بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى لشهر محرم : بتاريخ 1/1/1447هـ (27 يونيو 2025م)
أثر الذكر والدعاء فى تقوية الإيمان
الخطبة الأولى
الحمد لله الذي أمر عباده أن يذكره ذكرا كثيرا وأمرهم أن يدعوه ووعدهم باستجابة دعاءهم، وكان الذكر والدعاء من وسائل تقوية الإيمان، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على هذا النبي وعلى آله الطاهرين،وارض اللهم عن أصحابه أجمعين.
أما بعد:
فأوصيكم -عباد الله- ونفسي بتقوى الله عز وجل، ولزوم طاعته وإياكم ومخالفة أمره ونهيه، واتعظوا من قوله تعالى: {يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٍ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٍ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (سورة الحشر 18).
أيها الإخوة المسلمون، إن الإيمان هو جوهر الدين وأساسه، وهو النور الذي يدفعنا إلى فعل الخيرات واجتناب المنكرات. ولتقوية هذا الإيمان فى قلوبنا، هناك العديد من الوسائل والطرق ومن أعظمها الذكر والدعاء، ولأهميتهما فى الدين، وأثرهما فى تقوية الإيمان، يكون موضوع خطبتنا اليوم مُتركِّزًا على: “ أثر الذكر والدعاء فى تقوية الإيمان “.
عباد الله الكرام، الذكر والدعاء هما من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، ولهما أثر كبير فى تثبيت الإيمان وتقويته فى القلب. فالإكثار من ذكر الله تعالى يورث القلب طمأنينة وسكينة، ويجعله أكثر إقبالا على الطاعات وأكثر ابتعادا عن المعاصي. كما أن الدعاء هو سلاح المؤمن الذي يلجأ به إلى ربه فى كل وقت وحين، وهو سبب لدفع البلاء ورفع المصائب، وزيادة الإيمان فى القلب. والذكر يغرس شجرة الإيمان فى القلب ويُغَذِّيها ويُنَمِّيها، وكلما ازداد العبد ذكرا لله، قوي إيمانه، وفى ذكر الله فلاح للمؤمن ونجاة من عذاب الله ونيل رضوانه ورحمته سبحانه، قال تعالى: { يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرًا كَثِراً * وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيۡكُمۡ وَمَلَـٰٓئِكَتُهُۥ لِيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَحِيماً} (سورة الأحزاب 41-43) وذكر الله أنواع كثيرة منها: قراءة القرآن الكريم، والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى، وهو خير الذكر وأفضله، فمن قرأه بتدبر وتفكر، ازداد إيمانه وقوي يقينه، قال تعالى: { كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ } (سورة ص 29). والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل هي أذكار تطهر القلب من أدرانه وتزيل عنه صدأ الغفلة، وتجعله أكثر قربا من الله تعالى، وبها وبغيرها من الأذكار تطمئن قلوب المؤمنين، قال سبحانه: { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ} (سورة الرعد 28).
وأما الدعاء -أيها المسلمون- فهو مفتاح كل خير، وهو سلاح المؤمن الذي لا يفارقه، فَبِهِ يَلْجَأُ إلى ربِّه، ويتضرَّعُ إليه، ويسأله ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، وهو (أي الدعاء) عبادة عظيمة، يتجلَّى فيها الافتقار والخضوع والحاجة إلى الله تعالى وقد ورد فى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (( الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ)) ثُمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ( سورة غافر: 60) (رواه الترمذي عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، حديث حسن صحيح). والله جل وعلا لا يَرُدُّ دعاءَ مَنْ دَعَاهُ، ولا يُخَيِّبُ رجاءَ مَنْ توجَّهَ إليه، فهو الكريمُ ليْس لِكَرمِهِ حَدٌّ، وهو الْمُعْطِي ليس يُحْصِي عَطاءَهُ عدٌّ، وهو الرحيم بعباده أكثر من رحمة آبائهم وأمهاتهم، وهو اللطيف بعباده، { ٱللَّهُ لَطِيفُۢ بِعِبَادِهِۦ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُۖ وَهُوَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡعَزِيزُ } (سورة الشورى 19). ويجب على المسلم تقوية إيمانه بأ يحرص على المداومة على الدعاء والذكر وفى كل الأحوال وله أن يتخير من الدعاء والذكر ما يشاء، ولكن الأفْضلَ والأكمل الاعتماد على الأدعية والأذكار الواردة فى القرآن الكريم والسنة المطهرة مع اختيار الأوقات الفاضلة للدعاء وأعظمها أثناء السجود وفى الثلث الأخير من الليل وفى دبر كل صلاة، وفى أثناء الصوم وعند الافطار .
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي يدبر الأمر فى السموات والأرض، ويقلب الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولي الأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الأخيار وصحابته الأبرار وسلم تسليما أما بعد:
فاتقوا الله تعالى -أيها المسلمون-، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله تعالى، قال سبحانه: { وَٱتَّقُواْ يَوماً تُرجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفسٍ مَّا كَسَبَت وَهُم لَا يُظلَمُونَ} (سورة البقرة 281).
إخوة الإيمان، كلُّ لَحْظةٍ تَمُرُّ بِنَا، تباعدْنا عن الدُّنيا، وتقرِّبُنا إلى الآخرة، قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه: ” ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الآخِرَةِ، وَلَا تَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ اليَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ، وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلٌ “. وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ((حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ , يَوْمَ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)) (مصنف ابن أبي شيبة7/96). إن المؤمن العاقل دائم المحاسبة لنفسه: ماذا فعلت؟ وكيف فعلت؟ ولمن فعلت؟ ولم فعلت؟ ويحاسب نفسه كل حين، لأنه يعلم أن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل، فمن حاسب نفسه خف عليه الحساب غدا وسهل عليه العمل، ومن قصر فى محاسبة نفسه اليوم ثقل عليه الحساب غدا، وعسر عليه فعل الطاعات فى حياته، قال الحسن البصري: ” “ أَيْسَرُ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُحَاسِبُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَوَقَفُوا عِنْدَ هُمُومِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ فَإِنْ كَانَ الَّذِي هَمُّوا بِهِ لَهُمْ مَضَوْا وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَمْسَكُوا قَالَ: وَإِنَّمَا يَثْقُلُ الْأَمْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الَّذِينَ جَازَفُوا الْأُمُورَ فِي الدُّنْيَا أَخَذُوهَا مِنْ غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ فَوَجَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِمْ مَثَاقِيلَ الذَّرِّ وَقَرَأَ {مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} (سورة الكهف 49) “
أيها الأحبة في الله، لقد شهدنا في الأيام الماضية حربًا خاطفة هجم بها الكيان الصهيوني على الجمهورية الإيرانية، واستمرت اثني عشر يومًا، ولكنها كانت حربًا نوعية كشفت هشاشة العدو، وقوة المقاومة، وفتحت صفحة جديدة في موازين الصراع. وهذه الحرب لم تكن حدثًا معزولًا، بل جاءت ردًّا على الجريمة الصهيونية في قنصلية إيران في دمشق، وامتدادًا للصراع المستعر في غزة وفلسطين منذ سابعة أوكتوبر 2023 وقبل ذلك. إنها حلقة من حلقات المواجهة بين محور المقاومة وأعداء الإسلام، وأبرزت دروسًا عظيمة منها:
أولًا: الإعداد فريضة شرعية، لا مجرد خيار عسكري، قال تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60] وقال النبي، عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يقول وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ) ، وقد شاهدنا ثمرة الإعداد حين رأينا الصواريخ الإيرانية تصل لأعماق فلسطين المحتلة، وتُرعب العدو وتُعطل مجاله الجوي، وتكسر هيبته، وهو الذي كان يزعم أنه لا يُقهر. وقد صدق الله تعاليى حين قال: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14]، ولقد أصبحت خسائر الكيان الصهيوني ضخمةً هائلةً غيرَ مسبوقةٍ، وهو يُخْفِيهَا عن أَعْيُنِ النَّاس ووسائل الإعلام، ولما تلا النبي ﷺ قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [محمد: 38].: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هؤلاء الذين إن تولينا اسْتَبْدَلَ بِنَا ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَنَا؟ قَالَ: فضرب بيده على كتف سلمان الفارسي رضي الله عنه ثُمَّ قَالَ «هَذَا وَقَوْمُهُ وَلَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الْفُرْسِ» تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزِّنْجِيُّ، وَرَوَاهُ عَنْهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ رحمة الله، واليوم، فإنّ الإيرانيين هم الامتداد الحقيقي للفرس الذين مدحهم النبي ﷺ،
ثانيًا: غزة هي البوصلة والحرب جاءت انتصارًا لها، فهي التي فجّرت المعركة، وهي التي دفعت الأمة كلّها إلى الميدان. فبطولات الأبطال في جنين وخان يونس ورفح، وصمود أهلنا في القطاع، هي التي حركت الأحرار، وفضحت العملاء، وأيقظت الأمة من سباتها، دفاعًا عن دماء الأبرياء الذين أُبيدوا بصواريخ أمريكا وأسلحة الغرب، وصمت العرب. وهذا يربطنا بقول الله تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾ [الأنفال: 72]. والتصر الحقيقي الذي تنتظره الأمة هو يوم تُفْتَحُ الْقُدسُ منْ جديد بعون الله تعالى.
ثالثًا: نصرة المظلوم مقدمة على الخلاف بيننا، فمهما كان بيننا وبين إيران من اختلاف، إلا أن العدل يقتضي أن نقف معها في وجه عدو الأمة وعدو الإسلام، وقد جمعنا الإسلام والإيمان، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: 8]. وواجب الأمة اليوم أن تتوحّد في وجه العدو المشترك، وأن تضع خلافاتها المذهبية جانبًا حين يتعلق الأمر بنصرة القدس وفلسطين، وقد فرح النبي-صلى الله عليه وسلم-والمسلمون بغلب الروم على الفارس-قال تعالى: غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الروم: 2-5) ومن المعلوم أن الكافر المحتل يجب مقاتلته ويُقصد قتله؛ لأنه حربيّ صائل(حاشية الدسوقي: 4/357.)، وهذه الحقوق لأهل فلسطين وبيت المقدس لا يمكن استردادها بمفردهم؛ ولذا تجب على الأمة جمعاء-رغم الخلاف بين أهلها-نصرتهم وإعانتهم؛ لأن الصهاينة قد استهانوا بحرمة الأنفس والأعراض والأموال والبلاد، وكثرت جرائمهم، واشتدت عداوتهم، ولا يجوز شرعًا للأمة أن تفرط أو تضيع حقوقها أو أن تضيع مقدساتها. فعدونا لا يفرّق بين سني وشيعي، بين عربي وأعجمي، بل يرى في الجميع خطرًا على مشروعه الاستيطاني. وإن لم نكن في ميادين القتال، فلنكن في ميادين الدعاء، والدعم، والتوعية، والمقاطعة، ولنربي أبناءنا على حب المسجد الأقصى، وعلى فقه العزة، لا الخنوع والانهزام. قال ابن تيمية-رحمه الله-كُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ مَنْ كَفَرَ بِهِ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الْمُؤْمِنِ بِذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ الْبِدْعَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ بِدْعَةَ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كُفَّارٌ كُفْرًا مَعْلُومًا بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ
الدعاء:
اللهم اجعلنا من عبادك الذاكرين الشاكرين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا اللهم من الراشدين. اللهم ألهمنا ذكرك آناء الليل وأطراف
النهار. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وخطايانا، وإسرافنا على أنفسنا، وأنت أعلم بذنوبنا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، واجعلنا من أهل الجنة، ونَجِّنا من النار. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكُفر والكافرين، اللهم إنَّا نَدْرَأُ بك فى نُحُورِهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم ألف بين قلوب المسلمين على الحق، اللهم اجْعَلْ لِلشَّعْبِ الْفَلَسْطِينَ النُّصْرَةَ والْعِزَّةَ والْغَلَبَةَ والقُوّة والْهَيْبَة والرُّعْبَ فى قلوب أعدائهم وأعدائنا. اللهمَّ اشْفِ جَرْحَاهُمْ واطْلِقْ أَسْرَاهُمْ. وفَرِّجْ الحِصارَ عنهم، اللهم ارفع كَرْبَهُمْ، واكْشِفْ ضُّرَّهم، اللهم انصر مُجَاهِدِيهِمْ بِقُوَّتِك َوَبِجُنُودِك يا ربَّ العالمين. اللهم آمنا فى أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.