من الأموات والجمادات، والأرواح الغافلات، وغير ذلك من أنواع المخلوقات.

فصِنْفٌ منهم معرضون عن ربِّ الأرض والسموات، يتبرَّك بنوع من الشجر، والآخر ينادي ميِّتًا في قبر، وثالث يشكو إلى حَجَرٍ عُسْرَ الأمر، ورابع يسجد للشمس والقمر والنجوم، والكل مُعرض عن ذِكْر الحي القَيُّوم. وكانوا في أمورهم العامة في أسوأ حال، وأضيق عَيْش، وأشد كَرْب، يَسفكون الدماء عند أتفه الأسباب، ويغتَصِبون الأموال ويَعدُّونه أشرفَ الأكساب، ويتحاكَمون إلى الطواغيت، ويستجيرون بالشياطين والعفاريت، وكانتْ تحكم العالَم آنذاك دولتان غاشمتان ظالمتان: دولة الروم النصرانية الضالَّة، ودولة الفُرس المجوسيَّة الظالِمة المتجبِّرة.

وكان العالَم يعيش في ظلام دامسٍ، وجهل خانقٍ، وخُرافة متحكِّمة، وبَلْبَلة وفِتنة مستحكمة، حتى أَذِن الله – تعالى – وله الفضل والْمِنَّة ببعثة خاتم النبيين، وإمام المرسلين، محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – رحمةً للعالمين، وحُجَّة على الْخَلق أجمعين، أرسله بالهدى ودينِ الحقِّ بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فأنقَذَ به – وله الحمد والشكر – مِن الجهالة، وهَدى به من الضلالة، وبَصَّر به من الْعَمَى، وعَصَم به من الرَّدَى، وأعزَّ به من الذِّلَّة، وأغْنَى به من القِلَّة، وأخْرَج به من الظلمات إلى النور، ويَسَّر به الأمور، ولَم يَزلْ – صلوات الله وسلامه عليه – مُجتهدًا في تبليغ الدين، وهداية العالمين، وجِهاد الكفار والمنافقين؛ حتى أشرقت الأرض بنور الله ابتهاجًا، ودخَلَ الناس في دين الله أفواجًا، ورَجَع الكفر خاسئًا حَسيرًا أدراجًا، وتحقَّقت مِنَّة الله على المؤمنين؛ ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ. وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ الجمعة\2-4

هذا فضل من الله عظيم، وهذا الفضل في رسالته صلى الله عليه وسلم. وجدير بنا ونحن نتذكر هذا الرسول العظيم أن نعيش في ذكراه وذكرى هذه الرسالة التي جاءنا بها، فهي رسالة عامة خالدةن ضالحة مصلحة لكل زمان ومكان.

ولقد تميزت رسالته صلى الله عليه وسلم بخصائص واختصت دعوته بميزات منها:

أ- عمومها:  كان الأنبياء السابقون يرسلون إلى أقوامهم خاصة، وربما إلى قبيلة واحدة من القوم، وربما إلى عائلة واحدة، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت رسالته عامة شاملة إلى جميع الناس، يقول سبحانه ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ﴾ (الأعراف:151) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة، وأعطيت الشفاعة) البخاري

ب‌- نسخها لجميع الرسالات، والشرائع السابقة:  ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾ [المائدة: 48]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به كان من أصحاب النار) أحمد ويقول أيضا: (لو أن موسى عليه السلام كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني) أحمد والبيهقي

ج- كمالها وخلودها: لقد ختم الله الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وختم النبوات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله جل جلاله : ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً﴾ المائدة\3  ويقول أيضا: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ الأحزاب\40 ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنياناً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) مسلم

د- يسرها وسهولتها: إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أمة مرحومة، لذا كانت شرائعها ودينها يمتاز باليسر والسهولة، يقول جل جلاله: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ (الحج: 78 )  ولقد رفع الله جل جلاله عنها الإصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة، يقول جل جلاله: ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ المائدة\6

ه- الرسالة هي المعجزة والمعجزة هي الرسالة: فالرسالة المحمدية متضمنة القرآن الكريم، والقرآن معجزة الإسلام العظمى الخالدة إلى يوم القيامة، ولم تكن معجزات الأنبياء السابقين إلا معجزات مادية ملازمة لشخص النبي، وانتهت بانتهاء النبي، ولم يبق إلا الحديث عنها، أما معجزة القرآن الكريم فإنها باقية مستمرة، تقام الحجة بها في جميع العصور وعلى أهل كل جيل من الأجيال.
أيها المسلمون، حقٌّ على كل مؤمن بالله واليوم الآخر، ويؤمن بالعَرْض على الله يوم تُبْلَى السرائر، أن يشكرَ الله على بِعثة هذا النبي الكريم، والرسول العظيم، وأن يحبَّ الله لِمَا أَجزَل من نعمه التي لا تحصون؛ ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ البقرة\151

وعلامة حُبِّ الرحمن، اتِّباعُ النبي الكريم المرْسَل إلى جميع الإنس والجان؛ فإن ذلك هو الامتحان المنصوص عليه في القرآن؛ ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ آل عمران\31

ولهذا أمر الله المؤمنين باتِّباعه وطاعته، وحذَّرهم من مُخَالفته ومشاقَّته، وشَرَع لهم تعزيرَه وتوقيرَه، وتعظيمه وتكريمه، ورفَع له ذكرَه، وشَرَح له صدرَه، وجعل الذِّلَّة والصَّغار والخيبة والْخَسار على مَن خالف أمرَه، وأوجبَ عليهم مَحبَّته أعظم من مَحبَّة أنفسهم ووالديهم وأولادهم والناس أجمعين، وجعل ذلك من أعظم القُربات إليه وأسباب الزُّلْفَى لديه يوم الدِّين.

أيها المؤمنون، لقد رَحِم الله أُمَّة محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – بدعوته رحمة عظيمة، فما جَعَل الله عليهم في دينه حرجًا، بل جَعَل لها فيه عند كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وعند كلِّ ضائقة مَخرجًا، ويسَّر لها الأحكام، ونوَّع أسباب تكفير الآثام، وضاعَف لها على الأعمال الصالحة القليلة الأجور، ولَطف بها عند وقوع المقدور، وأعطى نبيَّها لها ألاَّ يُهلكها بسِنَّةٍ عامَّة، وألا يُسلط عليها عدوًّا من سوى نفسها، ما لَم يختلفوا في الدِّين، ويأخذوا بسُنن المغضوب عليهم والضالَّين؛ (قال : سألتُ ربي ثلاثًا ، فأعطاني اثنتينِ ، ومنعني واحدةً ؛ سألتُ ربي أنْ لا يُهْلِكَ أمتي بالسَنَةِ ، فأعطانيها ، وسألتُهُ أن لَّا يُهْلِكَ أمتي بالغرَقِ ، فأعطانِيها ، وسألْتُهُ أن لَّا يَجْعَلَ بأسَهم بينَهم ، فمنَعَنِيها) فحينئذٍ تحدثُ الطامَّة، وتقع الفتنة التي تصيب الخاصَّة والعامَّة، وأعطى الله هذه الأُمَّة المرحومة شفاعة نبيِّها في الموحدين، بعد الشفاعة التي يَنال بها المقام المحمود بين العالمين، وكذلك يَشفع النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – شفاعة خاصَّة به للمؤمنين في دخول الجنة، وشفاعة أخرى عامَّة له ولغيره في رِفعة المنزلة وعُلوِّ المرتبة داخل الجنة.

 وبالجملة، فإنَّ هذه الأُمَّة تُوفِي يوم القيامة سبعين أُمَّة، (أي: مِنَ الأُممِ الكِبارِ، وقيل: المُرادُ الأُممُ التي آمَنتْ برَسولِها، وقيل: العددُ هنا لا يُقْصَدُ لذاتِهِ بلْ مِن بابِ التَّكثيرِ، “أَنْتُمْ خيرُها”) هي خيرُها وأكرمُها على الله – عزَّ وجلَّ – وهم أكثر الأمم في الجنة؛ حتى يبلغوا الشطر أو يزيدون، وذلك من فضْل الله ورحمته؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ يونس\58 

أيُّها المؤمنون، أدُّوا حقوق نبيِّكم محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – تَحْظوا بشفاعته، وتنالوا من الله كرامته، فمن حقوقه عليكم أنْ تُكْثِروا عليه من الصلاة والسلام، وهي من أعظم أسباب استجابة الدعاء ورِفْعة الدرجات وتكفير الآثام، ومن حقِّه عليكم أن تسألوا الله له الوسيلة والفضيلةَ والمقام المحمود بعد كلِّ أذان؛ فإنَّ جزاءَ ذلك أنْ تَحلَّ عليكم الشفاعة فبُشْرَاكم يا أهل الإيمان.

 ومِن حقِّه عليكم أن تتمسَّكوا بسُنته؛ لتأْمَنوا من الضلالة، وتنجوا من الفتنة، وأنْ تبلغوا دينه؛ لتفوزوا بنضارة الوجْه يوم القيامة، وأنْ تطيعوه في الصغير والكبير – قَولاً ونِيَّة وعملاً – لعلكم تفلحون؛ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ النور\52) بارَك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا الله جميعًا بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يَغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحَمْدُ لِلَّهِ، ، وَأَشْهَدُ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ. صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاهُ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَيُّهَا النَّاسُ: إن محبّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- أصل عظيم من أصول الدّين، فلا إيمان لمن لم يكن الرّسول -صلّى الله عليه وسلم- أحبّ إليه من ولده ووالده والنّاس أجمعين . قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنٌ تَرْضَوْنَهَا أَحبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ ) [ التوبة : 24] .

قال القاضي عياض في شرح الآية : ” فَكَفَى بـِهَذَا حَضّاً وَتَنْبِيهاً وَدِلاَلَةً وَحُجَّةً عَلَى إِلْزَامِ مـَحَبّتِهِ، وَوُجُوبِ فَرَضِهَا، وَعِظَمِ خَطَرِهَا، وَاسْتِحْقَاقِهِ لـَهَا -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ-، إِذْ قَرَّع اللهُ مَنْ كَانَ مَالُهُ وَأَهْلُهُ وَوَلَدُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَتَوَعّدَهُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالـَى : ” فَتَرَبَّصُوا حَتـّى يَأْتـِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ “، ثـُمَّ فَسّقَهُمْ بِتَمَامِ الآيَةِ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنّـَهُمْ مـِمَّنْ ضَلّ وَلـَمْ يَهْدِهِ اللهُ “

وقال الله تعالى : ” النّبـِيّ أَوْلـَى بِالـمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ” [ الأحزاب : 6] . وقال النبي -صلى الله عليه وسلم:”لاَ يُؤْمِنُ أَحْدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ “ وقال أيضاً : ” والّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحْدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ”  وعن عبد الله بن هشام قال : كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر : يَا رَسُولَ اللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النّبيّ -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ- :” لَا وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ “، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ :  فَإِنّهُ الآنَ وَاللهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي” فَقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” الآنَ يَا عُمَرُ... ”  بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ.

الدّعاء: اللهم أمنا في أوطاننا وول علينا خيارنا وأيد بالحق أولياء أمورنا, وحقق الأمن والاستقرار في بلادنا, اللهم إنّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم, اللهم أعز الإسلام والْمسلمين وأصلح أحوال الْمسلمين فى كل مكان.  اللهم أمنّا فى الأوطان والدور وادفع عنا الفتن والشرور وأصلح لنا ولاة الأمور, واستجب دعاءنا إنك أنت سَميع الدعاء. وصلى الله على النبي وعلى آله وصحبه وسلّم.

Scroll to Top