ضرورة الإقتداء بالرسول في جميع مجالات الحياة 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى لشهر ذي القعدة بتأريخ 4 /11/ 1446ه 2/5/ 2025)

الموضوع: ضرورة الإقتداء بالرسول في جميع مجالات الحياة .

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد

عباد الله : فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

نتحدث اليوم عن ضرورة الإقتداء بالرسول في جميع مجالات الحياة وهي أحد المؤثرات الأساسية في مسار حياة الناس، ودافع مهم نحو التغيير والإصلاح، وعنصر مهم في إعداد الأجيال عبر الأزمان، وتكوينهم تكويناً علمياً وتربوياً، بما يؤهلهم لتحمل مسؤولية التكليف وأداء أمانة الاستخلاف وعمارة الأرض.

كان حري بالمؤمن المقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، والمتبع له أن يسلك المنهج السليم في الاقتداء به. ذلك أن المنهج الصحيح للاقتداء، يجعل الاتباع والاقتداء سليماً وموزوناً بميزان الشرع، لا غلو فيه ولا تفريط. وكم زلت أقدام وّأخطأت الطريق، لا بسبب النية والقصد، ولكن بمجانبة الصواب في المنهج والطريقة. ولذلك معرفة منهج الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، يقي السالك من الوقوع في المهالك.

أول خطوة في الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان به نبياً مرسلا من عند الله تعالى، وتصديقه فيما أتى به من شريعة وعقيدة وأخلاق، قال تعالى: “فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِى أَنزَلْنَا” (التغابن: 8) وهذا أمر صريح من الله تعالى بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وتصديقه فيما جاء به، وقد تتوعد الله تعالى مكذبي النبي والكافرين به بالعذاب الشديد يوم القيامة فقال تعالى: “وَمَن لَّمْ يؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا” (الفتح: 13). ولا يتم الإيمان به صلى الله عليه وسلم ألا بمعرفته حق المعرفة.

والرسول عليه الصلاة والسلام كان قدوة حسنة في مجالات الحياة المختلفة، ومن أهمها:

1 – أخلاقه في بيته:

لقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خلق النبي صلى الله عليه وسلم حين قالت: (كان خلقه القرآن)، فانبثق سائر أعماله عليه الصلاة والسلام من هذا الخلق العظيم الذي أشار إليه القرآن الكريم: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ” (القلم: 4)، وكان إظهار هذا الخلق واضحًا في بيته مع زوجاته وبناته، حيث كان يحدثهم بأطيب الكلمات وأرق التعابير، وكان يلاعبهم ويلاطفهم، ويدخل السرور إلى قلوبهم، ويعدل بينهم، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه)(البخاري ومسلم).

وتقول عنه أيضًا: كان بشرًا من البشر: يفْلي ثوبَه ويحلُبُ شاتَه ويخدُمُ نفسَه” (أخرجه أحمد وابن حبان)

يفعل هذا وهو نبي الأمة وقائدها، يريد أن يعلم أمته من بعده أن الإنسان مهما علا شأنه واسمه يجب عليه أن لا يتكبر ولا يتجبر، بل يحافظ على تواضعه وحلمه.

وكتب السيرة حافلة بمثل هذه الصفات الحميدة التي تميزت بها شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته بين أهله.

2 – أخلاقه مع الناس:

حيث كان عليه الصلاة والسلام على درجة رفيع من الخلق العظيم مع صحابته رضوان الله عليهم، فلم يكن يستعلى على أحد منهم، يقابلهم بالوجه الحسن المبتسم، ويكلمهم بأسلوب هادئ رزين، ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وكان يعامل الصحابة جميعًا معاملة واحدة، حتى يظن أحدهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعامل أحدًا بمثل ما يعامله من الرفق واللطف.

ثم إنه عليه الصلاة والسلام على يشاورهم في أمور الدعوة وفي الحروب، دون تمييز أو تفريق بينهم، عربًا كانوا أم عجمًا، فقد أخذ برأي سلمان الفارسي بحفر الخندق في غزوة الأحزاب، وجعل بلالاً مؤذنه الخاص وهو حبشي.

ويجب أن يلتفت الزعماء والمسؤولون والتجار والعلماء والموظفون وسائر الناس إلى هذا الخلق النبيل الذي اتصف به الرسول عليه الصلاة والسلام، ويجعلوه صفة دائمة في حياتهم مع الناس، فلا يتكبرون على عباد الله ولا يظلموهم ولا يغشوهم ولا يصعبوا أمورهم، فإن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني الاقتداء بأعماله كلها، حتى يطمئن الناس إلى بعضهم البعض، وتزداد ثقتهم ببعض، فيزول من المجتمع البغض والكراهية، ويحل الوئام والمودة.

3 – أخلاقه مع الصغار:

تروي لنا السيرة النبوية نماذج من أخلاقه مع الصغار والأطفال وعطفه وحنانه عليهم، فكان عليه الصلاة والسلام يلاعبهم ويمازحهم، وكان لا يغضب عليهم ولا يضربهم، حتى أحبه جميع الصبيان والأطفال، قالت عائشة رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤتي بالصبيان فيدعو لهم فأُتي بصبي فبال على ثوبه فدعا بماء فأتبعه إياه ولم يغسله)، وكان عليه الصلاة والسلام يلاعب زينب بنت أم سلمة وهو يقول: (يا زوينب..).

وإذا أصاب أحد هؤلاء الصغار مكروه، تجد الرسول عليه الصلاة والسلام يبكي عليهم ويحزن لمصابهم، فقد رآه مرة سعد بن عبادة رضي الله عنه وعيناه تفيض دموعًا، فقال رضي الله عنه: يا رسول الله، ما هذا؟ فيقول عليه الصلاة والسلام:هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء” (البخاري).

4 – أخلاقه مع أعدائه:

لقد أدهشت العالمَ معاملة رسول الله صلى الله عليه مع أعدائه وهو متمكّن منهم، فلم يظهر في التاريخ أرحم منه مع أعدائه رغم ما كان يلاقيه منهم من الأذى والعذاب والتشريد، فعندما فتحت مكة، ودانت للدين الجديد القبائل والوفود، وصار جميع الأعداء الذين كانوا يحاربونه بالأمس ويحاربون دعوته تحت يده وتصرفه، نادى فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم: “يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا أخ كريم وابن أخ كريم، قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء” (سيرة ابن هشام).

وعندما ذهب إلى الطائف لعله يجد من ينصره هناك، استقبله بنو ثقيف بالطرد ولحقه صبيانهم بالحجارة والشتائم، حتى أدميت قدماه، جاءه ملك الجبال وقال له: إن إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال عليه الصلاة والسلام: “بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا” (أخرجه البخاري ومسلم).

وما أحوج الناس إلى هذا الخُلق العظيم، في هذا العصر المتلاطم الأمواج، حيث حلّت الوحشية محل الرحمة، والرذيلة محل الفضيلة، والنفاق محل الصدق والإخلاص، وجميعها معاول هدم ودمار على العالم، والمشاهد المأساوية التي نعاينها على مدار الساعة، ما بين القتل والتشريد والحرمان والفقر في العالم هي من نتائج غياب هذه الأخلاق والقيم التي جاء بها رسول هذه الأمة عليه الصلاة والسلام.

المصدر: ينابيع تربوية.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

تعزية صادقة

بقلوب يعتصرها الألم، وعيون يغالبها الدمع والغم، ونفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا نبأ وفاة شيخنا ووالدنا الجليل البجيل الفضيل الأثيل، العالم العامل النابل، والمربي المصلح، عبد الرشيد هدية الله  رئيس المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا، مساء يوم الاثنين 28 أبريل 2025م، الموافق 29 شوال 1446ه  وقد أُقيمت صلاة الجنازة عليه ظهر يوم الثلاثاء 29 أبريل 2025م، في حرم كلية الشيخ ابن باز للشريعة بمدينة إيوو، ولاية أوسن – تغمده الله بشآبيب مغفراته وأهاضيب مرضاته وسكائب رحماته، وجعل ما قدمه للإسلام والمسلمين في ميزان حسناته.

لقد كان فقيدكم – وفقيدنا جميعًا – منارة علم، وعَلَم هدى، وركنًا من أركان الدعوة والشريعة في بلاد نيجيريا المباركة، بل كان بصبره وحكمته وحنكته، وصدقه وإخلاصه، مثالًا فذًّا للقيادة الراشدة، والعلم النافع، والعمل المثمر، ذاك الرجل الذي عاش للعلم، وقاد الأمة بحكمة، ورفع راية الشريعة في أرض نيجيريا بحزم ونور وبصيرة، فكان إمامًا في الفقه، وقدوة في الورع، وعَلَمًا في القيادة والدعوة والتعليم.

نسأل الله أن يخلفه في عقبه وأهله ومؤسساته ومشاريعه بالخلف الصالح، وأن يُجري عليه أجر علمه وعمله، ما تعلّم طالب، واهتدى سائل، ونهل من معينه ناشئ. عظّم الله ومن أجركم، وأحسن عزاءكم، وغفر لميتكم، وجعل الفردوس الأعلى مأواه.  

عباد الله  لقد شاع عبر فيسبوك وألسنة الناس خلال أسبوع الماضي أن الحاج أووكمغو في بلاد ييوا

 كان من عادته مساعدة بعض المسلمين علي أداء فريضة الحج سنويا مقابلة أخذ ثوب إحرامهم . ولآن لقدكشف الأمر الذي تولاه أنه كذب وافتراه اكتسبه لتشويه الإسلام والمسلمين . وهذه عادة من عادات أعداء الله ودينه وكم من مرة اكستبوا مثل هذا وما أمر الحجاب وبوكوحرام ببعيد ,

قال الله تعالي : (يريدون ليطفؤوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون )

الدعاء: اللهم أمنا في أوطاننا واحفظ إخواننا المجاهدين في كل بقعة وكن معهم ولا تكن عليهم وفرج المعتقلين منهم برحمتك يا أرحم الراحمين

Scroll to Top