وجوب تربية الأولاد خطبة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثالثة لشهر ربيع الأول بتأريخ 24 /3/ 1446ه‍ (27/9/ 2024م)

الموضوع: وجوب تربية الأولاد

الخطبة الأولى

الحمد لله… نحمده حق حمده، ونسأله المزيد من فضله، فهو يعلم السرَّ وأخفى، والجهرَ والنجوى، خلق فسوى، وقدر فهدى، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى، لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أساؤوا بِمَا عَمِلُوا، وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يَذكر من يذكره، ويرضى على من يشكره، وهو نعم المولى، ونعم النصير،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خيرته من خلقه، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وترك أمته على بيضاء نقية، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلوات الله عليه، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلّم تسليماً كثيراً.

أما بعد…

 فإن خير ما يوصي به المرءُ نفسَه هو تقوى الله عزّ وجلّ، فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى، واحذروا المعاصي، ومُحَقِّرات الذنوب، واعملوا لجنة عرضُها السماواتُ والأرضُ، لا يظمأ فيها أحد ولا يضحى، ولا يجوع فيها ولا يعرى، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب، والعاقبة للتقوى.


عباد الله:

إن من شب على شيء شاب عليه غالباً، فمن نشأ ولده على الدين والمثل العليا في الصغر سُرَّ به في الكِبَر.

فيا عباد الله: إن عليكم مسؤولية كبرى، وفي أعناقكم أمانة عظمى. ستسألون عنها يوم القيامة، فإن الله سائلٌ كلَّ راعٍ عمَّا استرعاه؛ حفظ أم ضيَّع.

في أعناقكم أولادكم الذين هم كقطعة من لحم قلوبكم أو قطرة من دمها، في أعناقكم هذه البراعيم الغضَّة التي هي قرَّة العيون وبهجة القلوب، غرسكم الذي ترجون ثمرته عاجلاً أو آجلاً، فاتقوا الله فيهم، اتقوا الله في قلوبهم الطاهرة التي ولدت نقية كالجوهرة النفيسة الغالية من كل نقش أو صورة، ولدت كما جاء في الحديث على الفطرة، ومعنى ذلك أن فيهم قابلية ميالة للدين الإسلامي، ومتهيئة تهيؤاً كاملاً لقبوله، ما لم تُصرف عنه.

قال صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه)).

عباد الله:

إن تربية الأولاد وتعليمهم لأمرٌ عظيمٌ له شأنه الأكبر وخطره الجسيم في حياتنا الدينية والاجتماعية والخُلُقية، فهم قوى المجتمع المنتظَر، ودعائمه التي سيقوم عليها، وعليهم وحدهم يتوقَّف رقيُّ الأمة الحقيقي وسموُّها، وتقدُّمها.

وإن أمامهم اليوم لخطراً عظيماً وغزواً هائلاً متستراً ببعض الثقافات؛ لهدم عقائدهم وفساد أخلاقهم، وانتزاع روح الإباء والغيرة والعفاف من نفوسهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإن مشكلتهم اليوم لهي أم المشاكل، فلأن نخسر الأموال والأنفس أيسر وأهون من أن نخسر روح أولادنا المعنوية وعقائدهم السلفية، فيجب أن نسعى في حياطتهم بسياج الدين، وأن نغرس في نفوسهم أولاً وقبل كل شيء احترام الإسلام وحب تعاليمه وآدابه قولاً وعملاً واعتقاداً، يجب أن يعني بذلك الآباء والمصلحون، يجب ألا توكل تربيتهم وتعليمهم وتهذيبهم والإشراف عليهم إلا لمن عرف بصحة العقيدة، وسلامة المبدأ، ونزاهة العرض، والمحافظة على شعائر الدين وأركانه فما أنتم إلا بأولادكم، وما النشء إلا بالأخلاق، وما الأخلاق إلا بالتربية الإسلامية الصحيحة.

 فاتقوا الله- عباد الله- في ثمرات قلوبكم وفلذات أكبادكم، ولا تهملوا تربيتهم التربية الإسلامية، ولا تتساهلوا بها فتلقوا بهم في نار جهنم التي وقودها الناس والحجارة، اتقوا الله فيهم؛ فقد ألقيت إليكم مقاليدهم وأصبحتم رعاة أمورهم، ولا تتركوهم إلى حاضنة ولا إلى مربية ولا إلى معلم لم تتأكدوا صحة إسلامه؛ فإنهم ولدوا أصفياء النفوس قابلين لكل ما يلقى عليهم من خير أو شر؛ فإن وفق أحدهم فيمن يحسن تربية بيته وتعليمه ويغذيه بلبان الدين ويحببه لسيرة سيد المرسلين شَبَّ حسَنَ الأخلاقِ، طيِّبَ النفسِ، مُتمسِّكاً بدينه، مبتعداً عن الرذائل، ومتحلياً بالفضائل، نافعاً لأمته، وإلَّا فيشِّبُّ خبيثَ النفس، فاسدَ الاعتقادِ، سيِّئَ الأخلاق، خالياً من الروح الإسلامية والتعاليم النبوية، كَلاًّ على نفسه وعشيرته، وشقاءً وشراً على مجتمعه وبلاءً، فاتقوا الله عباد الله في أولادكم؛ باعدوا بينهم وبين قرناء السوء، وفاسدي الأخلاق، وفاقدي المروءة والشرف، ومروهم بما أمرتم به، ويقول صلى الله عليه وسلم: ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع)

ويقول أصدق القائلين: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا) سورة طه\132ويقول الله تعالى حكاية عن لقمان: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ. وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ﴾ لقمان: 17- 18

  اللهم احفظ فلذات أكبادنا، وأرنا فيهم ما يسرنا، واجعلنا وإياهم من أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

وهناك بعض من الأمور التي يجب على المربي أن يغرسها في نفوس أبنائه:

ـ الحرص على تعويد الولد على مراقبة الله وغرس ذلك في نفسه.

ـ تعويد الولد على الوضوء والصلاة حتى ينشأ محبا لذلك.

ـ على الوالدين أن يكونا القدوة الصالحة لأطفالهم.

ـ تعويد الولد على الآداب الإسلامية والأدعية المأثورة وتحفيظهم للقرآن الكريم وخير مكان يتعلم فيه الطفل السيرة الاسلامية الصحيحة هو مدارس تحفيظ القرآن الكريم.

ـ الحذر من جهاز التلفاز عامة ومن أفلام الكرتون خاصة، فمعظم برامج الأولاد خيالية ذات عقائد وثنية وبعضها يدور حول الحب والغرام، ويجب تحديد برامج معينة مفيدة للولد ومراقبة ما يتابعه على شاشة التلفزيون والجوال وإبدال البرامج السيئة ببرامج إسلامية وثقافية وقصص مفيدة.

ـ محاولة اختيار الألعاب المفيدة والهادفة لسن الولد قدر الإمكان.

ـ الحرص على المظهر الخارجي للطفل فالولد ُيُعوَّد على الرجولة والبنت تُعوَّد على الستر.

ـ عدم توبيخ الولد وفضحه ومعاتبته وضربه وإذا كان لا بد من ضربه فليكن ضرب تأديب لا ضرب انتقام وألا يكون أمام أقرانه.

ـ ترسيخ الثقة بالنفس عند الأولاد وتشجيعهم وتعزيزهم على الفعل الحسن.

ـ تنمية مواهب الولد وتعويده على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس.

ـ عدم إهمال أسئلة الولد بل يجب الإجابة عليها حسب قدرته على الفهم.

ـ الولد بطبعه محب للقصص، فيا حبذا لو اختار الوالدان لأولادهم القصص المفيدة كقصص الأنبياء والصحابة.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبع أحسنه.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً مُطْمَئِنّاً , سَخَّاءَ رَخَّاءَ , وَسَائِرَ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ ياَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .اللَّهُمَّ أَطْعَمْنَاَ مِنْ جُوعٍ وَآمَنّاَ مِنْ خَوفٍ ؛ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ شَبَابَ الْمُسْلِمِينَ , وَاجْعَلْهُمْ ذُخْراً لِلإسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَاللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لَنَا فِي مَقَامِنَا هَذّا ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ , وَلاَ هَمًّا إِلاَ فَرَّجْتَهُ , وَلاَ دَيْناً إلا قَضَيْتَهُ , وَلاَ مَرِيضاً إلاَ شَفَيْتَهُ , وَلاَ مُبْتَلَى إلاَ عَافَيْتَهُ , وَلا فَسَاداً إِلا أصْلَحْتَهُ , وَلاَ ضَالاً إلاَ هَدَيْتَهُ, وَلاَ بَاغِياً إلا قَطَعْتَهُ , وَلا مُجَاهِداً فِي سَبِيلِكَ إلا نَصَرْتَهُ , وَلاَ عَدُوًّا إلاَخَذَلْتَهُ , وَلاَ عَسِيراً إلَّا يَسَّرْتَهُ وَلَا مَيِّتاً إلا رَحِمْتَهُ , وَلاَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا والآخرة إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين 

Scroll to Top