وجوب التوبة إلي الله والتحلل عن مظلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثالثة جمادى الأولي بتأريخ 20/5/ 1446ه (22/11/ 2024م)

الموضوع: وجوب التوبة إلي الله والتحلل عن مظلمة الناس .

الخطبة الأولى

الحمد لله القائل :”وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ” (آل عمران :135)  الذي يقبل التوبةَ عن عباده ويعفو عن السيئات، سبحانه كتَب على نفسه الرحمة، وأشهد أن لا إله إلا هو؛ الرحمن الرحيم، غافر الذنب وقابل التوب، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله نبي الرحمة، وهادي الأمة إلى ما فيه الخير وما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة القائل : “أيّها النّاس توبوا إلى الله واستغفروا فإنّي أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة”(رواه مسلم)، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين عرفوا الله فعرفهم الله، وأطاعوا الله فأعلى قدرَهم، رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه.

أمّا بعد ,

فَعِبادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرّاً وَجَهْراً إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكافَة الْمَأْمُوراتِ وَالْمَنْهِيات وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى: “يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة:2\21).

عباد الله المستمعون الكرام ! ماذا بعد الصّحة إلاّ السقم وماذا بعد البقاء الاّ الفناء وماذا بعد الشباب إلاّ الهرم وماذا بعد الحياة إلاّ الممات، واعلوا أنّ مرض القلوب من الذنوب وأصل العافية أن تتوب.

التوبة ! وما أدراك ما التوبة ؟ التوبة باب الأمل،التوبة باب مفتوح،التوبة دموع حارة؛يقول تعالى : “نَبِّئ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغَفُورُ الرَّحِيمُ…” (الحجر:49)

والتّوبة أن يقف العبد المذنب المقصر؛ وكلّنا مذنبون وكلنا مقصرون.يقف العبد التائب أمام ربّه منكسر القلب خاشع الجوارح،ولسان حاله ومقاله يقول ياربّ سواك يقبل توبتي،من يغفر الذنوب إن لم تغفر لي و من يرحمني إن لم ترحمني يا ربّ العالمين ؟

فهب لي توبة واغفر ذنوبي  #  فإنّك غافر الذنب العظيم.

عباد الله ! قد يقول قائل : “لماذا نتوب ، ما هي معاصينا وما هي جرائمنا ؟فأقول :نتوب عباد الله ؛لأنّ الله أمرك وأمر كلّ مؤمن معك فقال : “وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور:31) و تتوب لأنّ ميزانك سينصب أمام عينيك يوم القيامة  فتوضع حسناتك في كفّة وسيّئاتك في كفّة، ولا ترجح الحسنات إلاّ بالتوبة النصوح الّتي تمحو السّيّئات.

فمن رحمة الله سبحانه بنا إخوة الإيمان ؛  أن فتَح باب الأمل والرجاء أمام الخطائين؛ ليتوب مسيئُهم، ويؤوب إلى رُشْده شاردُهم، فيَغفِر لهم ما اقترفوا من إثم أو معصية، قال تعالى: ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (الزمر: 53).

وفي الحديث القدسي ما يدل على سَعَة عفوه ومغفرته، وقَبُول الدعاء ممن لم يُشرِك به شيئًا؛ قال تعالى: “يا بن آدم، إنّك ما دعوتني ورجوتَني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغتْ ذنوبك عَنان السماء ثم استغفرتَني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تُشرِك بي شيئًا، لأتيتُك بقُرابها مغفرة”

ولطفًا بعباده أنّه يفرح بتوبتهم أشدّ مِن فرَح أحدِهم يجد راحلتَه، وقد أضلَّها بأرض فلاة، أو فرَحِ مَن تحرَّكت سيارته وصلحت بعد تعطُّلِها وخرابها في صحراء لا ماء فيها ولا مرعى.

والتّوبة النّصوح أيّها المسلمون: هي ما جمعت شروطها؛ فإن كانت المعصية بين العبد وربه، فلها ثلاثة شروط: –

الأول: أن يُقلِع عن المعصية.

 الثاني: أن يَندَم على ما فعله.

 والثالث: أن يَعزِم على ألا يعود إليها أبدًا، مع وجوب الإخلاص في ذلك كله لله وحده لا شريك له، فإن فقَد أحدَ الثلاثة، لم تَصِح توبته.

وإن كانت المعصية تتعلَّق بحق آدمي، فشروطها أربعة:

هذه الثلاثة، والرابع: أن يبرأ من حقِّ صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه، ردَّه إليه، وإن كانت حد قَذْف، استسمح صاحبه، أو مكَّنه لاستيفائه منه، فالقِصاص في الدنيا خير وأفضل من القِصاص في الآخرة.

عباد الله ! فهل من توبة إذا ؟ وهل من أوبة ؟ وهل من عودة إلى الله ؟ فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النّهار ويبسط يده بالنها ليتوب مسيء الليل،وليست التوبة لأصحاب الفواحش والمنكرات فقط، بل هي لكلّ مؤمن بل هي أمر من الله . قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصٌوحًا…”(التحريم:8)

فاتّقِ الله يا أخي المسلم، وابتعد عن ارتكاب الذنوب، واجتهد في التخلّص منها إن بليت بارتكابها قبل مُعاينة الموت أو أمارته وإن لم تكن لشيء سوى ما تمنّاه نبي الله نوح (عليه السلام) لقومه حين اشتكى تمردهم إلى الله تعالى “…فقلت استغفر ربّكم إنّه كان غفّارا يرسل السّماء عليكم مد رارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنها” (نوح) ونحن بأمس الحاجة إليه في وقتا الراهن بما نحن في صدده من المحن والفقن في جميع جوانب الحياة.

ومن الواجب عباد الله ؛أن لا تتجاهل عن الذنوب ولا تتسوّف للرجوع عن المعاصي قبل فوات فرصة السمحة للقبول . قال تعالي : ” إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ” (النساء: 17و 18).

فاستغفروا ربكم وتوبوا إليه لأنّ التّائب من ذنبه كما لا ذنب له.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلّ اللّهم وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:

فلا شكَّ أنَّ الظُّلم مرتعه وخيم، والظُّلم من أقبح المعاصي وأشدِّها عقوبة، وقد حرَّم الله جلَّ جلاله الظُّلم في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيِّه الأمين صلَّى الله عليه وسلَّم، ومن يستعرض القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة يقف على مئات الآيات والأحاديث الّتي تحدَّثت عن الظُّلم والظَّالمين، وتوعدت الظَّلمة ولعنتهم، والظَّالم الذكي الحصيف، من يسارع بطلب العفو والمغفرة ممن ظلمهم، قبل فوات الأوان، والعضِّ على الأنامل والشِّفاه، فما يزال في الدُّنيا حيٌّ يرزق.

عباد الله الكرام ّ! عدَّل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم -يوما- صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدِّل به القوم، فمر بسواد بن غزيَّة حليف بني عدي بن النَّجار، وهو مستنتل من الصَّف، فطعنه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في بطنه بالقدح، وقال: “استوِ يا سوادُ بن غزية”. قال: يا رسول الله، أوجعتني، وقد بعثك الله بالحقِّ، فأقدني. قال: فكشف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن بطنه، ثمَّ قال: (استقد). قال: فاعتنقه وقبَّل بطنه. فقال: “ما حملك على هذا يا سواد؟.” فقال: يا رسول الله، حضر ما ترى فلم آمن القتل، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمسَّ جلدي جلدك. دعا له رسول الله بخير، فقال له خيراً.

إخوتي المستمعون الكرام ؛ تداركوا أنفسكم فالدُّنيا تمرُّ وتزول، ويوم القيامة يوم العدل والحساب، الذي لا يُؤدِّي الحقوق في الدُّنيا فسيؤديها يوم القيامة، وفي الدُّنيا سيُؤدِّي المال مالاً، ويمكن أن يعفو غريمه ويسامح، أمَّا يوم القيامة فسيؤدي المال من حسناته. والمفترض أنَّ الإنسان يحتفظ بحسناته؛ لأنَّه لا يدري هل حسناته ستكفي بأن يدخل الجنَّة أو لا تكفي؟. وربُّنا أنعم على العبد بنعم لابد أن يشكر الله عزَّ وجلَّ عليها، يا ترى هل الأعمال التي عملها العبد تساوي شكر هذه النِّعم؟. قال صلَّى الله عليه وسلَّم: “لن يدخل أحدكم الجنَّة بعمله، إنَّما يدخل بفضل الله وبرحمته سبحانه”. فنِعم ربِّنا تترى على عباده، ومهما عمل الإنسان من عمل فلن يوفِّي شكر هذه النِّعم، وأيضاً قد يظلم الغير، ولا يدري أنَّ هذا الغير قد يسامحه، أو أنَّه يأتي يوم القيامة ويقول: هذا ظلمني أريد حقِّي من فلان! قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: “من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء”، قدم العرض لأنَّه أكثر مظالم النَّاس فيه، والعرض شيء معنوي، وهو محلُّ المدح أو القدح، فعرض الإنسان كأن يقول: فلان كذاب، ففي هذه الحال طعن في عرضه. وكذلك إذا قال: فلان مفتر.. فلان يأكل الرِّشوة.. فلان ظالم.. فهو يطعن في عرض هذا الإنسان.

ومن ضمْن الطَّعن في العرض أن يقول: فلان زانٍ .. فلان يقذف المحصنات الغافلات.. فلان يفعل كذا
ومن المظلمة في العرض: الغيبة والنَّميمة، بأن ينقل كلاماً من شخص لشخص، ويفسد فيما بينهما، فهذا من الطَّعن في عرض إنسان للإفساد بينهما، فهذا من ضمْن المظالم التي سيدفع ثمنها يوم القيامة. قال صلَّى الله عليه وسلَّم:

“من كانت عنده مظلمة من عرض أو من شيء فــــــــ (شيء) هنا نكرة في سياق الشَّرط فتعمُّ، فمعناه: حتَّى لو كان شيئاً ليس له قيمة؛ فسيحاسب عليه العبد يوم القيامة. أحياناً بعض النَّاس قد يتساهل في أمر المظالم في الأشياء التَّافهة، فقد يقول لك: أعطني القلم أكتب به، فيكتب ثمَّ يضعه في جيبه، ثمَّ يقول: أنا سأبحث عن صاحبه وأعطيه، وانتهى الأمر ولم يعطه؛ لأنَّه لا يوجد أحد يتابع بعده. فهذه الأشياء التَّافهة هي من ضمْن المظالم، فأنت ما يدريك أن صاحبه موافق على أخذه، ولعلَّك تأخذ الشَّيء فيقول صاحبه بعد ذلك… لأنَّهم يأخذونها ولا يردُّونها”

قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم:”أتدرون من المفلس ؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال صلَّى الله عليه وسلَّم:”إنَّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة, ويأتي وقد شتم هذا, وقذف هذا, وأكل مال هذا, وسفك دم هذا, وضرب هذا, فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته من قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثمَّ طرح في النَّار ” (رواه مسلم)

وقال صلَّى الله عليه وسلَّم أيضا : “يغفر للشهيدِ كلُّ ذنبٍ إلا الدَّين”، وقوله أيضا صلَّى الله عليه وسلَّم: “ ‌لَتُؤَدُّنَّ ‌الْحُقُوقَ ‌إِلَى ‌أَهْلِهَا ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ، ‌حَتَّى ‌يُقَادَ ‌لِلشَّاةِ ‌الْجَلْحَاءِ، ‌مِنَ ‌الشَّاةِ ‌الْقَرْنَاءِ» “، ومن ذلك قوله  : “ ‌إِذَا ‌خَلَصَ ‌الْمُؤْمِنُونَ ‌مِنْ ‌النَّارِ) (1) (‌حُبِسُوا ‌عَلَى ‌قَنْطَرَةٍ (2) ‌بَيْنَ ‌الْجَنَّةِ ‌وَالنَّارِ ، فيتقاصُّون مَظَالِمَ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا)

ويتحلَّلُ الإنسان من حقوق النَّاس بأحد أمرين: بالوفاء و بالإبراء.

 أمَّا الوفاء : فإذا كانت أموالاً يردُّها إلى أصحابها إن كان يعلمهم، وإن كان قد نسيهم فليتذكر، وإن كان يجهل محلَّهم فليبحث، فإذا تعذَّر العثور عليهم فليتصدّق بها عنهم، ويكون لهم أجرها، وله هو أجر التَّوبة، وإن كان أصحابها قد ماتوا وخلَّفوا ورثة؛ فإنَّه يبحث عن ورثتهم، ويسلِّم إليهم المال، لأنَّ المال انتقل إلى الورثة بعد موت المورِّث، فإن جهل الورثة ولم يعلم عنهم شيئاً، ولم يتمكن من العثور عليهم، يتصدَّق به عنهم، لأنه انتقل إليهم.

وأما بالإبراء : إذا كان الحقُّ عرضاً، بأن يكون قد تكلَّم في عرضه وسبَّه فإنَّه يتحلَّل منه، بأن يطلب منه العفو فيقول: إنِّي أرجو أن تعفو عمَّا قلت فيك، فقد قلت كذا وكذا، فينبغي من المظلوم الذي طُلب منه العفو أن يعفو؛ فمن عفا وأصلح فأجره على الله، كما قال الله تعالى:-

“وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ” (النحل: 126) وقال تعالى: “…وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ” (البقرة: 237) وإن كان هذا المظلوم في عرضه، لم يصل إليه خبر، أي لم يعلم بأنَّك قد اغتبته مثلاً، فمن أهل العلم من يقول: اذهب إليه وأخبره، واطلب منه العفو، ومنهم من يقول: لا تخبره ما دام لم يعلم، ولكن استغفر له، وأثنِ عليه بالصِّفات التي هو متَّصفٌ بها وهي حميدة، في الأماكن التي اغتبته فيها؛ فإنَّ الحسنات يذهبن السَّيئات، وإن كان حقوقاً أخرى فعلى هذا الباب تذهب إليه وتستحلُّه، وإذا أحلَّك فإنَّ هذا من تمام توبتك، فإن قدَّر أنَّك قد اغتبت شخصاً قد مات، ولا تتمكَّن من الاستحلال من الغيبة، فإنَّ الله إذا علم من قلبك صدق النِّية فهو سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين، ربَّما يتحمَّل عنك هذه المظلمة، ويأجر صاحبها ويثيبه عليها، فهو أرحم الراحمين، وأجود الأجودين.

الدعاء:        اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، وألِّف بين قلوبهم، ووحِّد صفوفهم، ووفِّقهم لاتِّباع كتابك وسُنة نبيِّك، اللهم هيِّئ لنا الأسباب لتحرير المسجد الأقصى، واهْدِ المسلمين حُكَّامًا ومحكومين لإقامة شريعتك، ونصرة دينك.

اللهم عليك باليهود المعتدين، وبمن يعينهم من النصارى والمنافقين، اللهم انتقم منهم، وخالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.إنك مجيب الدعوات وبالإجابة جدير والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.     

Scroll to Top