وظائف شهر ذي الحجة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الرابعة لشهر ذي القعدة بتأريخ 25 /11/ 1446ه 23/5/ 2025)

الموضوع: وظائف شهر ذي الحجة .

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

أمّا بعد، فَعِبادَ اللهِ ! أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرّاً وَجَهْراً إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكافَة الْمَأْمُوراتِ وَالْمَنْهِيات وَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعالَى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة:2\21].

الاستعداد للعشر من ذي الحِجّة

تُعَدّ العَشر من ذي الحِجّة أيّاماً مباركة، وقد أقسم الله -تعالى- بها في قوله: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) للدلالة على فَضلها، ومكانتها بين سائر الأيّام؛ فكان لا بُدّ من الاستعداد لهذه الأيّام، والإكثار فيها من الأعمال الصالحة، والاستزادة من الحَسنات؛ لسدّ الخلل، وتكفير الذنوب الفائتة.

ويُعَدّ العمل الصالح في الأيّام العَشر من ذي الحِجّة أحبَّ إلى الله  تعالى من العمل في غيرها من الأيّام؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم-: ‌مَا ‌مِنْ ‌أَيَّامٍ ‌الْعَمَلُ ‌الصَّالِحُ ‌فِيهَا ‌أَحَبُّ ‌إِلَى ‌اللَّهِ ‌مِنْ ‌هَذِهِ ‌الْأَيَّامِ ‌يَعْنِي ‌أَيَّامَ ‌الْعَشْرِ ، ‌قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ

من الأعمال الصالحة التي يمكن للمسلم القيام بها في العشر من ذي الحِجّة ما يأتي:

1-الحِرص على أداء الصلوات المفروضة في المسجد

لقوله صلّى الله عليه وسلّم-: “مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ ورَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ له نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّما غَدَا أوْ رَاحَ” (رواه البخاري ومسلم)، واغتنام فرصة نَيل بيت في الجنّة؛ وذلك بصلاة اثنتَي عشرة ركعة تنفُّلاً؛ فقد قال رسول الله -صلّى الله

2-الحرص على قيام الليل

ولو بعَشر آيات من القرآن الكريم؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قامَ بعَشرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافِلينَ، ومَن قامَ بمئةِ آيةٍ كُتِبَ مِن القانِتينَ، ومَن قامَ بألْفِ آيةٍ كُتِبَ مِن المُقَنطِرينَ” (رواه أبو داود وغيره)

3-الحرص على الالتقاء بالصُّحبة الصالحة المُتحابّين في الله -تعالى

ومجالستهم؛ لذِكر الله -تعالى-، ودعائه، ومدارسة كتابه، والدعوة إليه؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ إنَّ مِن عبادِ اللهِ لَأُناسًا ما هم بأنبياءَ ولا شُهداءَ، يغبِطُهم الأنبياءُ والشُّهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم مِن اللهِ تعالى، قالوا: يا رسولَ اللهِ، تُخبِرُنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابُّوا برُوحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بَيْنَهم، ولا أموالٍ يتعاطَوْنَها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لَنُورٌ، وإنَّهم على نُورٍ، لا يخافونَ إذا خاف النَّاسُ، ولا يحزَنونَ إذا حزِن النَّاسُ، وقرَأ هذه الآيةَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (صحيح ابن حبان)

4-الحرص على صِلة الأرحام

وزيارة الأقارب والجيران؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللَّهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ” (مسلم)

5-الحرص على التصدُّق على الفقراء والمحتاجين

لِما في ذلك من بَثّ الفرح وإنعاشه في قلوبهم، الأمر الذي يُؤدّي إلى عموم رحمة الله -تعالى- على عباده، ورأفته بهم؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “الصَّدَقَةُ ‌تُطْفِئُ ‌غَضَبَ ‌الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ” (شعب الإيمان).

6-الإكثار من تلاوة القرآن الكريم

والسَّعي إلى إنهاء ختمة كاملة خلال هذه الأيّام، مع الحرص على تدبُّر وفَهم الآيات، وقراءة تفسيرها؛ فقد أشار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى فضل قراءة القرآن، وتعليمه بقوله: “أَفلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلى المَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِن كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ له مِن نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ له مِن ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ له مِن أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ” (صحيح مسلم)

7-الإكثار من الدُّعاء

قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ[٣٣] إذ إنّ الدعاء من العبادات العظيمة التي تُعين العبد على تحقيق، ونَيل كلّ ما يسعى إليه، أو يتمنّاه، مع الحرص على تحرّي أوقات الإجابة، كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وعند نزول المطر. وكذلك في يوم عرفة؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ” (رواه أبو داود والترمذي)

8-الحرص على الجلوس بعد صلاة الفجر

وذِكر الله -تعالى-، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء حتى الشروق، ثمّ صلاة ركعتَين ينال بهما أجر حجّة وعمرة تامّتَين قال صلّى الله عليه وسلّم-:من صلَّى الغداةَ في جماعةٍ ثم قعد يذكرُ اللهَ حتى تطلعَ الشمسُ ثم صلَّى ركعتيْنِ كانت لهُ كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ. قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: تَامَّةٍ، تَامَّةٍ، تَامَّةٍ” (رواه أبو داود والترمذي)

9-الإكثار من ذِكر الله -تعالى-، وترطيب اللسان به

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:”ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ” (رواه أحمد)، وهذه الأيّام فرصة عظيمة للمسلم الذي يريد تعويد لسانه على الذِّكر في كلّ وقتٍ، وحينٍ، والباقيات الصالحات هي أفضل الذِّكر؛ وهو قول: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.

تتعدد الأعمال الصالحة في ذي الحجة تبعاً لاختلاف الأيام، واختلاف حال الأفراد من حجيج وغيرهم، وفيما يأتي بيانٌ لأعمال شهر ذي الحِجّة:

1-الحَجّ

يُعَدّ الحجّ أحد الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام؛ وتجدر الإشارة إلى أنّ الفرض يسقط عن المُكلَّف بتأديته مرّة واحدة في العمر؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الحجُّ مرةٌ فمن زاد فهو تطوُّعٌ)، ويُؤدّى الحجّ في ستّة أيّام من شهر ذي الحِجّة.

2-الأضحية

هي ما يُذبَح يوم العيد من الأنعام؛ بُغية التقرُّب إلى الله -تعالى-؛ سواء كانت من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو المَعز، وهي سُنّة مُؤكَّدة فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُضَحِّي بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ويَضَعُ رِجْلَهُ علَى صَفْحَتِهِما ويَذْبَحُهُما بيَدِهِ). والسنة لمن أراد أن يضحي- إذا دخلت عشر ذي الحجة – أن لا يأخذ من شعره ولا من بشرته ، ولا من أظفاره شيئاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره  وفي روايةفلا يمس من شعره وبشره شيئاً وفي رواية : “حتى يضحي”

3-صلاة العيد

ثبتت مشروعيّة صلاة العيد في القرآن الكريم بقوله -تعالى-: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” (الكوثر 2) وأخرج البخاريّ في صحيحه عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “شَهِدْتُ العِيدَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، وعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ)،وبإجماع المسلمين. ويكمن فضل صلاة عيد الأضحى في كونها تُؤدّى في أعظم الأيّام عند الله -تعالى-؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحِجّة؛ قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ أعظمَ الأيامِ عندَ اللهِ تباركَ وتعالى يومُ النحرِ” (سنن أبي داود)

4-صيام الأيّام التِّسع من ذي الحِجّة

يُستحَبّ صيام الأيّام التِّسع الأولى من ذي الحِجّة؛ لِما جاء عن بعض أزواج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، إذ قُلن: (كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يصومُ تسعَ ذي الحجَّةِ” (رواه أحمد)،إلّا أنّ إشارة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إليها بالأيّام العَشر في قوله: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر)، هو من باب التغليب.

وقد أعطى -عليه الصلاة والسلام- صيام اليوم التاسع من ذي الحِجّة -يوم عرفة- عنايةً مخصوصة؛ فقال: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ” (مسلم)، وبذلك تجتمع فضيلة الصيام في هذه الأيّام مع فَضل صيام يوم في سبيل الله -تعالى-، والذي أشار إليه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بقوله: (من صامَ يومًا في سبيلِ اللَّهِ باعدَ اللَّهُ بذلِكَ اليومِ النَّارَ عن وجْهِهِ سبعينَ خريفًا” (رواه أحمد)

وهو فرصة عظيمة لتطهير النفس من ذنوبها، وبَدء حياة جديدة مع الله -تعالى وهذا لغير الحاج] أمّا الحاجّ فيكون مُقبِلاً على الدعاء، والتضرُّع، والذِّكر، فهو بحاجة إلى القوّة والطاقة، فكان صيام هذا اليوم غير مَسنون له.

5-التكبير في العَشر من ذي الحِجّة

مشروعيّة التكبير وصيغته: ثبتت مشروعيّة التكبير في العشر من ذي الحِجّة في العديد من النصوص الشرعيّة، ومنها قوله تعالى: (لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)، ولأنّه لم يَرد نصٌّ شرعيّ يُحدّد صيغته؛ فقد تعددت آراء العلماء في ذلك إلى ثلاثة أقوال، وهي كالآتي:

الأولى:  “اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً”، وقد ثبتت هذه الصيغة عن سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه-

الثانية:  “اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحمدُ”، وقد ثبتت هذه الصيغة عن ابن مسعود -رضي الله عنه-.

الثالثة:  “اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللهُ أَكْبَرُ كَبيراً، اللهُ أَكْبَرُ وأجَلُ، اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الحمدُ”، وقد ثبتت هذه الصيغة عن ابن عبّاس رضي الله عنه-

أقسام التكبير: ينقسم التكبير حسب وقته إلى قسمَين، وبيانهما فيما يأتي:

التكبير المُطلَق: وهو التكبير الذي يُستحَبّ في العَشر من ذي الحِجّة، وأيّام التشريق الثلاثة، وسُمِّي مُطلَقاً؛ لأنّه لا يتقيّد بوقت أو مكان مُعيَّن؛ إذ يُسَنّ في الصباح والمساء، وقبل الصلاة وبعدها، وفي المسجد والبيت، وغير ذلك من الأوقات والأماكن التي يجوز الذِّكر فيها، ويبدأ وقته بغروب شمس آخر يوم من أيّام شهر ذي القعدة إلى غروب شمس ثالث أيّام التشريق.

التكبير المُقيَّد: وهو التكبير الذي يكون وقته فقط بعد التسليم من الفريضة والاستغفار بعدها ثلاثاً؛ ولهذا سُمِّي مُقيَّداً، ووقت هذا التكبير في حَقّ الحاجّ يبدأ منذ ظهر اليوم العاشر من ذي الحِجّة إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيّام التشريق، أمّا غير الحاجّ فيبدأ بالتكبير منذ فجر يوم عرفة إلى غروب شمس ثالث أيّام التشريق.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أرسله ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.

الدين الحنيف وفطرة الله التي فطر الناس عليها

الفطرة هي النظام الذي أوجده الله في كل مخلوق ، والفطرة التي تخص نوع الإنسان هي ما خلقه الله عليه جسدا وعقلا ، قال تعالي : ‌فَأَقِمْ ‌وَجْهَكَ ‌لِلدِّينِ ‌حَنِيفاً ‌فِطْرَتَ ‌اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الرُّومِ: 30]

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة، قال: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فِيهَا مِن جَدْعَاءَ” أي كما تولد البهيمة من إبل أو بقر أو غنم كاملة جمعاء أي: بذيلها ، أي تولد كاملة ويعمد بعض الناس إلى قطع ذيلها وجدعه وهي الجدعاء ، و(تحسون) تدركون بالحس ، أي : حاسة البصر فجعل اليهودية والنصرانية مخالفة الفطرة ، أي : في تفاريعها .

وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه: «كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُ عَبْدِي حَلَالٌ ‌وَإِنِّي ‌خَلَقْتُ ‌عِبَادِي ‌حُنَفَاءَ (أي غير مشركين) ‌كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ فَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا» (رواه مسلم).

إشَاعَةٌ بحكم القتل عَلَى مُرْتَدَّة فِي زَمْفَارَا

عباد الله  لقد كثر في زماننا هذا نشر الشائعات، وترويج الأكاذيب، خصوصًا عبر الصحافة المغرضة ومنصات التواصل الاجتماعي. وآخر تلك الافتراءات ما نشره بعض الحاقدين على الإسلام من خبر كاذب مفاده أن امرأة تُدعى زينب محمد، قد حُكم عليها بالإعدام في ولاية زمفرا لأنها ارتدت عن الإسلام واعتنقت النصرانية. ومما يزيد من فظاعة الكذب أن الصورة التي استُخدمت في هذا الخبر الملفق ليست لامرأة نيجيرية أصلًا، بل تعود لامرأة تُدعى “آليا” من ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية!!

وهذا الخبر باطل لا أصل له، وقد ثبت بعد التحقيق أنه كذب وافتراء تناقلها وسائل الإعلام المأجورة التي تسعى لتشويه صورة الإسلام  والطعن في الشريعة الإسلامية، وعرقلة سبل تطبيقها في نيجيريا، لا سيما في الولايات الواقعة في الجنوب الغربي، حيث يطالب المسلمون الحكومة بإنشاء محاكم استئناف للشريعة، كما يجيزه الدستور الوطني. قال تعالى: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ ‌إِلَاّ ‌أَنْ ‌يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ (التوبة: 32)

والشريعة الإسلامية عدل كلها، تحافظ على الدين والنفس والنسب والعقل والمال والعرض

إخوة الإيمان لا يزال إخواننا المسلمون في فلسطين يعانون ما يعانون من الهجمات الوحشية، والقتل والتخريب، والإرهاب والتخويف، والتضييق والحصار والتجويع حتى منعوا الأطعمة والأشربة من الدخول؟!

الدعاء : اللهم أنزل باليهود نقمتك يا رب العالمين، اللهم عليك بهم دمرهم تدميراً، قوض دولتهم، ودمر اقتصادهم، واشدد وطأتك عليهم، اللهم عاجلهم بعذاب من عندك، وائتهم من حيث لا يحتسبون. اللّهمّ ارحم المستضعفين من المؤمنين في كلّ مكان وعليك بالكفرة والملحدين الّذين يصدّون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين. اللّهم آت نفوسنا تقواها وزكّها أنت خير من زكاها،أنت وليّها ومولاها.اللّهمّ اجعل خير أعمالنا أواخره وخير أعمالنا خواتمه وخير أيّمنا يوم نلقاك فيه  يأرحم الرّاحمين. وأتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار وصلّ وسلّم على نبيّنا ممحمّد وعلى أهله وصحبه أجمعين.

Scroll to Top