بسم الله الرّحمن الرّحيم
الخطبة الخامسة لشهر ذي الحجة بتأريخ 29/12/1445هــ-5/7/2024م
الموضوع: دُرُوسٌ وَعظاتٌ من الهجرة النّبويّة
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للهِ مُدَبِّرِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوامِ , وَمُصَرِّفِ اللَّيَالِي وَالْأيَّام، الَّذِي جَعَلَ الْهِجْرَةَ النَّبَوِيَّةَ الشَّريفَةَ مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ انْطِلَاقَةً جَدِيدَةً لِبِنَاءِ دَوْلَةِ الْإِسْلامِ، وَفاتِحَةَ خَيْرٍ وَنَصْرٍ وَبرَكَةٍ عَلَى الْإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ ؛ نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وتعالى وَنَشْكُرُهُ , ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْديه , وَنُؤْمِنُ بِهِ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئاتِ أعْمَالِنَا ؛ إنَّهُ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خَيْرَ مَنْ صَلَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَهَاجَرَ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، اللهم صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَكُلِّ مَنْ نَهَجَ مَنْهَجَهُ وَاقْتَفَى آثَارَهُ وَسَلَكَ مَسْلَكَهُ إِلَى يَوْمِ الْجَزَاءِ الأَوْفَى.
أمّا بعد,
فيا عباد الله أوصيكُم ونفسي بتقوى الله عزَّ وجلَّ سِرّاً وَجَهْراً طِبْقاً لِقَوْلِهِ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:2/21].
إخوة الإيمان, هذه هي الخُطبة الأخيرة في العام الهجري 1445هــ , فإنّ موضوع خطبتنا اليوم يدور حول : دُرُوس وَعِظَات من الهجرة النبوية.
تعريف الْهجرة : لغةً وَشَرْعاً : الْهجرة : لُغَةً : الْخُرُوجُ مِنْ أَرْضٍ إِلَى أُخْرَى .وَانْتِقَالُ الأَفْرَادِ مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرِ سَعْياً وَرَاءَ الرِّزْقِ . {معجم الْوسيط}. والْهِجْرَةُ : شَرْعاً : خُرُوجُ رَسُولِ اللهِ –صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-وَأَصْحَابِهِ الْكِرَامِ الْمُهاجِرِين-رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِين- مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَة إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ لِشِدَّةِ أَذَى الْمُشْرِكِينَ عَلَيْهِمْ وَتَنْفِيذاً لأَمْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى.
فوائد، ودروسٌ، وعِظَاتٌ وعِبرٌ :
إخوة الإيمان, تعطينا الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة مجموعة من الفوائد والدروس والعِبر، ومنها:
1-الصِّراع بين الحقِّ والباطل صراعٌ قديمٌ، ومُمْتَدٌّ:
وهـو سنَّـةٌ إلهيَّـةٌ نافـذةٌ، قـال عـزَّ وجـلَّ: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40]. ولكنَّ هذا الصِّراع معلومُ العاقبة:﴿كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [المجادلة: 21
2-مَكْرُ خُصُومِ الدَّعوة بالدَّاعية أمرٌ مستمرٌ متكرِّر:
سواءٌ عن طريق الحبس، أو القتل، أو النَّفي، وعلى الدَّاعية أن يلجأ إلى ربِّه، وأن يثق به، ويتوكَّل عليه، ويعلم: أنَّ المكر السَّيئ لا يحيق إلا بأهله، كما قال عزَّ وجل: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ [الآنفال: 30
3-دقَّة التَّخطيط والأخذ بالأسباب:
إنَّ مَنْ تأمَّل حادثة الهجرة، ورأى دقَّة التَّخطيط فيها، ودقَّة الأخذ بالأسباب من ابتدائها إلى انتهائها، يدرك أنَّ التَّخطيط المسدَّد بالوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان قائماً، وأنَّ التَّخطيط جزءٌ من السُّنَّة النَّبويَّة، وهو جزءٌ من التَّكليف الإلهيِّ في كل ما طولب به المسلم، وأنَّ الَّذين يميلون إلى العفوية؛ بحجة أنَّ التخطيط، وإحكام الأمور ليسا من السُّنَّة؛ أمثال هؤلاء مخطئون، ويجنون على أنفسهم، وعلى المسلمين.
4-الأخذ بالأسباب أمرٌ ضروري:
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أعدَّ كلَّ الأسباب، واتَّخذ كلَّ الوسائل؛ ولكنَّه في الوقت نفسه مع الله، يدعوه، ويستنصره أن يكلِّل سعيه بالنَّجاح، وهنا يُستجاب الدُّعاء، وينصرف القوم بعد أن وقفوا على باب الغار، وتسيخ فرس سراقة في الأرض، ويكلَّل العمل بالنَّجاح.
5-الإيمان بالمعجزات الحسِّـيَّة:
وقعت في الهجرة معجزاتٌ حسِّيَّةٌ، وهي دلائل ملموسةٌ على حفظ الله، ورعايته لرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ـ على ما روي ـ نسيج العنكبوت على فم الغار، وما جرى مع أمِّ معبد، وما جرى مع سراقة، فعلى الدُّعاة ألا يتنصَّلوا من هذه الخوارق، بل يذكروها ما دامت ثابتةً بالسُّنَّة النَّبويَّة، على أن ينبِّهوا الناس على أن هذه الخوارق، هي من جملة دلائل نبوَّته، ورسالته عليه السَّلام.
6-جواز الاستعانة بالكافر المأمون:
يجوز للدُّعاة أن يستعينوا بمن لا يُؤمنون بدعوتهم ما داموا يثقون بهم، ويأتمنونهم؛ فقد رأينا: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكرٍ استأجرا مشركاً ليدلهما على طريق الهجرة، ودفعا إليه راحلتيهما، وواعداه عند غار ثور، وهذه أمورٌ خطيرةٌ أطلعاه عليها، ولاشكَّ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر وثقا به، وأمَّناه.
7-دور المرأة المسلمة في الهجرة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقابل مع طلائع الأنصار الأولى، لم يفعل سوى ترغيبهم في الإسلام، وتلاوة القرآن عليهم، فلمَّا جاؤوا في العام التالي، بايعهم على العبادات، والأخلاق، والفضائل.
وقد لمعت في سماء الهجرة أسماءٌ كثيرةٌ، كان لها فضلٌ كبيرٌ؛ منها: عائشة بنت أبي بكرٍ الصِّدِّيق؛ الَّتي حفظت لنا القصَّة، ووعتها، وبلَّغتها للأمَّة، وأمُّ سلمة المهاجرة الصَّبور، وأسماء ذات النِّطاقين، الَّتي أسهمت في تموين الرَّسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، بالماء، والغذاء.
8-الدَّاعية يَعفُّ عن أموال النَّاس:
لم يقبل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يركب الرَّاحلة، حتَّى أخذها بثمنها من أبي بكرٍ رضي الله عنه. لكما أنه مَّا عفا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن سراقة؛ عرض عليه سراقة المساعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حاجة لي فيها.
9-الجندية الرَّفيعة والبكاء من الفرح:
تظهر أثر التَّربية النَّبويَّة، في جندية أبي بكرٍ الصِّدِّيق، وعليِّ بن أبي طالب رضي الله عنهما؛ فأبو بكرٍ رضي الله عنه عندما أراد أن يهاجر إلى المدينة، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعجل؛ لعلَّ الله يجعل لك صاحباً»؛ بدأ في الإعداد والتَّخطيط للهجرة؛ فابتاع راحلتين منتظرا الإذن بالهجرة. وفي موقف عليِّ بن أبي طالبٍ مثالٌ للجنديِّ الصَّادق المخلص لدعوة الإسلام؛ حيث فدى قائده بحياته، ففي سلامة القائد سلامةٌ للدَّعوة، وفي هلاكه خذلانها، ووهنها.
10-وضوح سنَّة التَّدرُّج:
حيث نلاحظ: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تقابل مع طلائع الأنصار الأولى، لم يفعل سوى ترغيبهم في الإسلام، وتلاوة القرآن عليهم، فلمَّا جاؤوا في العام التالي، بايعهم على العبادات، والأخلاق، والفضائل، فلمَّا جاؤوا في العام التالي؛ كانت بيعة العقبة الثَّانية على الجهاد، والنَّصر، والإيواء.
11-الهجرة تضحيةٌ عظيمةٌ في سبيل الله
كانت هجرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه من البلد الأمين تضحيةً عظيمةً، عبَّر عنها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: «والله! إنك لخير أرض الله، وأحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخرِجت منك ما خرجتُ» أحمد (4/305) والترمذي (3925) وابن ماجه (3108)
أقول قولي هذا أستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه وتوبُوا إليه إنّه هو الغفور الرّحيم.
الْخُطْبةُ الثَّانية:
الحمد لله الكريم الفتاح أهل الكرم والسماح المجزل لمن عامله بالأرباح سبحانه فالق الإصباح وخالق الأرواح.
أحمده سبحانه على نِعَمٍ تتجدَدُ بالغدو والرواح وأشكره على ما صرف من المكروه وأزاح. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة بها للقلب انفساح وانشراح. وأشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله الذي أرسل بالهدى والصلاح اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه ما بدا نجم ولاح.
أمّا بعد,
فإنّ المسلمَ التّقي المشفق من عذاب الله- يحاسب نفسه دومًا, ويتوب إلى الله توبةً نصوحًا, فإنّه بتلك المحاسبة ينجو من عذاب الله وغضبه, ويفوز برحمته وغفرانه, وبتلك التّوبة يظفر بحبّ الله وجنّته, ويمسح بها أدران معاصيه وذنوبه. ويحاسب نفسه يوميًّا وأسبوعيًّا وشهريًّا وسنويًّا على رأس السّنة. فالبدارَ البدارَ أيها العبد إلى المحاسبة والتّوبة, تغسل بهما دنس إثمك, وتمحو بهما ران غفلاتك.
محاسبة النفس: خلَق اللهُ تعالى الإنسان بحكمتِه غيرَ معصوم؛ تتنازعه قوى الخير وقوى الشر، وتتجاذبه دوافع التقوى ومُغريات الشهوات، وهو يتذكَّر رقابة الله عليه مرةً، لكنَّ الغفلة تسيطر عليه مرة أخرى، يُقبِل على الله تارة ويُدبر عنه تارة أخرى، فهو متقلِّب الفؤاد بين جند الله وجند الشيطان!
ومِن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أنْ فتح له بابَ التوبة، وأرشَده إلى طريق المحاسبة، وبيَّن له أهمية محاسبته لنفسه قبل أن يقف أمام الله تعالى فيحاسبه على أعماله، وحركاتِه وسكناته.
إن المسلم الحقَّ يعطي نفسه حقَّها من صقل الروح بالعبادة، فيُقبِل على عبادته بنفسٍ هادئة، فيُصلِّي في هدأةِ نفس، وصفاء فكر، وعقل واعٍ لما يتلو ويدعو في صلاته، ثم يخلو إلى نفسه فيسبِّح ربه، ويتلو آياتٍ من كتابه، ويتأمل معاني ما يجري على لسانه. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201]، ولهذا كان رسولُ الله صلى اله عليه وسلم يقولُ لأصحابه: ((جدِّدوا إيمانكم))، قيل: يا رسول الله ، وكيف نجدد إيماننا؟ قال: ((أكثِروا من قول: لا إله إلا الله)).
عباد الله الكرام أصيبت الأمة الإسلامية بمصيبة كبرى بوفاة شيخين جليلين من أكابر علمائنا في نيجيريا في الأسبوع الحالي، وهما الشيخ الدكتور عبد الرشيد عبد الجبار سلمان البُويب الفقيه الفرضي صاحب جلسات علمية عامرة في إيوو، والشيخ عبد الوهاب بايو أحمد الذي تلمذ لديه طلاب كثيرون بالمعهد العربي النيجيري إبادن سنوات متعاقبات عديدة، وهو من بواقي تلاميذ مؤسس المعهد المرحوم، وهذا بلا شك مصيبة عظمى كما أشار إليها الرسول- صلى الله عليه وسلم- : «إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ النَّاسِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» (رواه مسلم) نعزي أهلهما وأنفسنا والأمة الإسلامية قاطبة بفقدهما، الله يرحمهما ويسكنهما فسيح جناته ويلهم عائلتهما الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأخيراً, لا بد من ذكر إخواننا المجاهدين والمرابطين والمستضعفين في غزّة العزّة العزيزة في خطبنا المنبرية الأسبوعية. إنّهم لا يزالون في حفظ الله وعنايته في كلّ وقت وحين. يستمرّ العدوان على الشّعب الفلسطيني وتقاوم حركات المقاومة الإسلامية على راسها حركة حماس. وهناك بيان جديد لحركة حماس القائل: “تبادلنا بعض الأفكار مع الإخوة الوسطاء بهدف وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني”. هذا البيان هو عبارة عن بعض الخطوات على وقف العدوان على إخواننا الكرام في أقرب وقت بإذن الله تعالى.
الدعاء:
اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، يا ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، مَنْ ضَيَّقَ عَلَى عِبَادِكَ، ومَنَعَ مَسَاجِدَكَ أنْ يُصَلَّى فِيهَا القِيَامُ ويُذْكَرَ فِيهَا اسمُكَ فامْلَأْ قُلُوبَهُمْ خَوْفًا، وامْلَأْ نفُوسَهُم فَزَعًا، وضَيِّقْ علَيْهمُ الأَرْضَ بما رَحُبَتْ، وضَيِّقْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُم، وأَذِقْهُم فِي الدُّنْيَا الخِزْيَ والْهَوَانَ، وعَجِّلْ لَهُم الفَشَلَ والخُسْرَانَ، واجْعَلْهُمْ عِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَار. وَابْسُطْ رَحْمَتَكَ علَى الشُّرَفاءِ والحَرَائِرِ المحبُوسِين ظُلْمًا وعَجِّلْ فَرَجَهُم، وأَحْسِنْ خَلَاصَهُم، وَوَسِّعْ رِزْقَهُم، وَزِدْ إِيمَانَهُمْ وَعَظِّمْ يقِينَهُم، واقطَعْ كُلَّ يَدٍ تَمْتَدُّ بالسُّوءِ إلَيْهِمْ، وَرُدَّهُمْ سَالِمِينَ مَنْصُورِين، وصلّ على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين.