الإسلام والدعوة إلى الأمن والسلامة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الخطبة الأولي لشهر ربيع الثاني بتأريخ 11 ربيع الثاني 1447ه  الموافق ب‍‍‍‍ 3\10\2025م

حَوْلَ: الْإِسْلَامُ وَالدَّعْوَةُ إِلَى الْأَمْنِ وَالسَّلَامَةِ

الْخُطْبَةُ الْأُولَى

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَنَشْكُرُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ، وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ. مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَعَلَى كُلِّ مَنِ اتَّبَعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ،

فَعِبَادَ اللَّهِ، أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي الْمُقَصِّرَةَ أَوَّلًا بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِرًّا وَجَهْرًا، إِذْ هِيَ الْغَايَةُ الْمَقْصُودَةُ مِنْ جَمِيعِ الطَّاعَاتِ وَكَافَّةِ الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 21].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، إِنَّ الْإِسْلَامَ دِينُ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ، هٰذِهِ حَقِيقَةٌ وَاضِحَةٌ لَا شَكَّ فِيهَا. وَهُوَ دِينُ الْحُرِّيَّةِ وَالْمُسَاوَاةِ وَالْإِخَاءِ، قَبْلَ أَنْ تَرْتَفِعَ هٰذِهِ الشِّعَارَاتُ فِي أَيِّ بُقْعَةٍ مِنْ بُقَاعِ الْأَرْضِ. وَقَدِ اسْتَطَاعَ بِجَنَاحَيْنِ مِنَ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ أَنْ يَنْشُرَ فِكْرَتَهُ فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، وَرَفْرَفَتْ أَلْوِيَتُهُ عَلَى مَشَارِقِ الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا، وَامْتَدَّ الْإِسْلَامُ عَبْرَ جَبَلِ طَارِقٍ إِلَى إِسْبَانْيَا، وَنَشَرَ أَلْوِيَتَهُ عَلَى جَنُوبِ فَرَنْسَا وَإِيطَالْيَا وَسُهُولِ لَمْبَارْدِيَا وَشَتَّى أَرْجَاءِ أُورُوبَّا، وَتَدَفَّقَتْ أَمْوَاجُهُ الْمُتَتَابِعَةُ عَبْرَ آسِيَا وَإِفْرِيقِيَا. وَهُوَ فِي هٰذَا الِانْتِشَارِ الْعَظِيمِ وَهٰذَا الِامْتِدَادِ الْفَسِيحِ، لَا يُؤْمِنُ بِسِيَاسَةِ الْقَهْرِ وَالسَّطْوِ، وَاسْتِلَابِ الْحُرُمَاتِ، إِنَّمَا يُؤْمِنُ إِيمَانًا عَمِيقًا بِضَرُورَةِ نَشْرِ الْأَمْنِ بَيْنَ النَّاسِ، وَيَسْعَى فِي تَحْقِيقِ السَّلَامِ، مَا اسْتَطَاعَ إِلَى ذٰلِكَ سَبِيلًا. فَجَاءَ فِي الْقُرْآنِ: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الْأَنْعَامِ: 82]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا ﴾ [الْبَقَرَةِ: 125]. وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ﴾ [النُّورِ: 55].

تَحِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ:

وَقَدْ جَعَلَ الْإِسْلَامُ السَّلَامَ تَحِيَّةً مُتَعَارَفَةً بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا حَيَّا الْمُسْلِمُ مُسْلِمًا قَالَ لَهُ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. وَكَمَا جَعَلَ الْإِسْلَامُ التَّحِيَّةَ الَّتِي تُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ: ﴿سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾ [الرَّعْدِ: 24]. وَجَعَلَ تَحِيَّةَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ﴾ [الْأَحْزَابِ: 44].

وَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ تَكْرِيمًا لِأَهْلِ الْجَنَّةِ الصَّالِحِينَ، وَعِبَادِهِ الْأَبْرَارِ: ﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾ [الزُّمَرِ: 73]. وَأَيْضًا: ﴿ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴾ [ق: 34].

وَأَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى عِبَادَهُ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى النَّبِيِّ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الْأَحْزَابِ: 56]. وَيُكَرِّرُ ذٰلِكَ فِي ثَنَايَا الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ ﴾ [الصَّافَّاتِ: 79]، ﴿ سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ [الصَّافَّاتِ: 109]، وَهَكَذَا. وَفِي سُورَةِ مَرْيَمَ يَقُولُ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مَرْيَمَ: 33].

أَمَّا لَيْلَةُ الْقَدْرِ الْعَظِيمَةُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ الْكَرِيمِ، وَالَّتِي نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ عَلَى مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْأَمِينِ، فَقَدْ خَصَّهَا اللَّهُ تَعَالَى بِالسَّلَامِ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ الْعَزِيزِ: ﴿ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [الْقَدْرِ: 5].

وَيُرَدِّدُ الْمُسْلِمُونَ فِي كُلِّ صَلَاةٍ لَفْظَةَ السَّلَامِ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً، وَهَذِهِ آيَةٌ وَاضِحَةٌ، وَدَلِيلٌ نَاصِعٌ عَلَى حُبِّ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّلَامِ وَتَعَلُّقِهِمْ بِأَهْدَابِهِ، وَاعْتِزَازِهِمْ بِهِ، وَحِرْصِهِمْ عَلَيْهِ، وَذَوْدِهِمْ عَنْهُ.

وَفِي الْكِتَابِ: الْأَمْنُ وَالسَّلَامُ فِي الْإِسْلَامِ لِمُؤَلِّفِهِ الدُّكْتُورِ جَمَالِ الدِّينِ الرَّمَادِيِّ، نَتَعَرَّفُ عَبْرَ مِائَةِ صَفْحَةٍ إِلَى قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ لِكَفَالَةِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ فِي دَاخِلِ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ وَخَارِجِهَا، بِمَا وَضَعَهُ مِنْ نُظُمٍ وَشَرَائِعَ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى حَيَاةِ النَّاسِ، وَأَرْوَاحِهِمْ، وَأَمْلَاكِهِمْ، وَشَرَفِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ، حَيْثُ وَضَعَ الْحُدُودَ وَبَيَّنَهَا، كَمَا أَوْضَحَ الْفُقَهَاءُ وُجُوهَ التَّعْزِيرِ، لِمُؤَاخَذَةِ الْمُذْنِبِ، وَمُعَاقَبَةِ الْمُتَّهَمِ، وَالضَّرْبِ عَلَى أَيْدِي الْعَابِثِينَ بِالنِّظَامِ الْعَامِّ، الْمُسْتَهِينِينَ بِالشَّرَائِعِ الْإِسْلَامِيَّةِ الَّتِي يَتَحَقَّقُ مِنْهَا سَعَادَةُ الْبَشَرِ وَاسْتِقْرَارُ الْبِلَادِ وَتَطَوُّرُهَا.

حِفْظُ الْأَمْنِ الدُّوَلِيِّ:

لَقَدْ وَضَعَ الْإِسْلَامُ قَوَاعِدَ سَلِيمَةً لِحِفْظِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ الْخَارِجِيِّ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَجِيرَانِهِمْ أَوْ غَيْرِهِمْ مِنَ الْبِلَادِ وَرَعَايَاهَا، مِمَّا يُعْتَبَرُ قَانُونًا دُوَلِيًّا رَشِيدًا، وَنِظَامًا عَالَمِيًّا سَدِيدًا يَدْرَأُ الْحُرُوبَ، وَيَمْنَعُ الْمُنَازَعَاتِ وَالتَّوَتُّرَ الدُّوَلِيَّ، وَيَكْفُلُ الْأَمْنَ وَالسَّلَامَ بَيْنَ الدُّوَلِ جَمِيعًا.

وَهَكَذَا يُؤَكِّدُ الْمُؤَلِّفُ أَنَّ الْإِسْلَامَ كَانَ وَلَا يَزَالُ دِينَ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ، وَالسَّكِينَةِ وَالصَّفَاءِ، وَالْمَوَدَّةِ وَالْإِخَاءِ، وَلَمْ يَكُنْ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ دِينَ حَرْبٍ أَوْ نِزَالٍ أَوْ مُشَاحَنَةٍ وَبَغْضَاءَ، فَهُوَ فِي لَفْظَةٍ أَوْ كَلِمَتِهِ مُشْتَقٌّ مِنْ مَادَّةٍ وَاحِدَةٍ مَعَ السَّلَامِ.

كَمَا يَتَحَدَّثُ عَنِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ الْخَارِجِيِّ فَيَقُولُ: إِنَّ الْإِسْلَامَ حَضَّ عَلَى تَأْمِينِ الدَّعْوَةِ وَالدِّفَاعِ عَنْهَا ضِدَّ مَنْ يَقِفُ فِي سَبِيلِهَا حَتَّى لَا يَخْشَى مَنْ يُرِيدُ الدُّخُولَ فِي الْإِسْلَامِ الْفِتْنَةَ عَنْ دِينِهِ، بَيْدَ أَنَّهُ لَمْ يَنْصَحْ بِالِاعْتِدَاءِ. فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾ [الْبَقَرَةِ: 190]. وَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ: «تَأَلَّفُوا النَّاسَ، وَتَأَنَّوْا بِهِمْ، وَلَا تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ حَتَّى تَدْعُوهُمْ».

وَتَرَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ عَاهَدَ أَهْلَ الْحِيرَةِ عَلَى الصُّلْحِ مِنْ دُونِ تَعَنُّتٍ أَوْ ظُلْمٍ، وَمِنْ دُونِ اسْتِبْدَادٍ أَوْ بَطْشٍ، وَمِنْ دُونِ تَحَكُّمِ الْقَوِيِّ فِي الضَّعِيفِ، أَوْ سَيْطَرَةِ الْمَنْصُورِ عَلَى الْمَخْذُولِ.

وَيَذْكُرُ التَّارِيخُ كَذٰلِكَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا يُعَوِّضُونَ النَّاسَ عَنِ الضَّرَرِ الَّذِي يَلْحَقُهُمْ خَطَأً مِنَ الْمُسْلِمِينَ، مِثْلَمَا فَعَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَمَا أَمَرَ بِتَعْوِيضِ الذِّمِّيِّ الَّذِي اشْتَكَى إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ قَطَعُوا عِنَبًا مِنْ كُرُومِهِ أَثْنَاءَ فَتْحِ الشَّامِ.

وَعِنْدَمَا فَتَحَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَادِلُ الْحَازِمُ الشَّامَ، صَالَحَ أَهْلَ إِيلِيَاءَ، وَأَمَّنَ أَهْلَهَا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَكَنَائِسِهِمْ وَصُلْبَانِهِمْ، وَأَعْطَاهُمْ عَهْدًا بِذَلِكَ. فَالشَّرِيعَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ تَقْضِي بِأَنْ يُحَافِظَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِ مِيثَاقِ عَدَمِ الْاعْتِدَاءِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ رَعَايَا دَوْلَةٍ غَيْرِ إِسْلَامِيَّةٍ، وَلَا يَلْجَأُوا إِلَى وَسَائِلِ نَقْضِ الْمَوَاثِيقِ وَالِاسْتِخْفَافِ بِالْمَبَادِئِ أَوِ التَّحَايُلِ فِي تَفْسِيرِ النُّصُوصِ بِشَتَّى الذَّرَائِعِ كَمَا تَفْعَلُ الْحُكُومَاتُ الْحَدِيثَةُ.

حُقُوقُ الْأَجَانِبِ:

وَيَسْرُدُ الرَّمَادِيُّ مِنَ التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ وَقَائِعَ وَمَوَاقِفَ وَأَحْدَاثًا عَنْ حُقُوقِ الْأَجَانِبِ فِي الْبِلَادِ، وَالَّتِي تَنْقَسِمُ إِلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ، مِنْهَا بَرَزَتْ مَبَادِئُ الْقَانُونِ الدُّوَلِيِّ، وَالَّتِي تُبَيِّنُ أَنَّ السَّلَامَ هُوَ جَوْهَرُ الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾﴿ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾

وَعَنْ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ، نَجِدُ أَنَّ ثَانِي الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ أَدْخَلَ نِظَامَ الْعَسَسِ، وَفِي عَهْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نُظِّمَتِ الشُّرْطَةُ وَأُطْلِقَ عَلَى رَئِيسِهَا صَاحِبُ الشُّرْطَةِ، وَقَدِ اسْتَحْدَثَ الْمُسْلِمُونَ كَثِيرًا مِنَ النُّظُمِ الْإِدَارِيَّةِ مِثْلَ نِظَامِ الشُّرْطَةِ، وَالْمُحْتَسِبِ، وَالْقَضَاءِ، وَمَحْكَمَةِ الْمَظَالِمِ، لِحِفْظِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ فِي رُبُوعِ الْبِلَادِ. وَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَيُبَاشِرُ الْحُكْمَ فِيمَا يَشْجُرُ بَيْنَ أُمَّتِهِ مِنْ خِلَافٍ، ثُمَّ اسْتَعَانَ بِالصَّفْوَةِ الْمُخْتَارَةِ مِنْ صَحْبِهِ لِلْقَضَاءِ بَيْنَ النَّاسِ. قَالَ الْخَلِيفَةُ الْعَادِلُ عُمَرُ: “إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ وَالتَّأَذِّيَ بِالنَّاسِ عِنْدَ الْخُصُومَةِ وَالتَّنَكُّرَ عِنْدَ الْخُصُومَاتِ”.

إِذًا، لَقَدْ كَفَلَ الْإِسْلَامُ لِلنَّاسِ الْحُصُولَ عَلَى حُقُوقِهِمْ غَيْرَ مَنْقُوصَةٍ بِمُقْتَضَى الشَّرِيعَةِ الَّتِي هَيَّأَتِ الْوَسَائِلَ لِفَضِّ الْمُنَازَعَاتِ وَالْفَصْلِ فِي الْقَضَايَا، مُسْتَهْدِفًا دَائِمًا الْحَقَّ وَمَحْوَ الظُّلْمِ لِنَشْرِ الْأَمْنِ وَالسَّلَامِ، الَّذِي تَحْرِصُ الْمُنَظَّمَاتُ الدُّوَلِيَّةُ الْحَدِيثَةُ عَلَى تَدْعِيمِهِ وَنَشْرِهِ. فَالْإِسْلَامُ اسْتَنْكَرَ وَحَرَّمَ اسْتِخْدَامَ السِّلَاحِ مِنْ دُونِ وَجْهٍ مِنْ وُجُوهِ الْحَقِّ، أَوِ الدِّفَاعِ عَنِ النَّفْسِ. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا». صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِنُصْرَةِ الْمَظْلُومِ، وَوَعَدَ الْفَرَجَ لِعِبَادِهِ الصَّابِرِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

نيجيريا في الخامسة والستين: الحاجة إلى تأمل عميق.

إِنَّ الذِّكْرَى الْخَامِسَةَ وَالسِّتِّينَ لِاسْتِقْلَالِ نِيجِيرِيَا تَأْتِي فِي وَقْتٍ يَبْدُو فِيهِ أَنَّ الْعَقْلَانِيَّةَ وَالنِّظَامَ الْعَالَمِيَّ فِي مِحَكٍّ، وَالْإِنْسَانِيَّةُ عِنْدَ مُفْتَرَقِ طُرُقٍ. فَقَدْ شَهِدَ النِّظَامُ الِاجْتِمَاعِيُّ وَالسِّيَاسِيُّ وَالِاقْتِصَادِيُّ الْعَالَمِيُّ تَغْيِيرَاتٍ غَيْرَ مَسْبُوقَةٍ، مَعَ تَأَثُّرِ التَّوَجُّهَاتِ الْوَطَنِيَّةِ بِتَأْثِيرَاتٍ مُتَسَارِعَةٍ. وَنِيجِيرِيَا لَهَا نَصِيبُهَا الْعَادِلُ مِنْ هٰذَا الْعَالَمِ الْمُتَغَيِّرِ كَمَا يَنْعَكِسُ فِي حَيَاتِنَا الْوَطَنِيَّةِ، وَهٰذَا يَدْعُو إِلَى تَأَمُّلٍ عَمِيقٍ.

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، نَقِفُ الْيَوْمَ فِي ذِكْرَى عَزِيزَةٍ عَلَى قُلُوبِنَا، وَهِيَ مُرُورُ خَمْسٍ وَسِتِّينَ سَنَةً عَلَى اسْتِقْلَالِ بِلَادِنَا نِيجِيرِيَا، ذٰلِكَ الاسْتِقْلَالُ الَّذِي مَثَّلَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ فِي تَارِيخِنَا، حَيْثُ تَحَرَّرْنَا مِنْ نِيرِ الاسْتِعْمَارِ، وَأَصْبَحْنَا نَمْلِكُ قَرَارَنَا وَسِيَادَتَنَا بَيْنَ الأُمَمِ. وَلَقَدْ مَرَّتْ بِلَادُنَا مُنْذُ ذٰلِكَ الْيَوْمِ بِمَرَاحِلَ مُتَعَدِّدَةٍ، جَمَعَتْ بَيْنَ الْإِنْجَازَاتِ وَالتَّحَدِّيَاتِ.

فَمِنْ إِنْجَازَاتِنَا: النَّهْضَةُ فِي التَّعْلِيمِ وَازْدِيَادُ الْوَعْيِ الدِّينِيِّ، وَتَطَوُّرُ الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ، وَتَوَسُّعُ الْعُمْرَانِ، وَازْدِهَارُ الْجَامِعَاتِ وَالْمَعَاهِدِ، وَالِاعْتِنَاءُ بِالزِّرَاعَةِ وَالأَمْنِ الْغِذَائِيِّ، وَبِدَايَاتُ الْمَشَارِيعِ فِي الطَّاقَةِ وَالْكَهْرَبَاءِ، وَجُهُودٌ فِي مُكَافَحَةِ الْفَسَادِ وَتَعْزِيزِ الأَمْنِ. وَكُلُّ ذٰلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا، فَلَهُ الْحَمْدُ وَالشُّكْرُ.

غَيْرَ أَنَّهُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ، مَا زَالَتْ أَمَامَنَا تَحَدِّيَاتٌ كَبِيرَةٌ؛ فَالْفَسَادُ الْإِدَارِيُّ، وَانْتِشَارُ الْبَطَالَةِ، وَتَرَاجُعُ الْقِيَمِ، وَضَعْفُ الْخِدْمَاتِ فِي التَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ، وَغَلَاءُ الْأَسْعَارِ، وَمُشْكِلَةُ الْكَهْرَبَاءِ، وَالتَّحَدِّيَاتُ الأَمْنِيَّةُ مِنْ إِرْهَابٍ وَاخْتِطَافٍ – كُلُّهَا أُمُورٌ تَحْتَاجُ مِنَّا وَقْفَةً صَادِقَةً وتَأَمُّلاً عَمِيقًا وَتَعَاوُنًا مُخْلِصًا. إِنَّنَا– عِبَادَ اللَّهِ – لَا نُوَاجِهُ التَّحَدِّيَاتِ بِالتَّذَمُّرِ وَالْيَأْسِ، وَلَكِنْ بِالْعَمَلِ الْجَادِّ وَالتَّكَافُلِ وَالْإِخْلَاصِ، كُلٌّ فِي مَوْقِعِهِ، وَكُلٌّ بِحَسَبِ اسْتِطَاعَتِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

فَلْنَكُنْ – أَيُّهَا الْأَحِبَّةُ – بُنَاةً لِلْوَطَنِ، نُصْلِحُ مَا اسْتَطَعْنَا، وَنَجْعَلُ مِنْ إِنْجَازَاتِنَا دَافِعًا لِمَزِيدٍ مِنَ الْبِنَاءِ، وَمِنْ تَحَدِّيَاتِنَا بَاعِثًا عَلَى الْعَزِيمَةِ وَالْجِدِّ، حَتَّى نَنْهَضَ بِلَادَنَا إِلَى الْمَكَانَةِ الَّتِي تَلِيقُ بِهَا، تَحْتَ رَايَةِ الْعَدْلِ وَالْإِيمَانِ.

وَاعْلَمُوا – رَحِمَكُمُ اللَّهُ – أَنَّ اسْتِقْلَالَ الْوَطَنِ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ، لَا يَكُونُ شُكْرُهَا بِاللِّسَانِ فَقَطْ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْإِصْلَاحِ، وَالْحِرْصِ عَلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ وَنَبْذِ الْفِتَنِ، وَالْبُعْدِ عَنِ الظُّلْمِ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ» (رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

وَلْنَعْلَمْ أَنَّ قُوَّةَ الْأُمَمِ فِي وَحْدَتِهَا، فَإِذَا اجْتَمَعَتْ انْتَصَرَتْ، وَإِذَا تَفَرَّقَتْ تَمَزَّقَتْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، إِنَّ مِنْ وَاجِبِنَا فِي هٰذِهِ الذِّكْرَى أَنْ نَتَذَكَّرَ مَسْؤُولِيَّتَنَا جَمِيعًا فِي بِنَاءِ هٰذَا الْوَطَنِ الْعَظِيمِ، فَلَا يَكْفِي أَنْ نَنْتَظِرَ مِنَ الْحُكُومَةِ أَنْ تُصْلِحَ كُلَّ شَيْءٍ، بَلِ الْوَاجِبُ عَلَى كُلِّ فَرْدٍ أَنْ يَكُونَ إِيجَابِيًّا، مُصْلِحًا فِي بَيْتِهِ، فِي مُجْتَمَعِهِ، فِي عَمَلِهِ، وَفِي مَدْرَسَتِه، وفي مسجده. وَكَذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نَعْلَمَ أَنَّ قُوَّةَ الْأُمَمِ فِي وَحْدَتِهَا؛ فَإِذَا تَفَرَّقَتْ تَمَزَّقَتْ، وَإِذَا اجْتَمَعَتْ انْتَصَرَتْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

خِتَامًا، لَقَدْ شَهِدَ الْعَالَمُ مُؤَخَّرًا أَعْمَالَ الدَّوْرَةِ الثَّمَانِينَ لِلْجَمْعِيَّةِ الْعَامَّةِ لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ، حَيْثُ تَجَدَّدَتِ الْمُطَالَبَاتُ بِالِاعْتِرَافِ بِدَوْلَةِ فِلَسْطِين، وَبَرَزَتْ أَصْوَاتٌ تُنَادِي بِإِنْهَاءِ الِاحْتِلَالِ وَرَفْعِ الظُّلْمِ عَنْ شَعْبٍ أَعْزَلَ صَابِرٍ. لَكِنَّنَا فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ رَأَيْنَا أَنَّ هٰذِهِ الْقَرَارَاتِ وَالنِّدَاءَاتِ كَثِيرًا مَا تَبْقَى حِبْرًا عَلَى وَرَقٍ، لَا تَجِدُ سَبِيلًا إِلَى التَّنْفِيذِ، لِأَنَّ مِيزَانَ الْقُوَّةِ تَحْكُمُهُ الْمَصَالِحُ وَالتَّحَالُفَاتُ.

وَهُنَا يَظْهَرُ دَرْسٌ عَظِيمٌ: أَنَّ قُوَّةَ الْمُسْلِمِينَ لَيْسَتْ فِي قَرَارَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ، بَلْ فِي وَحْدَتِهِمْ وَتَمَاسُكِهِمْ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الْحُجُرَاتِ: 10]. وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آلِ عِمْرَانَ: 103].

لَكِنْ أَيْنَ نَحْنُ مِنْ هٰذِهِ الْآيَاتِ؟ لَقَدْ رَأَيْنَا الْأُمَّةَ مُمَزَّقَةً، كُلُّ دَوْلَةٍ تَنْظُرُ إِلَى مَصَالِحِهَا الْخَاصَّةِ، حَتَّى قَضِيَّةُ فِلَسْطِين الَّتِي هِيَ قَضِيَّةُ عَقِيدَةٍ وَأُمَّةٍ، أَصْبَحَتْ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَضِيَّةً ثَانَوِيَّةً.

وَمِمَّا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ اجْتِمَاعَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ أَنَّ الْعَالَمَ لَا يَحْتَرِمُ إِلَّا الْقَوِيَّ، وَلَا يَسْتَجِيبُ إِلَّا لِمَنْ يَمْلِكُ أَسْبَابَ الْعِزَّةِ وَالْمَنَعَةِ. أَمَّا الضَّعِيفُ الْمُمَزَّقُ، فَلَا يُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ.

فَالْوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَرْجِعَ إِلَى دِينِنَا، وَأَنْ نُوَحِّدَ صُفُوفَنَا، وَأَنْ نَعْلَمَ أَنَّ فِلَسْطِين اخْتِبَارٌ لِوَحْدَةِ الْأُمَّةِ وَإِيمَانِهَا. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» (مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

فَلْنَكُنْ جَمِيعًا صَفًّا وَاحِدًا فِي نُصْرَةِ قَضَايَا الْمُسْلِمِينَ، وَلْنُرَبِّ أَبْنَاءَنَا عَلَى حُبِّ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالدِّفَاعِ عَنْ قَضَايَا الْأُمَّةِ، وَلْنُوقِنْ أَنَّ النَّصْرَ بِيَدِ اللَّهِ، وَلٰكِنْ سُنَنَهُ لَا تَتَبَدَّلُ: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [مُحَمَّدٌ: 7].

هٰذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى خَيْرِ الْأَنَامِ…

الدعاء: اَللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِنَا، وَوَفِّقْهُمْ لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، اَللَّهُمَّ اجْعَلْ نِيجِيرِيَا بَلَدًا آمِنًا مُطْمَئِنًّا، سَخَاءً رَخَاءً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر المستضعفين في غزة والضفة، اللهم ارحم شهداءهم، واشفِ جرحاهم، وفكَّ أسرهم، اللهم احفظ قطر وسائر بلاد المسلمين من كيد الأعداء، اللهم اجعل كيد الصهاينة في نحورهم، واشدد وطأتك عليهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين. إِنَّكَ مُجِيبُ الدَّعَوَاتِ، وَبِالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وَالقَادِرُ عَلَيْهَا. وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

Scroll to Top