بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الخامسة لشهر ربيع الثاني بتأريخ 29/4/ 1446ه (1/11/ 2024م)
الموضوع: إغتنام مواسم الخيرات والأوقات الفاصلة
الْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالَمِين, نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى وَنَشْكُرُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ , ونَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إلَيْهِ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً ؛ أشْهَدُ أنْ لاَإلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , اللّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَعَلَى كُلِّ مَنِ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أمّا بعد ,
فَعِبادَ اللهِ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرّاً وَجَهْراً إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكافَة الْمَأْمُوراتِ وَالْمَنْهِيات وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة:2\21].
إن الله تعالى من واسع رحمته ولطفه بهذه الأمة اختار لها أزمنة محدودة، ومواسم معدودة يتسابقون فيها للطاعات، ويشمرون فيها عن ساعد الجد بالعمل الصالح الموصل إلى مرضاة الله جل جلاله؛ ليبلوهم أيهم أحسن عملاً، فينبغي على الإنسان أن يهيئ نفسه لهذه المواسم، فيغتنمها ولا يغفل عن العمل الصالح فيها حتى ينال رضا الله عز وجل ويكون من الفائزين.
وما من هذه المواسم الفاضلةُ موسمٌ إلا وللَّهِ تعالى فيه وظيفةٌ من وظائفِ طاعاتِهِ، يتقرَّبُ بها إليه، وللَّهِ فيه لطيفةٌ من لطائفِ نفحاتِهِ، يُصيبُ بها من يعودُ بفضلِهِ ورحمتِهِ عليه، فالسعيدُ من اغتنمَ مواسمَ الشهورِ والأيامِ والسَّاعاتِ، وتقرَّبَ فيها إلى مولاهُ بما فيها من وظائفِ الطَّاعاتِ، فعسى أن تصيبَهُ نفْحةٌ من تلكَ النَّفحاتِ، فيسعدُ بها سعادةً يأمَنُ بعدَها من النَّارِ وما فيه من اللَّفَحَاتِ). انظر تفسير ابن رجب الحنبلي (1/ 532).
قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عِنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [ آل عمران: 185 ].
وقال الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ }[هود: 106-108]
الناس في المواسم بين مقلٍ ومستكثرٍ
وأحوال الناس في مواسم الطاعات مختلفة متنوعة متفاوتة كتنوعهم وتفاوتهم في الأعمار والأرزاق، فمنهم مقل ومستكثر وشقي وسعيد، و “كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا”(2). (2) أخرجه مسلم(223) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه-.
والناس في مواسم الطاعات على صنفين:
فأما الصنف الأول: صنف علِم الغاية التي من أجلها خُلق، فعلم أنه لم يخلق ليأكل أو يشرب أو يلهو ويلعب أو يتمتع ويلبس، لكنه علم أن الله عز وجل خلقه لعبادته وطاعته كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
فهؤلاء أقوام امتلأت قلوبهم بمعرفة الله، وغمرت قلوبهم محبة الله وخشيته، ومراقبته وإجلاله، فَسَرَت المحبة في قلوبهم وأبدانهم، فلم يبق فيها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب، وقد أنساهم حبه ذكر غيره، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه.
فباتت أجسامهم على الفرش تتجافى عن مضجعه، وقلبه قد آوى إلى مولاه وحبيبه فآواه، وأسجده بين يديه خاضعاً خاشعاً، ذليلاً منكسراً من كل جهاته، فيا لها من سجدة، وما أشرفها من سجدة.
وهذا الصنف ذكر الله عز وجل بعض أوصافهم وما أعد الله لهم من حسن الجزاء، فقال سبحانه {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (15) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (16)يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (17) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (18) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (19) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا} [الواقعة 10 – 26]
وأما الصنف الآخر: فصنف غافل لاه ساه، لا يعرف قيمة وقته ولا عمره ولا يعرف حق رازقه وخالقه، فتجده مضيعًا لأوقاته في اللهو واللعب، تمر عليه الأيام والسنين فلا ينتبه ولا يعتبر ولا يشعر بقيمتها ولا بفضائلها، سبقت حظوظ نفسه وشهواته واجباته وحقوق ربه عليه، فخرج من دنياه بلا زاد فيا حسرته على ما فرط في حق نفسه وحق ربه، ويا حسرات من ضيع وقته وعمره فيما لا ينفع.
قال ابن القيم: “فالوقت منقض بذاته منصرم بنفسه فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته وعظم فواته واشتدت حسراته فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع وطلب الرجعى فحيل بينه وبين الاسترجاع وطلب تناول الفائت وكيف يرد الأمس في اليوم الجديد وأنى لهم التناوش من مكان بعيد ومنع مما يحبه ويرتضيه وعلم أن ما اقتناه ليس مما ينبغي للعاقل أن يقتنيه وحيل بينه وبين ما يشتهيه”). مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن القيم(3/ 50).
وإذا ورد العبد على ربه يوم القيامة تبين وتميز ربحه من خسرانه، وما بعد الموت إلا واحدة من اثنتين فإما أن يخلد في نعيم وإما أن يخلد في عذاب. ولذلك من تمام عدل الله ورحمته بخلقه أن بيَّن لهم أعمالهم، وأوضح لهم طريق الجنة وما يوصِل إليه، وأوضح لهم طريق النار وما يصرِف عنه، {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42]
الخطبة الثّانية
الوسائل المعينة على اغتنام مواسم الطاعات
الحمد لله وحده لا شريك له والصّلاة والسّلام على من لا نبيّ بعده،وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له،وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله. صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.
لا بد للمرء أن يأخذ بالأسباب التي تقربه من ربه تبارك وتعالى حتى يتوصل بها إلى مرضاته سبحانه، وهناك من الوسائل التي تعين على اغتنام مواسم وأوقات الطاعة والخير ومن جملة ذلك:
1-التوبة وكثرة الاستغفار:
وأول الأمور التي لابد أن يستقبل بها المرء مواسم الخير والطاعات أن يتوب وينوب إلى ربه تبارك وتعالى، ويعترف بتقصيره حتى يستقبل أوقات الطاعة بقلب خالٍ من الذنوب نقيٍ، فيكثر من الاستغفار، لأن العبد قد يحال بينه وبين العمل الصالح بسبب ذنوبه، ولقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يستفتح الصلاة التي هي أحب الأعمال إلى الله بقوله: ” اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَالثَّوْبِ الْأَبْيَضِ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ”. ومن أكبر المعوقات التي تحول بين العبد وطاعة ربه الذنوب والخطايا.
2-صدق النية لله تعالى:
ولا يعلم أحوال القلوب والنيات إلا الله، ومن توجه في طلب شيء إلى ربه بقلب صادق مخلص، وصدق عزيمة رُزق التوفيق والتيسير والإعانة من الله، وأعطاه الله تعالى ما تمناه، ومن صدق الله صدقه الله تعالى.
وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فآمن واتبعه، ثم قسم له النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: “مَا عَلَى هَذَا اتَّبَعْتُكَ، وَلَكِنِ اتَّبَعْتُكَ عَلَى أَنْ أُرْمَى هَاهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حَلْقِهِ بِسَهْمٍ، فَأَمُوتَ فَأَدْخُلَ الْجَنَّةَ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: إِنْ تَصْدُقِ اللَّهَ يَصْدُقْكَ”، فما لبثوا إلا قليلًا حتى قاتلوا فقتل وأصيب بسهم حيث أشار فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ” أَهُوَ هُوَ”، فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ: صَدَقَ اللَّهَ فَصَدَّقَهُ ثُمَّ كَفَّنَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي جُبَّةِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ قَدَّمَهُ فَصَلَّى عَلَيْهِ فَكَانَ مِمَّا ظَهَرَ مِنْ صَلاَتِهِ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ هَذَا عَبْدُكَ خَرَجَ مُهَاجِرًا فِي سَبِيلِكَ فَقُتِلَ شَهِيدًا أَنَا شَهِيدٌ عَلَيْهِ”). أخرجه النسائي في الكبرى(2091)، وصححه الألباني في الجامع الصغير (3756).
هذا حال رجل صادق في نيته لم يؤثر عنه أنه سجد لله سجدة واحدة، ومن صدق الله صدقه الله عز وجل.
3-استشعار قصر الأجل والعمُر:
لابد للمرء أن يستشعر في نفسه قصر أجله وقصر عمره، وإذا استقبل المرء مواسم الخير وهو قاصر الأمل يقول: لا أدري أعيش غدًا أم لا، فلا شك أن هذا من أعظم الأمور والأسباب المعينة على اغتنام مواسم الطاعات، والأنسان مهما طالت حياته وطال عمره لابد له في النهاية أن يموت، وليس بين المرء وأمر الآخرة إلا قبض روحه، والموت لا يدع صغيرًا لصغره ولا يدع كبيرًا لكبره، {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: 34]
لما علم الصالحون قصر العمر وحث الحادي سارعوا وطووا مراحل الليل مع النهار؛ اغتناماً للأوقات، فأصغ يا أخي! سمعك لنداء ربك، قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]، وبادر قبل طي صحيفتك، واحسر عن رأسك قناع الغافلين، وشمر للسباق غداً، فإن الدنيا ميدان المتسابقين، واعلم أننا خلقنا لنحيا في دار غرس غراسها الرحمن بيده). دروس الشيخ سيد حسين العفاني (9/ 7).
4-دعاء الله بالتوفيق إلي الخير:
لقد النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الدعاء بالخير ويسأل الله عز وجل دائمًا التوفيق والسداد والثبات، وفي الحديث عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَهَا هَذَا الدُّعَاءَ: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ، عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ”
وفي هذا الحديث: تنبيه على أن حقَّ العاقل أن يرغب إلى الله أن يعطيه من الخيور ما فيه مصلحته مما لا سبيل بنفسه إلى اكتسابه وأن يبذل جهده مستعينا بالله في اكتساب ما لَه كسبه نافقًا عاجلًا وآجلًا ومطلقًا وفي كل حال وفي كل زمان ومكان). وانظر فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي(2/ 161).
ومن وقف بباب ربه يسأله أن يفيض عليه من رحماته وفضله، فإنه الكريم سبحانه لا يرد من سأله، فقد تكفل الله جل جلاله أن يعطى كل سائل ما سأل وما طلب، وقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان يقول: ” إنّي لا أحمل همَّ الإجابة، ولكن همَّ الدعاء. فإذا أُلهِمتُ الدعاءَ فإنّ الإجابة معه.
فمَن أُلهمَ الدعاءَ فقد أريد به الإجابة، فإنّ الله سبحانه يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]
5-الاقتداء بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في المواسم:
وأولى الناس برحمات الله وهدايته وفضله من تأسى بكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فلا سبيل إلى التوفيق والسداد في مواسم الخير والطاعات إلا بالاقتداء بهدي الله وهدي نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وهذا هو السبيل الوحيد الفريد، والصراط المستقيم، الذي أمرنا الله جل جلاله به؛ {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} [النساء: 69، 70]
ومن أراد محبه الله تعالى ورضوانه فليتبع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يكون من هديه ونهجه وطريقته، وعلى هذا فلا يجوز لأحد أن يقيد نفسه أو غيره بعبادة من العبادات في أي وقت من الأوقات إلا بما شرعه الله عز وجل، أو شرعه نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ”
قال ابن رجب: “فمن تقرَّب إلى الله بعمل، لم يجعله الله ورسولُه قربة إلى الله، فعمله باطلٌ مردودٌ عليه” جامع العلوم والحكم لابن رجب(1/ 185).
الدعاء
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك، وألِّف بين قلوبهم، ووحِّد صفوفهم، ووفِّقهم لاتِّباع كتابك وسُنة نبيِّك، اللهم هيِّئ لنا الأسباب لتحرير المسجد الأقصى، واهْدِ المسلمين حُكَّامًا ومحكومين لإقامة شريعتك، ونصرة دينك.
اللهم عليك باليهود المعتدين، وبمن يعينهم من النصارى والمنافقين، اللهم انتقم منهم، وخالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين.إنك مجيب الدعوات وبالإجابة جدير والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.