السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الثالثة لشهر ذي الحجة: بتاريخ 17/12/1446هـ (13 مايو 2025م)

السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامي

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي نزَّل الفرقان على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ونزَّل مِثْلَه مَعه، ليكون للعالمين نذيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه على ملته وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

أما بعد:

        فاتقوا الله تعالى –يا عباد الله – واعلموا أن التقوى ليست بصيام النهار وقيام الليل ثم التخليط بينهما، إنما التقوى مخافة الله والقيام بأمره واجتناب محارمه، { وَمَن ‌يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ} (سورة النور 52).

       أيها الإخوة المسلمون، إنَّ مِنَ النَّاس من يُقَلِّل مِنْ مَنْزِلَةِ السُّنة النبوية فى قلوب المسلمين، ومنهم مَنْ يُشَكِّكُ فيها، وكما نَشْهَدُ تَطَاوُلاً مُتَكرِّرا على نبينا  محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلى سنته الشريفة المباركة، وهذا أمر خطير يجب الانتباه له والتحذير منه، لأن السنة النبوية مصْدرٌ أساسٌ  من مصادر التشريع، ويجب على كل مسلم أن يسمع ويطيع للسنة الصحيحة كما يسمع ويطيع لكتاب الله، قال تعالي { ‌مَن ‌يُطِعِ ‌ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ} (سورة النساء 80)، ومن أجل ذلك جعلنا عنوان  هذه الخطبة: ” السنة ومكانتها فى التشريع الإسلامي

          عباد الله الكرام، إن للسنةِ النبويةِ مكانةً عظيمةً فى التشريع الإسلامي  إذ هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، والتطبيق العملي لما جاء به، وهي الكاشفةُ لِغَوامضه، الْمُجلِيَّةُ لِمعانيه، الشارحةُ لِألْفاظِه ومَبانِيه، وإذا كان القرآن قد وضعَ القواعدَ والأُسُسَ العامَّةَ للتشريعِ والأحكامِ، فإن السنة قد عُنِيَتْ بتفصيل هذه القواعد، وبيان تلك الأُسسِ، فإنه لا يمكن للدِّين أن يكتملَ ولا للشريعة أن تَتِمَّ إلاَّ بأَخْذِ السنةِ جَنْبًا إلى جَنْبٍ مع القرآن، وبهذا المعنى فإن السنة هي وحْيٌ من الله تعالى إلى نبيه الكريم لقوله تعالى: { وَمَا ‌يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ * إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٌ يُوحَىٰ} (سورة النجم 3-4

وقوله تعالى { وَأَنزَلَ ‌ٱللَّهُ ‌عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ } (سورة النساء 113) قال ابن كثير: ” وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَالْحِكْمَةُ، وَهِيَ السُّنَّةُ “، وقال عليه الصلاة والسلام: (( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ)) (رواه أبو داود وأحمد). ومعنى السنة: ” هي ما ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ- صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – من قولٍ أو فعلٍ أو تقريرٍ أو صفةِ خَلْقِيَّةٍ أو خُلُقِيَّةٍ أو سِيرةٍ، سواء كان قبل البعثة أو بعدها “. ولقد أمرنا الله تعالى باتباع سنة نبيه فى كتابه الكريم وأمر بتعظيمها وتوقيرها والتسليم لها وبالعمل بها و أمر باتباعه صلى الله عليه وسلم فيما يأمر به وينهى عنه، فقال: { وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ ‌فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ} (سورة الحشر 7). وقد قرن الله تعالى طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بطاعته، فقال: { ‌وَأَطِيعُواْ ‌ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (آل عمران 132). وأمرنا بالاستجابة  لما يدعونا إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-  فقال: { يَـٰٓأَيُّهَا ‌ٱلَّذِينَ ‌ءَامَنُواْ ‌ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡ} (سورة الأنفال 24) ، وقد بين القرآن الكريم أن طاعة الرسول -صلي الله عليه وسلم- هي فى الحقيقة طاعة لله تعالي فقال سبحانه: {  ‌مَن ‌يُطِعِ ‌ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَ} (سورة النساء 80). ومن علامات صدق محبة العبد لله اتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: { قُلۡ ‌إِن ‌كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(سورة آل عمران 31)، وحذَّرنا القرآنُ من مخالفة أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال الله تعالى:{ فَلۡيَحۡذَرِ ‌ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة النور 63). ولم يُبِحِ الْقُرآنُ الكريم لأحد من المؤمنين أن يخالف حكم الرسول صلى الله عليه وسلم أو أمره، فقال تعالى: { ‌وَمَا ‌كَانَ ‌لِمُؤۡمِنٍ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلاً مُّبِينًا } (سورة الأحزاب 36).

         للسنة النبوية المطهرة  أهمية -عباد الله الكرام-  وهي أنها اسقلت بأحكام وتشريعات لم ترد فى القرآن الكريم، ((أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ)) (رواه أبو داود)، ومن أمثلة ذلك: تحريم لحوم الحمر الأهلية وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير، وتحريم استعمال أواني الذهب والفضة على الرجال والنساء، وغير ذلك.

       أيها المسلمون، قَدْ يَبَّن عليه الصلاة والسلام أنه أُوحِيَ إليه القرآنُ وغيرُه، وأنَّ ما بَيَّنَهُ وشَرَعَهُ مِنَ الأحْكامِ فإنّما هُو بِتَشْريعِ الله تعالى لَهُ، وأنَّ العملَ بالسُّنَّةِ عَمَلٌ بالْقرآنِ الكريمِ، وأنَّ طاعتَه طاعةٌ لِلَّهِ تعالى، ومَعْصِيَتَهُ معصيةٌ لِلَّهِ عزَّ وجلَّ، وعَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ معْدِ يكَرِبَ الْكِنْدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ، أَلَّا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ )) (رواه ابن ماجه وصححه الألباني)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ )) (رواه أحمد)، وعنه أيضا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: (( مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى ))، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بالتمسك بسنته، وأخذ الشعائر والمناسك عنه، فقال عليه الصلاة والسلام: ((تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) (انظر: صحيح الجامع الصغير 3/ 39) ،  وقوله: ((صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي)) (رواه الشافعي فى الأم وابن حبان فى صحيحه)  وقوله: ((خذوا عني مناسككم)) (رواه ابن ماجه وأحمد) وكما أمرنا باستماع حديثه وحفظه وتبليغه إلى من لم يسمعه،وقال: ((نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَأَدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرِ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ)) (رواه أحمد)، وينهى عن الكذب عليه، ويتوعد من فعل ذلك بأشد الوعيد، وقال: (( إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)) (رواه البخاري)

       واعلموا -أيها المستمعون الكرام- أنَّ لِلْسُنَّةِ جَواً رُوحِيًّا: إنَّها تهذيبٌ للنَّفس، وتربيةٌ للرُّوح وسُموٌّ بالأخلاق، – وصَلَّى اللهُ على من قال: (( إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلَاقِ )) (حديث صحيح: أخرجه أحمد في المسند، البخاري في الأدب المفرد)

ومن أجلِ ذلك كلِّه كان نشرُ السُنَّةِ واجباً دينياً، وعملاً اجتماعياً كريماً، وواجباً وطنياً حتمياً، وإصلاحاً أخلاقياً سامياً.

 بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بما فيهما، أقولُ هذا القول، وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العلمين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآله وأصحابه أجمعين.

{ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌ٱتَّقُواْ ‌ٱللَّهَ ‌حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (سورة آل عمران 102)

        إخوة الإيمان: انْصرَمَ عيدٌ وجاء عيدٌ يتجَدَّدُ الزمانُ وتبدَّلُ الأيَّامُ وحَالُ المسلمين ليس على ما يُرَامُ، الأضاحي تُذْبَحُ لله فى كل سَنةٍ يومًا، ودِماءُ الشُّهداءِ فى اللهِ تَنْزِفُ دَوْمًا، ولم تَتوَقَّفْ يوْمًا، فما بالُ المسلمين اسْتَغْرقُوا نَوْمًا، مَنْ لِلأيامَى واليتامَى… من لِغَزَّة عَوْنًا ؟ مَنْ للأقْصى والْقدس نصرةً؟ مَنْ يَدْفَعُ اليهودَ؟ مَنْ يَسْتَعِيدُ كرامةَ الإنسانِ؟ نحن مَقْهُورُونَ، نحنُ مَحْرُومُون، نحنُ مَسْجُونُون، نحن مُنْتهَكُون، بل نحن مُسْتعْبَدُون، فأين الَحَلُّ وأين التَّحْرِيرُ؟

والحل –عباد الله الكرام- هو التَّضْحِيَةُ والتَفَانِي: وهي إحدى الدروس الرئيسية التي نَتَعلَّمُها من مدرسة عيد الأضحى المبارك، ونبي الله إبراهيم عليه السلام كان  على استعدادٍ لتضحية ابنه الوحيد من أجل طاعة الله، والتضحية بما هي بذْلٌ للنَّفْس أو المال أو الوقت فى مقابل غايةٍ أسْمى ومَقْصَدُ أعْظَم، رجاءَ ثَوابِ اللهِ وابْتِغَاءَ رِضْوانِه، إنها الفِداءُ والإيثارُ والعطاءُ والجهادُ فى سبيل الله،  لِتحْقِيق الوُجُودِ الْمُشَرِّفِ وحياةِ الكرامةِ والاستقلالِ والحُرِيَّةِ، ومَهْمَا كان الثَّمَنُ بَاهِظًا فى سبيل الوصول إلى هذه الغايات، فلا بد من التضحية، فلا بد من الجهاد ، وليس المطلوب اليوم ذبح الأبناء، ولكن التضحية بالمال والوقت فى سبيل نصرة الحق، وإسعاد الآخر، وبذل الجهد والوسع فى التخفيف عن الناس، وتفريج الكَرْبِ عنْهُمْ.

والمجاهدون فى فلسطين قد فَهِمُوا هذا، وارْتَسَمُوا هذا المعنى العظيمَ، فقَدَّمُوا للأمَّةِ الإسلاميةِ فى عملية طوفان الأقصى دَرْسًا فى عِلْمِ الصُّمُودِ، ودَرْسًا فى معنى الوُجودِ، ودرْسًا فى مُواجَهَة الصَّلِيبِينَ واليهود، ودرسا فى معنى الحياة الحقيقية، حياة الجهاد فى سبيل الله، المقاتلُ فيها حَيٌّ، والمقتول فيها حَيٌّ.

ومن الدروس المستفادة من عيد الأضحي: الإيمان والثقة بالله نرى كيف أظهر إبراهيم عليه السلام إيمانَه القويَّ وثِقَّتَه بالله، هذا يُعَلِّمُنا أنَّ الإيمانَ والثِّقَّة بالله هما السبيل لتحقيق النجاح والسعادة فى الحياة. ويُذَكِّرُنا عيدُ الأضحى بأهمية العطاء والسخاء من خلال تقديم الأضحية وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، نتعلم قيمة المساعدة والتعاطف مع الآخرين.

الدعاء: اللهم اجعلنا من أتباع نبيك حقا وصدقا، القائمين بسنته وشريعته وأوردنا  حوضه واسقنا شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وانصر المسلمين المستضعفين فى كل مكان. اللهم غياث المستغيثين ظهير لاجئين نصير المستضعفين انصر إخوننا أهل فلسطين، وفرج كربتهم، وارفع عنهم البلاء واخذل أعدائهم، وأيدهم بنصرك وبجنودك وبملائكتك، وبالمؤمنين. اللهم إنا نسألك الأمن والسلام فى بلدنا هذا وفى بلاد المسلمين. يا أرحم الراحمين.

Scroll to Top