بسم الله الرّحمن الرّحيم
الخطبة الرّابعَة لشهر الله المحرّم بتأريخ 23/1/1447هـــــ-18/7/2025م
حول: فَضْل الصَّبْرِ في مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّياتِ الْمُعَاصِرَة
الخطبة الأولى
الْحَمْدُ للهِ ربِّ الْعَالَمِيْنَ الْقائلِ فِي كتابهِ العزيز: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة:2/155-157], نحمده سبحانه وتعالى ونشكره ونؤمن به ونتوكّل عليّ, إنّه من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي الله, وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ مُحمّداً عبدُهُ ورسُولُهُ بَلَّغ الرِّسَالَة وأدَّى الأمَانَة ونصح للأمّة وكشف اللهُ بِهِ الغُمَّة وجاهَدَ فِي سَبِيلِ رَبِّهِ حَقَّ جِهَادِهِ. اللهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وصحبِهِ وَكُلِّ مَنْ سَلَكَ مَسْلَكَهُ وَتَمَسَّكَ بِسُنَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْجَزَاء.
أَمّا بَعْد,
فَيَا عِبَادَ اللهِ, أوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, سِرًّا وَجَهْراً, إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَنْشُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَاتِ, طِبْقًا لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:2/21].
إِخْوَةَ الإيمان, هَذَا هُوَ اللِّقَاءُ الرَّابِعُ مِنْ شَهْرِ اللهِ الْمُحَرَّمِ, وَمَوْضُوعُ خًطْبَتِنَا الْيَوْمَ يَدُورُ حَوْلَ: فَضْل الصَّبْرِ في مُوَاجَهَةِ التَّحَدِّياتِ الْمُعَاصِرَة.
إخْوَةَ الْإِسلام, إن الصبر ضرورة من ضروريات الحياة، فلا بد لكل إنسان في هذه الحياة من الصبر لتحصيل أسباب المعيشة وخوض غمارها، وقد خلق الله الإنسان ليكابد الحياة وصعوبتها وآلامها، ومن يتأمل حال المتفوقين الناجحين يرى أنهم وصلوا إلى تحقيق أمنياتهم وأهدافهم بالصبر والجد والاجتهاد والمصابرة، وإن من أعظم الثمار التي يجنيها المسلم من الصبر والتحمل والمصابرة تكفير السيئات ومغفرة الذنوب، ومحو الخطايا ودخول الجنان، ومما يعين المسلم على الصبر، وتحمل البلاء أن ينظر إلى جزاء الصابرين، وما أعد الله لهم من الكرامة في جنات النعيم.
مكانة الصبر في القرآن والسنة:
إن الصبر من أبرز الأخلاق القرآنية التي عني بها الكتاب العزيز في سوره المكية والمدنية وهو أكثر خلق تكرر ذكره في القرآن الكريم، يقول الإمام الغزالي في كتاب (الصبر والشكر)، من ربع المنجيات، من كتابه إحياء علوم الدين، ذكر الله تعالى الصبر في القرآن في نيف وسبعين موضعاً، وينقل العلامة ابن القيم في مدارج السالكين عن الإمام أحمد قوله: الصبر في القرآن في نحو تسعين موضعاً، ولا نعلم شيئاً ذكره الله تعالى هذا العدد إلا الصبر، وترجع عناية القرآن البالغة بالصبر إلى ماله من قيمة كبيرة دينية وخلقية، فليس هو من الفضائل الثانوية أو المكملة، بل هو ضرورة لازمة للإنسان ليرقى مادياً ومعنوياً، ويسعد فردياً واجتماعياً، فلا ينتصر دين، ولا تنهض الدنيا إلا بالصبر، فالصبر ضرورة دنيوية كما هو ضرورة دينية، فلا نجاح في الدنيا، ولا فلاح في الآخرة إلا بالصبر” (القرضاوي، الصبر في القرآن، صـ 12ـ 7).
وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق حوله وصدورها منه، وهو خلقٌ كريمٌ يعين الإنسان على تحمّل المصاعب الحياتية اليومية؛ حيث إنّه لا تكاد تخلو حياة إنسان من الامتحانات والأزمات والمشاكل، وإذا كان هذا شأن الصبر مع كل الناس، فأهل الإيمان أشد الناس حاجة إليه لأنهم يتعرضون للبلاء والأذى والفتن، قال تعالى: (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) [العنكبوت:29/1-3]، وقال: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:2/214]، وكان التأكيد أشد في قوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران:3/186](ندا أبو أحمد، فضائل الصبر في القرآن الكريم، موقع الألوكة، 2023م).
“والحق تبارك وتعالى قرن الصبر بمقامات الإيمان وأركان الإسلام وقيمه ومثله العليا، فقرنه بالصلاة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ) [البقرة:2/45]وقرنه بالأعمال الصالحة عموماً (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [هود:11/11]، وجعله قرين التقوى (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ) [يوسف:12/90]، وقرين الشكر (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) [لقمان:31/31]، وقرين الحق (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:103/3]، وقرين المرحمة (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) [البد:90/17]، وقرين اليقين (لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:32/24]، وقرين التوكل (نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [العنكبوت:29/58-59]، وقرين التسبيح والاستغفار (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)[غافر:40/55]، وقرنه بالجهاد (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين)، وإيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل:16/96] وهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر، ولولا الإطالة لاسترسلنا في ذكر تلك الفضائل والمنازل” (فضل الصبر، موقع إسلام سؤال وجواب، 2006م).
الصبر في السنّة المطهّرة:
وإن قدوتنا في هذا الخلق الرفيع وهذا الصرح المنيع هو رسولنا المكرم وأسوتنا المعظم-صلّى الله عليه وسلّم، فقد تحمل وصبر من أجل هداية الناس إلى الحق، واستعذب الْمُرَّ واستسهل الصّعْبَ، وتحمل أنواعاً من البلاء وأصنافاً من الضراء، حتى وصفه ربه بأنه ذو خلق عظيم، وهذه طائفة عطرة من أقوال المصطفى صلى الله عليه وسلم في فضيلة الصبر والصابرين:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر”. [رواه البخاري ومسلم]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من يرد الله به خيرًا يُصِبْ منه” أي يصيبه ببلاء. [رواه البخاري ومالك]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من مصيبة تصيب المؤمن إلاَّ كفَّر الله بها عنه حتى الشوكة يُشَاكُها”. [رواه البخاري ومسلم].
جزاء الصابرين وفضل الصبر في هذا الزمان:
وعد الله -تعالى- عباده الصابرين بالأُجور العظيمة، والكثير من البِشارات، ومن هذه البِشارات التي جاءت في القُرآن الكريم قوله -تعالى- واصفاً أجرهم: ((أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ))؛ فقد وعدهم الله بالصلاة عليهم؛ وبالمغفرة والرأفة، وذكرها الله بصيغة الجَمع؛ للدلالة على الكَثرة، كما وعدهم بالرحمة من خلال إزالته لآثار المُصيبة أو تعويضهم خيراً منها، إلى جانب أنّه وعدهم بهدايتهم إلى ما يُريدون من أُمور الدُّنيا والآخرة، كما أنّ الله -تعالى- يُضاعف للصابر أجرَه مرَّتَين، ويوم القيامة يُبشّره بالجنّة من غير حساب؛ لقوله -تعالى: ((إِنَّما يُوفَّى الصَّابِرون أجْرَهُمّ بِغيْرِ حِسابٍ))، والصبر يُوجِب وجود مَعيّة الله -تعالى- للعبد، جاء رجل إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- يسأله عن الإيمان فقال له: ((الصَّبرُ و السَّماحَةُ))، ويُؤيّدُ الله تعالى الصابرين بنصره، إضافة إلى أنّ الصبر علامة تدُلّ على صِدق العبد؛ وأنّ الذي يصبر على البلاء، ويصبر عن الحرام يستحقّ أن يُشمَل برحمة الله تعالى ومَدحه، والصبر على المكاره والشهوات سبب لدخول الجنّة، والابتعاد عن النار، كما أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- بيّن أنّ المؤمن الصابر في خير دائماً؛ ففي حالة السرّاء يشكر، وفي حالة الضرّاء يصبر، قال -عليه الصلاة والسلام-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)، وأهل الصبر يكون لهم الفوز والنجاة، قال تعالى: (إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ)، ويُعَدّ الرضى والتسليم لله تعالى من علامات الصبر؛ وذلك سبب لهداية القلب ورقّته” (حنين محمد، جزاء الصابرين، موقع موضوع، 2021).
والجنة إذن لابد لها من ثمن، وهي سلعة غالية، فلا مفر من الثمن، وقد دفعه أصحاب الدعوات من قبل، فلابد أن يدفعه إخوانهم من بعد، وهذا هو ثمن الجنة، الصبر على البأساء تصيب الأموال، والضراء تصيب الأبدان، والزلزلة تصيب النفوس، ولابد أن يبلغ هذا الزلزال النفسي من الشدة إلى حد يقول عنده الرسول والذين آمنوا معه: متى نصر الله؟” (القرضاوي، سابق، ص15).
فالصابر له العاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة، أو له الجنة والكرامة في الآخرة إذا صبر على تقوى الله سبحانه وطاعته، وصبر على ما ابتلي به من شظف العيش والفاقة والفقر والمرض ونحو ذلك كما قال الله سبحانه: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) إلى أن قال سبحانه: ((وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) [البقرة:177]، والصبر والتقوى عاقبتهما حميدة في جميع الأحوال، قال تعالى في حق المؤمنين مع عدوهم: ((وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)) [آل عمران:120][1]” (ابن باز، مجموع الفتاوي، 6/ 470).
الخطبة الثّانية:
الحمد لله ربّ العالمين, القائل في كتابه العزيز:(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:3/185], نحمده سبحانه وتعالى ونشكره, ونؤمن به ونتوكّل عليه, ونصلّي ونسلّم على خير خلقه سيّدنا مولانا محمّد وعلى آله وصحبه والتّابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدّين.
أمّا بَعد، فيا عباد الله, الموت كأسٌ, الكُلُّ ذَائِقُه, طَوْعًا وَكرْهًا. والْمَوْتُ هُوَ الْحَقِيقَةُ الْأَبَدِيّة الَّتِي لَا مَفَرَّ مِنْهَا والّتِي كُلُّ الْكَائِنَات الحية, سوى رب العالمين الذي هو الحي الذي لا يموت أبدًا. إنّه انتقال من الحياة الدنيا إلى حياة الآخرة, وهو نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى. في الإسلام, يُنظَرُ إلى الموت على أنّه انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء, ومن دار العمل إلى دار الجزاء.
إخوة الإيمان, إنّه ليست من الأخبار الجديدة لدى النيجيريين وفاة رئيس نيجيريا سابقاً, رئيس محمّد بخاري -رحمه الله رحمة واسعة. وملك بلاد إجيبو الحاج ذكر كايودي أديتونا, أوُجَالَي لبلاد إجيبُو. في وفاتهما عبرة لأولي الألباب. إنجازات رئيس بخاري لم يقتصر على كونه رئيسا لنيجيريا وقضى عهدين كرئيس منتخب ديموقراطي بل تجاوز ذلك. إنّه قائد عسكري منضبظ, وإنّه رجل الدّولة, جسّد النزاهة والكرامة الهادئة. وقد ميّز التزامه الراسخ بمكافحة الفساد, وتركيزه على تطوير البنية التحتية, وتفانيه الراسخ في خدمة الأمن القومي.وما إلى ذلك من إنجازاته. ومع كلّ هذا المدح, إنّه بشر يخطي ويصيب نسأل الله تعالى أن يغفر الله خطاياه ويرحمه رحمة واسعا. وأسكنه فسيح جناتك مع الذين أنعمت عليهم….
وفي مفاجأة صادمة, شهد اليوم نفسه الذي رحل فيه الرئيس بخاري, وفاة أمير بلاد إيجيبو, ملك ذكر أديتونا, الملك الذي غيّر حكمه الذي امتدّ 65 عامًا وجه بلادي إيجيبُو من خلال النهضة الثقافية وتنمية المجتمع والارتقاء التعليمي. وقد أظهر تأسيسه لكرسي ملك ذكر أديتونا للأستاذية في الحكومة بجامعة أولابيسي أونابانجو بولاية أوغن. وممّا أعجب الجميع أنّه مع مكانته الملكية في بلاد يوربا لم يشرك بالله وكتب في وصيته أن يُدفن على الشريعة الإسلامية،
وفي عام 2020، قاد جلالة الملك جهودًا تشريعية أدت إلى تقديم مشروع قانون “تنصيب وطقوس دفن الحكام التقليديين” لعام 2020، والذي تم رعايته في مجلس نواب ولاية أوغون. وكان الهدف من هذا المشروع هو تمكين الحكام التقليديين من أن يُدفنوا وفقًا لمعتقداتهم الدينية الشخصية. ومع هذا الزجر القانوني حضر بعض المشركين جنازته في زيّهم الشركي فطُرِدوا تنفيذاً. فبهذه الفعالية الفاذة البالغة قد سنَّ سنةً لتغيير المنكر في المجتمع.
ونوصي بإقامة صلاة الغائب عليهما بعد الجمعة آخذا بأحد قولي العلماء في القضية كمذهب الشافعي وأحمد في ظاهر مذهبه، خاصة إذا كان الغائب له شأن في الإسلام كالنجاشي رحمه الله وكذلك إمام عدل وخير وعلماء الحق ودعاة الهدى وإن ذهب الحنفية والمالكية إلى عدم مشروعيتها، اللهم اغفر لهما وارحمهما وعافهما واعف عنهما. وأسكنهما فسيح جناتك مع الأبرار.
الدعاء: اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وخطايانا، وإسرافنا على أنفسنا، وأنت أعلم بذنوبنا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، واجعلنا من أهل الجنة، ونَجِّنا من النار. برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الكُفر والكافرين، اللهم إنَّا نَدْرَأُ بك في نُحُورِهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، اللهم ألف بين قلوب المسلمين على الحق، اللهم اجْعَلْ لِلشَّعْبِ الْفَلَسْطِينَي النُّصْرَةَ والْعِزَّةَ والْغَلَبَةَ والقُوّة والْهَيْبَة والرُّعْبَ فى قلوب أعدائهم وأعدائنا. اللهمَّ اشْفِ جَرْحَاهُمْ واطْلِقْ أَسْرَاهُمْ. وفَرِّجْ الحِصارَ عنهم، اللهم ارفع كَرْبَهُمْ، واكْشِفْ ضُّرَّهم، اللهم انصر مُجَاهِدِيهِمْ بِقُوَّتِك َوَبِجُنُودِك يا ربَّ العالمين. اللهم آمنا فى أوطاننا، وأصلح اللهم ولاة أمورنا، ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، يا أرحم الراحمين ويا رب العالمين.