فرقة الشيعة وأصل نشأتها وكفيّة تفريقهم لصفوف المسلمين

بسم الله الرّحمان الرّحيم

الخطبة الأولى لشهر ربيع الأوّل بتأريخ 5 ربيع الأوّل 1447هـ (29\8\2022م)

فرقة الشيعة وأصل نشأتها وكفيّة تفريقهم لصفوف المسلمين

الخطبة الأولى

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، وَمَنْ يضْلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ” (آل عمران: 102) “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” (النساء: 1) ، “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا” (الأحزاب: 70-71) أما بعدُ:

إخوة معاشر المسلمينَ: لقد منَّ الله علينا إذا هدانا لدينه القويم من بين أمم الأرض الذين أضلهم، واختار لنا أوسط فرق الإسلام، وخير الطرق التي توصل إليه، وهي طريق السنة والجماعة؛ بينما ضلَّت فِرَقٌ كثيرةٌ عن جادَّة الصواب، وعن سبيل الرشاد، ومن بين هذه الفرق التي ضلت عن طريق الحق، وانتهجت سبل الغواية فرقة الرافضة، الشيعة الاثنا عشرية,ولذلك تتركز خطبتنا اليوم على فرقة الشيعة وأصل نشأتها وكفيّة تفريقهم لصفوف المسلمين.

عباد الله المستمعون الكرام ! الشيعة في اللغة : الأتباع والأنصار ، وسميّت هذه الفرقة شيعة ؛ لأنهم غَلو في علي رضي الله عنه فمنهم من قدًّمه على سائر الصحابة في الفضل والخلافة ، ومنهم من عبده مع الله – تبارك وتعالى – ، ومنهم من اعتقد فيه اعتقادات لا تليق إلا بالله – سبحانه وتعالى . وهم ثلاث فرق كل فرقة تنقسم إلى فرق كثيرة :

الفرقة الأولى ؛ الغالية : سمي أهلها بهذا الاسم ؛ لأنهم تجاوزوا الحدّ في علي ابن أبي طالب وآل بيته ، وقالوا فيه قولاً عظيماً ، أعظم من قول الرافضة و الزيدية وهم خمس عشرة فرقة ، قاله أبو الحسن الأشعري في ” مقالات الإسلاميين ” (ص25) من عقائدهم ؛ يعتقدون أن شريعة إمامهم محمد بن إسماعيل ناسخة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم (الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية) ومنها أنّهم يؤمنون بالتقية والسريّة ويطبُّقونها في الفترات التي تشتدّ عليهم فيها الأحداث  قال المفيد في كتابه ” (تصحيح الاعتقاد -ص115) وكما أنّ الدين عندهم له ظاهر وباطن. ويفسرون القرآن بتفسيرات تدل على الزندقة والإلحاد. يقول الغزالي عنهم : المنقول عنهم الإباحة المطلقة ورفع الحجاب واستباحة المحظورات واستحلالها ، وإنكار الشرائع، إلا أنهم بأجمعهم ينكرون ذلك إذا نسب إليهم “

ومنهم النصيرية ( العلويون ) الّذين أتباعوا محمد بن نصير البصري النميري ( ت 270هـ) . سموا نصيريّة نسبة إليه ، وهم من الفرق الباطنية ، الغلاة الذين يقولون إن عليّاً إله ، وهم يتشهّدون : “أشهد أن لا إله إلا حيدرة الأنزع البطين ولا حجاب عليه إلا محمد الصادق الأمين ولا طريق إليه إلا سلمان ذو القوة المتين (الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية –  3/513  ) والصّلاة عندهم عبارة عن خمسة أسماء هي : علي وحسن وحسين ومحسن وفاطمة .

الفرقة الثّانية؛ الرافضة: اختلف أهل العلم في سبب تسميتهم ” رافضة” ؛ فقيل لأنهم رفضوا زيد بن علي بن الحسين عندما رفض التبرّؤ من أبي يكر وعمر ، وقيل : لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر .

ويقال لهم : الإماميّة ؛ لقولهم : إن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على استخلاف علي بن أبي طالب من بعده . وهم أربع وعشرون فرقة ؛ على قول أبي الحسن الأشعري في ” مقالات الإسلاميين ” (ص33 – العصرية ).وأعظمها في هذا الزمان  الاثنا عشريّة ( الجعفريّة ) : وهم الذين يزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم نصَّ على إمامة علي بن أبي طالب ، واستخلفه بعده بعينه واسمه ، وأن عليّاً نصّ على إمامة ابنه الحسن بن علي ، وهكذا إلى أن سمّوا اثني عشر إماماً من أولاد علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – آخرهم محمد بن الحسن العسكري الذي دخل السرداب ، وينتظرون خروجه ، وهو المهدي المنتظر عندهم .

من عقائدهم :

أ. تحريف القرآن الكريم .

ب. تكفير الصحابة إلا قليلاً منهم .

ج. رمي عائشة بالزنا .

د. تكفير المسلمين إلا الشيعة .

هـ. عصمة الأئمة الاثني عشر ، وتفضيلهم على الأنبياء ، والغلوّ فيهم حتى عبدوهم مع الله .

و. جمهورهم يجوِّزون على الله البداء ، وهو أن يظهر له الشيء بعد أن خفي عليه (الحقيقة الشرعيّة في بيان كفر الشيعة الإماميّة وبيان عقيدة حسن نصر الله وحركة حزب الله اللبنانية) .

الفرقة الثالثة ؛ الزيدية  : ينتسبون إلى زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب ، فقد تمسّكوا به وناصروه عند خروجه على بني أميّة وخذلان الرافضة له ؛ كما فعلوا بجدِّه الحسين بن علي – رضي الله عنه – من قبل . وهم فرق (مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ص. 68 -83.)

فمن عقائدهم :

أ. أجمعوا على تفضيل علي على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى أنه ليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم أفضل منه .

ب. يقولون بقول الخوارج بتخليد أصحاب الكبائر في النار .

ج. يقولون في الأسماء والصفات بقول المعتزلة .

د. يجوِّزون الخروج على أئمة الجور ، ولا يصلّون خلف فاجر ، ولا يرون الصلاة إلا خلف من ليس بفاسق .

هـ. وهم كالرافضة والصوفية من عبّاد القبور .

و. يبغضون ويلعنون معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – ، واختلفوا في أبي بكر وعمر ؛ بعضهم يتولاهما ، والبعض الآخر يتبرّأ منهما .

عباد الله المستمعون الكرام! هذه ما يسع المقام لذكرها من انحرافات الفرقة الشيعة.فما من أصنافها يعقل الانتساب إليه على رغم ما بمبادئ الحنفيّة السمحة التي جاء بها رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). فهم يقولون أنّ الله أخذ ميثاق الخلائق ومواثيق الأنبياء والرسل بالإقرار له سبحانه بالوحدانيّة ولمحمّد بالنبوّة ولعليّ بالولاية، ففي الحديث القدسي -عندهم- :”أنّ الله جلّ جلاله قال : لا أقبل عمل عامل منهم إلاّ بالإقرار بولايته  مع نبوّة أحمد رسولى… فبعزّتي حلفت وبجلالي أقسمت أنّه لا يتولّى عليّا عبدٌ من عبادي إلاّ  زحرفته عن النّار وأدخلته الجنّة،ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته إلاّ أبغضته وأدخلته النّار وبئس المصير” -من كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى ص.61

ومن مفترياتهم -عباد الله الكرام-أنّهم يزعمون أنّ الشيعي الاثنا عشري مغفورة ذنوبه مستورة عيوبه مهما فعل من الأعمال فهم الفائزون يوم القيامة. فقد ذكر الصدوق عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)لعليّ (رضي الله عنه):”يا عليّ أنت و شيعتك هم الفائزون يوم القيامة …يا عليّ إنّ شيعتك مغفور لهم على ما كان منهم من ذنوب وعيوب.. يا عليّ شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله” (الأمالي ص.23) كما ذكره الشيخ عبد الله محمد السلفي في كتابه “الشيعة الاثنا عشريّة وتكفيرهم لعموم المسلمين”

وكيف لا يتعصّب الإنسان المسلم بصحابي على حساب وعلى رغم ما للغير من كبار الصحابة بقبول مثل هذا  القول  ؟ وبالعكس يرمون بالطعن بل بالويلات على أمثال أبي بكر وعمر وعائشة (رضوان الله عليهم جميعا ) مع ما وردت عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) عن كلّ واحد من المزايا وعنهم جميعا من المنازل مثل قوله (صلّى الله عليه وسلّم) “لا تستبّوا أصحابي فلو أنّ أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه” (متّفق عليه) كما زجّر صريحا أيضا :”إذا رأيتم الّذين يسبّون أصحابي فقولوا : لعنة الله على شركهم ” (الترمذي)

فهم مصداق أقواله تعالى عن المؤمنين المتّقين المحسنين في القرآن الكريم .

اللهم ارض عن أبي بكر وعمر وعثمان وعن الصحابة أجمعين وعن التّابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدّين.وأرنا الحقّ حقّا وأن يرزقنا اتّباعه ويرينا الباطلا باطلا ويرزقنا اجتنابه.

الخطبة الثّانية

الحمد لله ربّ العالمين والعاقبة للمتّقين ولا عدوان إلاّ على الظّالمين والصّلاةوالسلام على أشرف المرسلين سيّدنا محمد الذي نصره ربّه عبدا وأعزّ جنده وأهزم الأحزاب له وحده.

أمّا بعد؛ عباد الله المستمعون الكرام! قال الله تعالى في محكم تنزيله عمّا يقوم به الأعداء ولن يزالوا يقومون ويخطّطون لإقلاع دين الله والبشرية من جذور إن استطاعوا ويأبى الله إلاّ أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون : ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةَ ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ” (الأنفال:36)

عباد الله ؛إنّ حرب اسرائيل الصهيوني على أصبح ما يرى حربا على البشريّة عامة وعلى المسلمين خاصة فارتقى الأمر يتعدى إلى مسلمي الدول الأخري فيما يعمّ الدّول العربيّة على الإطلاق، فما بالكم بالدول أقلية المسلمين ؟ فالدليل الحيّ على ذلك هو ما حدث حديثا حيث اعتقلت وكالة الأمن النيجيرية زعيم الجالية الفلسطينية (أبو إبراهيم) في أبوجا في الأسبوع الماضي تابعا لتأكيد نيجيريا ودولة إسرائيل التزامهما بتعميق التعاون في مجال الأمن وخاصة لمواجهة الإرهابيين كما يدّعون. فمن الإرهايّون في سجلاتهم يا ترى ؟ !

حذار حذار ! عبادالله ولا سيّما كبار العلماء وهيئات الجمعيات الإسلامِيّة  أَن يقوموا  ضدّ هذه الخطوة نحو تدميرنا نحن المسلمين من قبل دعاتنا السنيّين.

نسأل الله العظيم أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يرفع راية الدين.

 الدعاء

 اللهم  أعز الإسلام وانصر المسلمين وأذلّ الشرك والمشركين ،  اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهل القدس وكل فلسطين وانصر إخواننا فى فلسطين واجعل النصرة والعزة والغلبة والقوة والهبية، واشف مرضاهم، وتقبل شهدائهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم انصر المجاهدين المرابطين فى سبيلك فى فلسطين نصرا عزيزا عاجلا، وانصر فصائل المقومة الفلسطينية  وثبت أقدامهم، وارزقهم الثبات والنصر والتمكين وسائر المسلمين اللهم رد إلينا فلسطين والمسجد الأقصى ردا جميلا اللهم هذا لا يخفى عليك وضعفنا ظاهر بين يديك فانصرنا بنصرك واغفر لنا ذنوبنا واستر عيوبنا يا أرحم الراحمين ولا تؤاخذنا بما فعلنا  اللهم إنا نسألك الأمن  والأمان والطمأنينة والسلام فى بلدنا هذا وفى بلاد المسلمين. اللهم آمين.

Scroll to Top