صفة الحج والعمرة من الكتاب والسنة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثالثة لشهر ذي القعدة يتأريخ 16 /11/1445ه – 24 /5/2024م

حول: صفة الحج والعمرة من الكتاب والسنة .

الخطبة الأولى

 الحمد لله الذي فضل بحكمته البيت الحرام ، وفرض حجه على من استطاع إليه السبيل من أهل الإيمان و الإسلام ، وغفر لمن حج ّواعتمر ما اكتسب من الذّنوب والآثام ، أحمده حمداً كثيراً طيباً على مر الليالي والأيام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل الخلق وصفوة الأنام .

اللهمّ صلّ وسلّم على عبدك ورسولك محمّد وعلى آله وصحبه الأخيار ، أما بعد …

فَعِبادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرّاً وَجَهْراً إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكافَة الْمَأْمُوراتِ وَالْمَنْهِيات وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى: “يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة:2\21]. فضل أداء مناسك الحج والعمرة ابتغاء توجه الله أما اليوم   نأتي إلى صفة الحج والعمرة من الكتاب والسنة .

صفة الحج والعمرة                                                                                          

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: “نذكر هنا صفة الحج على سبيل الإجمال والاختصار، وعلى صفة التمتع فنقول: إذا أراد الإنسان الحجّ والعمرة، فتوجّه إلى مكّة في أشهر الحج، فإنّ الأفضل أن يحرم بالعمرة؛ أولاً ليصير متمتعًا، فيحرم من الميقات بالعمرة، وعند الإحرام يغتسل كما يغتسل من الجنابة، والاغتسال سنة في حقّ الرّجال والنّساء حتّى الحائض والنفساء، فيغتسل ويتطيّب في رأسه ولحيته، ويلبس ثياب الإحرام، ويحرم عقب صلاة فريضة، إن كان وقتها حاضرًا، أو نافلة ينوي بها سنة الوضوء؛ لأنّه ليس للإحرام نافلة معينة، إذ لم يرد ذلك عن النبيّ؛ والحائض والنفساء لا تصلّيان. ثم يلبي الحاج، فيقول «لبّيك اللّهم عمرة، لبّيك اللّهم لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك». ولا يزال يلبّي حتّى يصل إلى مكة                                            

وينبغي إذا قرب من مكة أن يغتسل لدخولها كما فعل النّبي صلّى الله عليه وسلم ويدخل المسجد الحرام مُقدِمًا رجله اليمنى قائلاً: «بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم”

فإذا شرع في الطواف، قطع التلبية، فيبدأ بالحجر الأسود يستلمه ويقبله إن تيسر، وإلاّ أشار إليه، ويقول: «بسم الله والله أكبر، اللّهمّ إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك، واتباعاً لسنة نبيك محمد» (خلاصة البدر المنير 2/8)، ثم يجعل البيت عن يساره ويطوف سبعة أشواط، يبتدئ بالحجر ويختتم به، ولا يستلم من البيت سوى الحجر الأسود والركن اليماني؛ لأنّ النّبي لم يستلم سواهما، وفي هذا الطواف يسنّ للرّجل أن يرمل في الثّلاثة أشواط الأولى؛ بأن يسرع المشي ويقارب الخطى، وأن يضطبع في جميع الطواف، بأن يخرج كتفه الأيمن، ويجعل طرفي الرداء على الكتف الأيسر، وكلمّا حاذى الحجر الأسود كبّر، ويقول بينه وبين الركن اليماني: «ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا عذاب النار“( صحيح بن حبان [939]) يقول في بقيّة طوافه ما شاء من ذكر ودعاء.

وليس للّطواف دعاء مخصوص لكلّ شوط، وعلى هذا فينبغي أن يحذر الإنسان من هذه الكتيبات التي بأيدي كثير من الحجّاج، والتي فيها لكلّ شوط دعاء مخصوص، فإنّ هذه بدعة لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال النّبي صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة…» (السلسلة الصحيحة -2735)                                                                            ​

ويجب أن ينتبه الطائف إلى أمر يخل به بعض النّاس في وقت الزحام، فتجده يدخل من باب الحجر، ويخرج من الباب الثاني، فلا يطوف بالحجر مع الكعبة، وهذا خطأ؛ لأنّ الحجر أكثره من الكعبة، فمن دخل من باب الحجر وخرج من الباب الثاني، لم يكن قد طاف بالبيت، فلا يصح طوافه.

وبعد الطّواف يصلّي ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسّر له، وإلا ففي أي مكان من المسجد، ثم يخرج إلى الصفا، فإذا دنا منه قرأ “إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ” (البقرة:158)، ولا يعيد هذه الآية بعد ذلك، ثم يصعد على الصفا، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويكبر الله ويحمده، ويقول: «لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده». ثم يدعو بعد ذلك، ثم يعيد الذكر مرة ثانية، ثم يدعو، ثم يعيد الذكر مرة ثالثة.                                               

ثم ينزل متجهًا إلى المروة، فيمشي إلى العلم الأخضر إلى العمود الثاني سعيًا شديدًا، أي يركض ركضًا شديدًا، إن تيسر له ولم يتأذّ أو يؤذ أحدًا، ثم يمشي بعد العلم الثاني إلى المروة مشياً عادياً، فإذا وصل المروة، صعد عليها، واستقبل القبلة، ورفع يديه، وقال مثل ما قال على الصفا، فهذا شوط . ثم يرجع إلى الصفا من المروة، وهذا هو الشوط الثاني، ويقول فيه ويفعل كما قال في الشّوط الأول وفعل، فإذا أتمّّ سبعة أشواط، من الصّفا للمروة شوط، ومن المروة للصفا شوط آخر، فإنّه يقصّر شعر رأسه، ويكون التقصير شاملاً لجميع الرأس، بحيث يبدو واضحًا في الرأس، والمرأة تقصر من كل أطراف شعرها بقدر أنملة، ثم يحل من من إحرامه حلاً كاملاً، يتمتع بما أحل الله له من النساء والطيب واللباس وغير ذلك.                                                                       

فإذا كان يوم الثّامن من ذي الحجة أحرم بالحجّ، فاغتسل، وتطيّب، ولبس ثياب الإحرام، وخرج إلى منى، فصلّى بها الظّهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، خمس صلوات، يصلّي الرباعية ركعتين، وكل صلاة في وقتها، فلا جمع في منى، وإنما هو القصر فقط.                                      

فإذا طلعت الشمس يوم عرفة، سار إلى عرفة، فنزل بنمرة إن تيسّر له، وإلاّ استمرّ إلى عرفة فينزل بها، فإذا زالت الشمس، صلّى الظهر والعصر قصرًا وجمع تقديم، ثم يشتغل بعد ذكر الله، ودعائه، وقراءة القرآن، وغير ذلك مما يقرب إلى الله تعالى. وليحرص على أن يكون آخر ذلك اليوم ملحًا في دعاء الله عز وجل، فإنه حري بالإجابة.                               

ويسنّ أن يكون مستقبِل القبلة، رافعًا يديه عند الدعاء، وكان أكثر دعاء النّبي في ذلك الموقف العظيم:  «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». وليحرص كذلك على الأذكار والأدعية النبوية فإنها من أجمع الأدعية وانفعها فيقول: «اللّهمّ لك الحمد كالذي نقول، وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي، وإليك ربي مآبي، ولك ربي تراثي. اللّهمّ إنّي أعوذ بك من عذاب القبر، ووسوسة الصدر، وشتات الأمر. اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح» (زاد المعاد-218\2)                                                           

«اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً، اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، الوجل المشفق المقر، المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذلّ لك جسده، ورغم لك أنفه. اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم» (البحر الزخار – 11\226)                                           

فإذا غربت الشّمس من يوم عرفة، انصرف إلى مزدلفة، فصلّى بها المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ثم يبقى هناك حتى يصلي الفجر، ثم يدعو الله عز وجل إلى أن يسفر جدًا، ثم يدفع بعد ذلك إلى منى، ويجوز للإنسان الذي يشق عليه مزاحمة الناس أن ينصرف من مزدلفة قبل الفجر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخّص لمثله.                                                                      

فإذا وصل إلى منى، بادر فرمى جمرة العقبة أولاً قبل كل شيء بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم ينحر هديه، ثم يحلق رأسه، وهو أفضل من التقصير، وإن قصّره فلا حرج، والمرأة تقصّر من أطرافه بقدر أنملة، وحينئذ يحلّ التحلل الأول، فيباح له جميع محظورات الإحرام ما عدا النساء.

فينزل بعد أن يتطيّب ويلبس ثيابه المعتادة إلى مكة، فيطوف طواف الإفاضة سبعة أشواط. وهذا الطواف والسعي للحج، كما أن الطواف والسعي الذي حصل منه أول ما قدم للعمرة، وبهذا يحل من كل شيء حتى النساء .                                                                        

ولنقف هنا لننظر ماذا فعل الحاج يوم العيد؟ فالحاج يوم العيد: رمى جمرة العقبة، ثم نحر هديه، ثم حلق أو قصر، ثم طاف، ثم سعى، فهذه خمسة أنساك يفعلها على هذا الترتيب، فإن قدم بعضها على بعض فلا حرج، إن النّبي صلى الله عليه وسلم كان يُسأل يوم العيد عن التقديم والتأخير، فما سئل عن شيء قُدّم ولا أُخر يومئذ إلا قال: «افعل ولا حرج» (صحيح البخاري [6665]). فإذا نزل من مزدلفة إلى مكة، وطاف وسعى، ثم رجع إلى منى ورمى فلا حرج، ولو رمى ثم حلق قبل أن ينحر، فلا حرج، ولو رمى، ثم نزل إلى مكة وطاف وسعى فلا حرج، ولو رمى ونحر وحلق، ثم نزل إلى مكة وسعى قبل أن يطوف فلا حرج. المهم أن تقديم هذه الأنساك الخمسة بعضها على بعض لا بأس به، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء قدم و لا أخر يومئذ إلا قال: «افعل ولا حرج» (صحيح البخاري [6665])، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى ورحمته بعباده.      

ويبقى من أفعال الحج بعد ذلك: المبيت في منى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، وليلة الثالث عشر لمن تأخر، لقول الله تعالى: “وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ” (البقرة:203) فيبيت الحاج بمنى ليلة الحادي عشر، وليلة الثاني عشر، ويجزيء أن يبيت في هاتين الليلتين معظم الليل.                                                                                      

فإذا زالت الشمس من اليوم الحادي عشر، رمى الجمرات الثلاث، يبدأ بالصغرى التي تعتبر شرقية بالنسبة للجمرات الثلاث، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبّر مع كلّ حصاة، ثم يتقدم عن الزحام قليلا، فيقف مستقبل القبلة، رافعاً يديه، يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم يتجه إلى الوسطى فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبر مع كل حصاة، ثم يتقدّم قليلاً عن الزّحام، ويقف مستقبل القبلة، رافعًا يديه، يدعو الله تعالى دعاءً طويلاً، ثم يتقدم إلى جمرة العقبة، فيرميها بسبع حصيات متعاقبات، يكبّر مع كل حصاة، ولا يقف عندها، إقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم.       

الخطبة الثانية

الحمد لله جاعل النّور،رافع السّماوات فلا يرى بها فطور،وباسط الأرض وممسكها أن تمور،خلق الإنس والجنّ وربّاهم بنعمه،يخلق ما يشاء؛يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذّكور أو يزوّجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما،إنّه عليم قدير.وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له؛بيده صلاح عباده وإليه المصير. وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله البشير النذير والسّراج المنير,صلّى الله عليه وعلى آله ,و أصحابه إلى يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى ربّه بقلب سليم،أمّا بعد :                                                              

فاتّقوا الله عباد الله حقّ التّقوي وراقبوه في السّر والنجوى واعلموا أنّكم ملاقوه يوما ما وستسألون عمّا كلّفتم بها من الحقوق والواجبات اللاّزمة,منها وإن لم يكن على رأسها بعد حقوق الله ورسوله ،حقوق الأهل الّتي من أمسّها حقوق الأبناء الذين امتنّ الله تعالى بهم على الوالدين ولاة أمورهم وكما جعلهم زينة لحياتهم لقوله تعالى : “المال والبنون زينة الحياة الدّنيا…” وجعل في وجودهم بهجة القلب وأنس الرّوح وقرّة العين. فهم فلذات الأكباد وثمرات الفؤاد وجعل في صلاحهم المعونة والمنفعة ورفعة الدّرجات في الآخرة. قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلاّ من ثلاثة : إلاّ من صدقة جارية أو عمل ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”(مسلم) وقوله (صلّى الله عليه وسلّم) : “إنّ الله عزّ وجلّ ليرفع الدّرجة للعبد الصّالح في    الجنّة،فيقول: يا ربّ،أنّي لي هذه ؟فيقول : باستغفار ولدك لك” (مسند الإمام أحمد)

عباد الله المستمعون الكرام ! فعلى عكس ما للتربية الأولاد من المنفعة دنيا ودينا وجدنا أنفسنا اليوم لإعراض جمّ غفور ممن بساحتهم وعلى أكتافهم واجبات التربية والرّعاية والتوجبه للأولاد ولم يعرف لهم سوى حقّ الإنجاب والانتساب ولا يؤدّون الحقوق تجاهم إلاّ عن طريق غير متفرّغ فتحسبونهم أيقاظا وهم رقود اقتفاء آثار الوضعة لمناسبات أيّام سنويّا كمثل ما لليوم العالمي للطفل في اليوم السابع والعشرين في شهر مايو من كلّ السنة الميلادية بقرارات الأمم المتّحدة للعامة مع أنّ بأيدهم وتحت سيطرتهم تتعرّض الأبناء والأطفال حتّى الجنين للهجوم بلا استثناء مثل ما تحصل اليوم من بين أيديهم لأبناء فلسطينيين ترقق لها القلوب وتدمع لها العيون، على رغم ما جاءت به الشريعة الإسلامية من المسؤوليّات أوجبت أداءها على كلّ إنسان رحيم يرجو رحمة من في السّماء. نسأله جلّ وعلا والسّلامة.

ومن بين الأشياء التي تفسد تربية الأبناء على أيد الآباء والأمهات، هي بعض مضمونات المرئيات على الشاشات المختلفة الحديثة خاصة الأفلام التي تفسد العقيدة والأخلاق وتحدث التشكيك في الإيمان برب العالمين بين العوام وتجذب الناس إلى الاعتماد على الشركيات واستخدامها فعلًا كوسيلة في كسب الأرزاق وجلب المنافع ودرء المفاسد حتى قتل الناس في سبيل ايجادها، وهذه البلية عمت الوطن بِرُمّته، وقد استنتج منها أنواع من الفساد في المجتمع، خاصة بين الشباب هداهم الله، ولذلك يسرنا خبر منع الأفلام التي يثني ويقدر الطقوس المالي الشركي يُستخدم قتل النفس في سبيل تحقيقه، وهذا المنع يشمل طقوس المال، والقتل الطقوسي، والتبغ، ومنتجات التبغ، والترويج لمنتجات النيكوتين وتجميلها في الأفلام، والفيديوهات الموسيقية، والمقاطع التمثيلية، ونطالب الحكومة بتنفيذ القرار بكامله وهو مما حرمها الله تعالى، كما نطالب الجهة المعنية من المهنيين بالتنفيذ وجزا الله الحكومة خيرا في موافقتها على القرار.

دعاء خاص لوطننا نيجيريا

عباد الله الكرام، مع اقتراب الإدارة الحالية من إكمال عامها الأول في 29 مايو 2024، نتوسل إلى الله (تعالى) أن يمنحها نجاحاً باهراً في جميع مجالات الحكم؛ اقتصادياً، سياسياً، اجتماعياً، تعليمياً، وغيرها، اللهم آمنا في وطننا-نيجيريا- وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق رئيسنا ووزراءنا، وجميع فروع حكومتنا، واجعل عملهم في رضاك، وارزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الحق وتعينهم عليه، ووفقهم إلى ما تحبه وترضاه وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه ياسميع الدعاء، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.
اللهمَّ انصر جنودنا المرابطين على ثغورنا وحدودنا، ووفّق رجال أمننا، اللهم تقبلْ شهداءهم، واشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وسددْ رميهم ورأيهم، وانصرْهم على عدوِّك وعدوِّنا، اللهم كن لإخواننا المستضعفين في غزّة، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعيذهم بعظمتك اللهم أن يغتالوا من تحتهم، اللهم أنزل السكينة عليهم، وانصرهم على من بغى عليهم ياقوي ياعزيز، ياخير الناصرين، يامجيب دعوة المضطرين، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، إلهنا إلى من تكلهم، إليك نشكوا ضعف قوّتهم وقلّة حيلتهم، فكن لهم معينًا ونصيرًا ومؤيدًا وظهيرا. اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحابِ، وَهازِم الأحْزَابِ، اهزمِ الصهاينة الطغاة المعتدين، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ‏، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكتابِ، سَرِيعَ الحِسابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ. اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.

Scroll to Top