Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Warning: Undefined array key "HTTP_ACCEPT_LANGUAGE" in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4

Deprecated: explode(): Passing null to parameter #2 ($string) of type string is deprecated in /home/tmcngnet/public_html/wp-content/mu-plugins/xrRyi2.php on line 4
خطبة عيد الأَضْحَى المبارك للعام1444 هـ (2023م)


خطبة عيد الأَضْحَى المبارك للعام1444 هـ (2023م)

بسم اللهِ الرّحمن الرّحيم

خطبة عيد الأَضْحَى المبارك للعام1444 هـ (2023م)

بتأريخ 10\12\1444 هـ _ 28\6\2023م

اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ, اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ, اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ, لا إلَهَ إِلَّا اللهُ, اللهُ أَكْبَرُ. اللهُ أَكْبَرُ. وَللهِ الْحَمْدُ. الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتِ, الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ, خَصَّنَا بِخَيْرِ كِتَابٍ أُنْزِلَ, وَأَكْرَمَنَا بِخَيْرِ نَبِيٍّ أُرْسِلَ, وَأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ بِأَعْظَمِ دِينٍ شُرِعَ, دِينِ الإِسْلاَمِ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا… ﴾{المائدة:5\3} وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, أَدَّى الْأَمَانَةَ, وَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ , وَنَصَحَ لِلْأُمَّةِ, وَجَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ , وَتَرَكَنَا عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاء، عَلَى الطَّرِيقَةِ الْوَاضِحَةِ الْغَرَّاءِ, لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا, لَا يَزِيغُ عَنْهَا إلَّا هَالِكٌ, فَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ, وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَلَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ, وَلَا يَضُرُّ اللهَ شَيْئاً: ﴿…وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ {النّمل:27\40}. اللهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ, وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ, وَأَحْيِنَا اللهُمَّ عَلَى سُنَّتِهِ, وَأَمِتْنَا عَلَى مِلَّتِهِ, وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ, مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً.

أَمَّا بَعْدُ, فَيَا أيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ، فَهَذَا يَوْمُ الْعِيدِ, عِيدُ الْأَضْحَى، هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ, يَوْمُ الْمُؤْتَمَرِ الْعَظِيمِ, الَّذِي يَقِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ مُحَرِّمِينَ, مُتَجَرِّدِينَ للهِ تَعَالَى, مُلَبِّينَ مُهَلِّلِينَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ, لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ, إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكُ لَا شَرِيكَ لَكَ.

يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ, هَذَا هُوَ الْعِيدُ الثَّانِي لِلْمُسْلِمِينَ. وَلِلْمُسْلِمِينَ عِيدَانِ لَا عِيد بَعْدَهُمَا-إِلَّا الْعِيد الْأُسْبُوعِيّ الَّذِي هُوَ يَوْمُ الْجُمْعَة-رَبَطَ اللهُ كُلّاً مِنْهُمَا بِعِبَادَةٍ مِنْ عِبَادَاتِهِ الْكُبْرَى, وَبِشَعِيرَةٍ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلامِ الْعُظْمَى.

الْعِيدُ الْأَوَّلُ يَأتِي بَعْدَ عِبَادَةِ الصَّوْمِ, وَأَمَّا الْعِيدُ الثَّانِي، فَيَأْتِي بَعْدَ عِبَادَةِ الْحَجِّ, بَعْدَ أَنْ يُؤَدِّيَ النَّاسُ هَذِهِ الْفَرِيضَةَ, أَوْ هَذِهِ الشَّعِيرَة, بَعْدَ أَنْ يَقِفُوا فِي عَرَفَاتٍ , بَعْدَ أَنْ خَرَجُوا مِنْ أَوْطَانِهِمْ وَغَادَرُوا أَهْلِيهِمْ وَأَحِبَّاءِهِمْ مُهَاجِرِينَ إِلَى اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. فَكَأَنَّ الْعِيدَ هُنَا وَهُنَاكَ, فِي الْفِطْرِ وَفِي الْأَضْحَى: جَائِزَةٌ أَوْ مُكَافَأْةٌ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِعِبَادِهِ, كَأَنَّهُ مِنْحَةٌ رَبَّانِيَّة لَهُمْ, عَلَى مَا أَدَّوْهُ مِنْ إِحْسَانِ فَرِيضَةِ الصِّيَامِ وَإِحْسَانِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. قال أصحاب رسول الله – : ما هذه الأضاحي؟ قال: «سنة أبيكم إبراهيم»، قالوا: ما لنا منها؟ قال: «بكل شعرة حسنة»، قالوا: فالصوف؟ قال: «بكل شعرة من الصوف حسنة» [رواه ابن ماجه والترمذي، وحسنه] فقال: “إنَّ أوَّلَ شيء نَبْدَأُ بِه في يومِنَا أنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَنْحَر فمنْ ذَبَحَ على ذَلك فقدْ أَصابَ سُنَّتَنَا ومن ذَبَحَ قَبْلَ ذلك فَهُوَ لَحْمٌ لأهْلِهِ” (البخارى)

الْمَعْنَى الرَّبَّانِي وَالْمَعْنَى الْإِنْسَانِي فِي أَعْيَادِ الْإِسْلامِ:

هَذِهِ هِيَ الْأَعْيَادُ عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ, يَتَجَلَّى فِيهَا الْمَعْنَى الرَّبَّانِي كَمَا يَتَجَلَّى فِيهَا الْمَعْنَى الْإِنْسَانِي.

يَتَجَلَّى فِيهَا الْمَعْنَى الرَّبَّانِي بِرَبْطِهَا بِعِبَادَاتِ الإِسْلامِ. وَيَتَجَلَّى فِيهَا هَذَا الْمَعْنَى أَيْضاً: إِنَّ الْعِيدَ عِيدُ صَلَاةٍ وَتَكْبِيرٍ.

عَرَفَ النَّاسُ بَعْضَ الْأَعْيَادِ: اِنْطِلاقاً لِلشَّهْوَاتِ, وَرَكْضاً وَرَاءَ الْمَلَذَّاتِ, وَلَكِنَّ عَيدَنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ يَبْدَأُ بِالتَّكْبِيرِ .. يَبْدَأُ بِالصَّلاةِ, يَوْم الْعِيدِ يَوْم صَلَاةٍ للهِ تَعَالَى قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ. هَذِهِ أَعْيَادُنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ, نُكَبِّرُ اللهَ وَنُصَلِّي لَهُ, لَا نَهْتِفُ بِاسْمِ مَخْلُوقٍ وَإِنَّمَا نَهْتِفُ بِاسْمِ اللهِ وَحْدَهُ, إِذَا اهْتَفَ النَّاسُ بِاسْمِ الْمَخْلُوقِ –صَغَّرُوا أَوْ كَبَّرُوا- فَالْمُسْلِمُونَ فِي أَعْيَادِهِمْ يَقُولُونَ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ. هَذَا هُوَ زِينَةُ الْأَعْيَادِ: “زَيِّنُوا أَعْيَادَكُمْ بِالتَّكْبِيرِ” {رواه الطّبراني في الصَّغير}.

اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ, لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَ اللهُ أَكْبَرُ, اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.

فِي عِيدِ الْفِطْرِ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿… وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾{البقرة:2\185}, وَفِي عِيدِ الْأَضْحَى شَرَعَ لَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّكْبِيرَ عَقِبَ الصَّلَوَاتِ مُنْذُ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَة إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَامِ التَّشْرِيقِ (ثلاثَ وَعِشْرِينَ صَلاةً). فِي ثَلاثِ وَعِشرين صلاة يُكَبِّرُ الْمُسْلِمُ كُلَّما أَدَّى الصَّلاةَ. هَكَذَا يَتَجَلَّى فِي أَعْيَادِنَا نَحْنُ الْأُمَّةَ الْإِسْلامِيَةَ الْمَعْنَيَانِ الْكَبِيرَانِ: الْمَعْنَى الرَّبَّانِي: فَالْعِيدُ يَرْتَبِطُ بِهَذِهِ الْمَعَانِي الْإِيمَانِيَة. الْمَعْنَى الْإِنْسَانِي: أَلَّا يَنْسَى الْإِنْسَانُ أَخَاهُ, أَلَّا يَفْرَحُ وَحْدَهُ, أَلَّا يَكُونَ أَنَانِيّة.

الْأُضْحِيَةُ فِي عِيدِ الْأَضْحَى:

وَشُرِعَ فِي عِيدِ الْأَضْحَى الْأُضْحِيَة, جَعَلَهَا سُنَّةً مِنْ سُنَنِهِ, بَلْ رَآهَا الْإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ وَاجِباً مِنَ الْوَاجِبَاتِ عَلَى أَهْلِ الْقُدْرَةِ وَالْيَسَارِ. يُضَحِّي الْمُسْلِمُ لِيُوَسِّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ, وَلِيُوَسِّعَ عَلَى جِيرَانِهِ وَأَحْبَابِهِ, ثُمَّ لِيُوَسِّعَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الْفُقَرَاءِ مِنْ حَوْلِهِ, فَلَا عَاشَ مَنْ يَأْكُلُ وَحْدَهُ.  لَا يَجُوزُ لِلنَّاسِ أَنْ يَعِيشُوا فِي دَائِرَةٍ مَغْفَلَةً عَلَى أَنْفُسِهِمْ. وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَنْ يَبْحَثُوا عَنْ أَهْلِ الْفَقْرِ وَالْحَاجَة, وَخُصُوصاً فِي أَيَامِ الْأَعْيَادِ وَمَوَاسِمِ الْخَيْرَاتِ.

قَرَّرَ هَذَا الْإِسْلامُ قَبْلَ أَنْ تَعْرِفَ الدُّنْيَا مَا يُسَمَّى الاشْتِرَاكِيَة أوِ الشُّيُوعِيَّة أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الْإِسْلامُ أَنْ يَكُونَ النَّاسُ إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ, وَلَا أُخُوَّةَ وَلَا تَحَابَّ بَيْنَ إِنْسَانٍ عِنْدَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَإِنْسَانٍ لَيْسَ عِنْدَهُ شَيْءٌ, لَا أُخُوَّةَ بَيْنَ ظَالِمٍ وَمَظْلُومٍ, لَا أُخُوَّةَ بَيْنَ مَنْ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ يَشْكُو زَحْمَةَ التُّخْمَةِ, وَمَنْ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى بَطْنِهِ يَشْكُو عَضَّةَ الْجُوعِ!

إِنَّمَا الأُخُوَّةُ الْحَقِيقِيَّةُ حِينَمَا يَتَرَاحَمُ النَّاسُ, يَكْفُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً, يَصُبُّ الْغَنِيُّ عَلَى الْفَقِيرِ, يَأْخُذُ الْقَوِيُّ بِيَدِ الضَّعِيفِ: ﴿…فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ {البلد:90\11-18}.

 فِي الْعِيدِ يَتَجَلَّى الْمَعْنَى الْإِنْسَانِي: أَنْ يُهَنِّئَ كُلُّ مُسْلِمٍ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ, أَنْ يُزِيلَ الْفَجْوَةَ  أَوِ الْحَفْوَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ, أَنْ يَقْطَعَ الْخُصُومَةَ وَيُصْلِحَ ذَاتَ الْبَيْنِ, فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقُ , أَمَّا إِنَّهَا لَا تَحْلِقُ الشَّعْرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ.

لَئِنْ جَازَ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَخَاصَمُوا أَوْ يَتَدَابَرُوا فِي أَيَامٍ أُخْرَى-وَهَذَا غَيْرُ جَائِزٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ-فَلَا يَجُوزُ لَهُمْ أَنْ يَتَدَابَرُوا وَيَتَدَابَرُوا وَيَتَقَاطَعُوا وَيَتَخَاصَمُوا فِي أَيَّامِ الأَعْيادِ.

اِبْحَثْ عَنْ قَرِيبِكَ.. عَنْ أَخِيكَ.. عَنْ رَحِمِكَ.. عَنْ جِيرَانِكَ .. عَمنّ حولكَ, صِلْ مَنْ قَطَعَكَ, وَابْذِلْ لِمَنْ مَنَعَكَ, وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ, وَاعْفُو عَمنَّ ظَلَمَكَ, وَأَحْسِنْ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ , فَهَذِهِ مَكَارِمَ الأخْلاقِ الَّتِي بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُتَمِّمَ: “إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ ” {أورده مالك في الموطّأ}.

الاهْتمام بأُمُور الْمُسْلِمِين فِي مَشَارقِ الأرْضِ وَمَغارِبِهاَ:

إخْوَةَ الإيمان , يَجِبُ عَلَيْنا الاهْتمام بأُمُور الْمُسْلِمِين فِي مَشَارقِ الأرْضِ وَمَغارِبِهاَ , إذْ ذلك مِنْ مُكَمِّلات الإيمان : ” مَنْ لَمْ يهتمُّ بِأَمْر الْمُسْلِمين فَلَيْسَ مِنْهُم ” , قَدْ ضاقَتِ الأَرْضُ عَلَى الْمُسْلِمِين فِي عَالَمِنا الْيوم وَمِنْ وَاجِباتِنَا نَحْوَ هَذَا الدِّينِ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى التَّمْكِينِ لَهُ فِي الأَرضِ : حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ “ {الأنْفال :8\39}.وَعلَيْنا تَبْلِيغُ هَذَا الدِّينِ للنَّاس كَافَّةً .

وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يَعِيشَ الْمُسْلِمُ إِسْلاماً صَحِيحاً كَامِلاً مُنْعَزِلاً عَنْ إِخْوَانِهِ الْمُسْلِمِينَ غَيْر َ مُتَأَثِّرٍ بِمَا يَحْدُثُ لَهُمْ وَمَا يَتَعَرَّضُونَ لَهُ مِنْ ضَرْبَاتٍ وَأَحْدَاثٍ وَفِتَنٍ وانْفِجارات قَنابِل عَلَى يَدِ أَعْدَاء اللهِ فِي أَجْزاء مُتَفَرِّقَة مِنَ الْعالَم الإسْلامِي , نَحو : فلسطِين , وَغَزَة وَالسودان وَسُورِيَا وَالْعِرَاقِ وَشِيشان وبُرما وجُمهورية إفريقيا الْوُسْطَى وَمِصْرَ وَنَيْجِيْرِيَا وغيرها وغيرها .

تَجْدِيدُ الْفَهْمِ لِلْإِسْلَامِ:

نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى تَجْدِيدِ فِي الْفِقْهِ وَالْفَهْمِ وَالْفِكْرِ, وَلَكِنَّنَا نَقُولُ: إِنَّ الاجْتِهَادَ لَيْسَ خَاصّاً بِالْعُلَمَاءِ, نَحْنُ نَحْتَاجُ إِلَى تَجْدِيدِ الْفَهْمِ بِالنِّسْبَةِ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَجَمَاهِيرِهِمْ, لَقَدْ فُهِمَ الْإِسْلامُ خَطَأً, أَخْطَأَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَهْمَ الْإِسْلَامِ, أَخْرَجُوا مِنَ الْإِسْلامِ مَا هُوَ مِنْهُ, وَأَدْخَلُوا فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْ صُلْبِهِ, وَقَدَّمُوا فِيهِ مَا حَقُّهُ التَّأْخِيرُ , وَأَخَّرُوا مَا حَقُّهُ التَّقْدِيمُ , وَهَذَا شَرُّ مَا يُصَابُ بِهِ الْإِسْلام , أَنْ تُزِيدَ فِي الْإِسْلامِ مَا لَيْسَ مِنْهُ , وَهَذَا هُوَ الابْتِدَاعُ. أَوْ أَتُحْذَفَ مِنْ صُلْبِ الْإِسْلامِ مَا هُوَ مِنْهُ , وَهَذَا لَلْأَسَفُ هُوَ مَا نَجِدُهُ فِي عَصْرِنَا. بَعْضُ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْإِسْلامَ نُسْخَةً مِنَ الْأَدْيَانِ الْأُخْرَى , أَوْ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْأُخْرَى , يُرِيدُونَ الْإِسْلامَ سَلاماً بِلاَ جِهَادٍ , أَوْ عَقِيدَةً بِلَا شَرِيعَةٍ , أَوْ زَوَاجاً بِلَا طَلَاقٍ , أَوْ دِيناً بِلَا دَوْلَةٍ , أَوْ حَقًّا بِلَا قُوَّةٍ , أَوْ مَصْحَفاً بِلَا جيش. وَالْحَقِيقَةُ هِيَ أَنَّ الْإِسْلَامَ هُوَ هَذَا كُلُّهُ, الْإِسْلَامُ عَقِيدَةٌ وَشَرِيعَةٌ, وَنِظَامُ حَيَاةٍ مُتَكَامِلٍ: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ {النحل:16\89}

الْمُبَشِّراتُ لِانتِصَارِ الإِسْلام مِنَ الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّة وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيّة الشَّرِيفَة:

فَفِي الْقُرْآنِ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ {النّور:24\55}.وِيَقُولُ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ {التَّوبة:9\33}.  وَيَقُولُ تَعَالَى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾  {الرّوم:30\47}. وَيَقُولُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ {غافر:40\51}.

الأحادِيث الْمُبَشِّرات:

ومنها قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ , وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ , إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ, عِزٍّ يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ , أَوْ ذُلٍّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ” {رواه أحمد (16957), وقال مخرِّجوه: إسناده صحيح على شرط مسلم, وابن حبان في التّأريخ (6699)}.

ومِنْهَا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا” {رواه أبو داود في الملاحم(4291), والطّبراني في الأوسط (6527), والحاكم في الفتن والملاحم (8592)}.

تَجْدِيدُ الْعَمَلِ بِالْإِسْلامِ وَلِلْإِسْلامِ:

وَنَحْنُ فِي أمس الْحَاجَةِ إِلَى تَجْدِيدِ الْعَمَلِ، تَجْدِيد الْعَمَلِ بِالْإِسْلَامِ , وَتَجْدِيدِ الْعَمَلِ لِلْإِسْلامِ , نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَعْمَلَ بِالْإِسْلامِ, فَلَيْسَ الْإِسْلامُ قَوْلاً فَقَطْ , وَلَيْسَ الْإِسْلامُ فِكْراً فَقَطْ, إِنَّمَا الْإِسْلامُ قَوْلٌ وَفِكْرٌ وَعَمَلٌ.

إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ , وَخَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنَ عَمَلاً فَقَالَ:﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ {هود:11\7}. وقَال تَعَالى: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ {الملك:67\2}, أَيْ أَنَّ النَّاسَ لاَ يَتَسَابَقُونَ وَلَا يَتَنَافَسُونَ فِي حُسْنِ الْعَمَل فَقَطْ , بَلْ يَتَنَافسون وَيَتَسَابقون فِي أحسَنِيَّةِ الْعَمَلِ, أَيُّهُمْ يَكُونُ أَحْسَنَ عَمَلاً, فَيَنبغِي عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ , وَأَيْضاً أَنْ نُحْسِنَ الْعَمَلَ , وَأَنْ نَعْمَلَ لِلدِّينِ وَللدُّنْيَا مَعاً , فَالْإِسْلامُ دِينٌ وَدُنْيَا , يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ هَذَا.

شُكْرٌ وَتَقْدِيرٌ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى نَتَائِجِ الانتِخَابَاتِ الْعَامَّة فِي نَيْجِيرِيا سَنَة 2023م:

نَحْمَدُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَى مَا أسْبَغَ عَلَينا مِنْ نِعَمِهِ الْجَزِيلَةِ عَلَى الانتِخَابَاتِ الْعَامَّة فِي نَيْجِيرِيا عامَ 2023م الَّتِي قَدْ كُنَّا نَخَافُ مِنْها مُنْذُ أَيّامٍ طَوِيلَة وجعله-عزّ وجلّ- سَهْلاً يَسِيراً, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾{إبراهيم:14\7},﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}النِّساء:4\147}.وَنَتَوَسَّلُ بِهَذَا الشُّكْرِ إِلَيْهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَ نَيْجِيريا بَلَداً آمِنا مُطْمَئِنَّا, رَخَّاءً سَخَّاءً وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسْلِمِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. ﴿رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{الممتحنة:60\4-5}.

حَقِيقَةٌ ظَاهِرةٌ فِي نَيْجِيريا في الْوَقْتِ الرَّاهِنِ:

ظَهَرَ جَليّاً أَنَّنَا فِي نَيْجِيريا نُعَانِي عَوَاقِبَ رَفْعِ دَعْمِ الْوَقُودِ الّذِي قَامَ بِتَنْفِيذِهِ الرَّئِيسُ أسِوَاجُو بَوْلَا حَميد تينوبُو كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ أَثْنَاءَ حملاته الانتخابية أنه سيرفع دعم الوقود إذا صارَ رئيس نيجيريا كما صَرَّحَ بِهِ غَيْرُهُ مِنَ المُرشَّحِينَ للمنصب الرّئاسي أمثال الحاجّ عتيق أبوبكر , والسيّد بيتا أوبي وغيرهم من المرشّحين لهذا المنصب. فعلينا بالصبر الجميل والدعاء المستجاب أن يرشد الله تعالى الرّئيس الجديد ورجاله إلى الخير ويوفّقهم للحقّ ولما يحبّ ويرضى إنّه وليّ التّوفيق وبالإجابة جدير.

رسالةٌ لرئيس نيجيريا الجديد-أسواجو بولا حميد تينوبو:

عَلَى الرَّئيس الجديد أَنْ يَبْحَثَ عَنْ حَلٍّ سَرِيعٍ لِرَفْعِ الشِّدَّةِ الظَّاهِرَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ النّيْجِيِرِي بَعْدَ رَفْعِ دَعْمِ الْوَقُودِ حَتَّى يُدْرِكَ الْمُوَاطِنِينَ أَنَّ رَفْعَ دَعْمِ الْوَقُودِ خَيْرٌ لَهُمْ وَسَعَادَةٌ وَلَيْسَ بِشَرٍّ لَهُمْ وَلَا شَقَاوَةٍ.

أن يهتمَّ الرّئيسُ بَوْلَا حَميد تِينُوبُو بثلاثة أمور مُهمّة , الآتية :

1-استقرار الأمن : فقد قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا (رواه البخاري)

2-الاقتصاد النّاجح : إنّ نيجيريا بلدٌ غنيٌّ رزقه الله بثروات عديدة ومعادن كثيرة مختلفة وأشخاص خُبراء كبار , وعلماء جَهابذة  . ولكن مشكلة نيجيريا الكفر بأنعم الله مِنْ قِبَلِ الراعِي والرعيّة . كما وصف الله تعالى قرية في كتابه العزيز : ﴿وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾[النّحل :16/112]

3-محاربة الفساد : فكأنّ نيجيريا قد صار داراً للفساد بكلّ معانيه ماديّا ومعنويّاً وأصبح تجارة منهجية مربحة فجاء الرّئيس محمّد بخاري لمحاربتها وقام المفسدون لمقاومة حكومته بكلّ قوّة ونشاطٍ . والله هُوَ المسئول أن يكون للرّئيس المنتخَبِ أسواجو بولا حميد تينوبو عوناً معيناً وأن يهديه إلى الحقِّ وإلى صراطٍ مستقيمٍ.

تقدير جهد الشرطة في تفعيل الحكم الدستوري ضد صانع السكيت (skit maker) أي المَزْحَة أو الْمَقْلَب (الاستهزاء): نقدر جهود الشرطة في تفعيل هذه القائدة فإنها تلائم مع تعاليم الإسلام، فالإسلام حرم استخدام الكذب في إضحاك الناس، وحرم الشارع أيضا كل ما يؤدي إلي تخويف وترويع الناس في المجتمع. وقال ﷺ: ‌وَيْلٌ ‌لِلَّذِي ‌يُحَدِّثُ ‌فَيَكْذِبُ، لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ وَيْلٌ لَهُ” (أبو داود والترمذي) وقال : لا يحل لمسلم أن يُرَوِّع مسلما (رواه أبو داود وأحمد) وقال ﷺ: “‌لَا ‌يَأْخُذَنَّ ‌أَحَدُكُمْ ‌مَتَاعَ ‌أَخِيهِ ‌لَاعِبًا، ‌وَلَا ‌جَادًّا … وَمَنْ أَخَذَ عَصَا أَخِيهِ فَلْيَرُدَّهَا” (أبو داود) والذي نشاهده على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام هو مخالفة يجب السيطرة عليها.

رِسَالَتُنَا إِلَى الْعُلَمَاءِ وَأَئِمّةِ الْمُسْلِمِين:

أَيُّهَا الْعُلَمَاءُ وَأَئِمَّةَ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ بِالْوَعْظِ وَالْإِرْشَادِ لَيْلًا ونَهَاراً, شَرقًا وَغَربًا, أَفْرَادًا وَجَمَاعَةً خَاصّةً عَلَى الاسْتِقَامَةِ عَلَى هَدْيِ الإِسلام أَيْ عَلَى دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم وَالتقوى والتَّوَكُّلِ عَلَى اللهِ تَعَالَى. فقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) [الجنّ:72/16], وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصّلت:41/30-32] وعن التّقوى التوكّل قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق:65/2-3].

رِسَالَتُنَا إلَى شَبَابِ عَصْرِنَا:

قَدْ قِيلَ إنَّ الشَّبابَ مُسْتَقْبَلُ كُلُّ أُمَّةٍ, وَإِذَ أَرَدْتَ مَعْرِفَةَ مُسْتَقْبَلَ أَيَّ أُمَّةٍ قَطّ فَانْظُرْ إِلَى أَحْوَالِ شَبَابِ تِلْكَ الأُمّة. إِذاً, فلنتَسائَلْ أنفُسَنَا, ما هِي صِفَاتُ شَباب نيجيريا رجالا ونساء؟ فالجواب: كثير منهم يفضّلون الكسل عَلَى العمَلِ, ولا يَرَوْنَ الْخَيْرَ خَيْراً بَلْ يَرَوْنَ الشّرَّ خَيْراً, فلذلك تراهم يُشاركون فِي الخمر والمخدِّرات بأنواعها المختلفة, والزِّنَى، واللوطية، والبهيمية، والتبرج والسفور، وإيثار الفتنة والفساد, ويَاهُو يَاهُو, ويَاهُو ويَاهُو بلس, و419, والجرائم الإالكترونية المُتعدّدة والاختطاف من أجل الفدية وغيرها وغيرها. ورسالتنا إليهم جميعاً أن يتُوبُوا إلى اللهِ تَوْبَةً نصُوحاً, لأنّ عواقبَ أفعالهم سخيفة ومصير أحوالهم شقاوة الدّنيا والآخرة. وأمّا إذا تابُوا إلى اللهِ بالإخلاص وَجَدُوا اللهَ غَفُوراً رحِيماً. فقد قال تعالى: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان:25/70]

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ الّذِي جَعَلَ الأُخْوَةَ الإِيمانِيّةَ شَرْطًا أسَاسِيًّا لِصِحَّةِ إِيمَانِ عَبْدٍ مُسْلِمٍ, فقال سُبْحانه وتعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الحجرات:49/10], والصّلاة والسّلام عَلَى أشْرَفِ المُرسلين القائل في حديثه الشّريف: “لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإِحْسَانٍ إِلَى يَومِ الدِّينِ وبَعْد, 

فَنَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أن يجعلَ الأَمْنَ سَائِدًا فِي فلسطِين والسّودان وسوريا وكشمير وبُرما ومصر وغيرها من بلاد المسلمين.

توْصِيَاتٌ لِلنِّسَاءِ:

كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ لِلرِّجَالِ؛ تَوَجَّهَ إِلَى النِّسَاءِ يَعِظُهُنَّ، يَقُولُ:  (اتَّقِينَ اللهَ؛ فَإِنِّي اطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ). مَعْشرَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ,  قال الله تعالى: ﴿وَالْمُؤمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يأْمَرُونَ بِالْمَعروفِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُم اللهُ إنّ اللهَ عزيزٌ حكيمٌ﴾ {التوبة:9\ 71} , فَيَا أيها الْمُسْلِمَاتُ, أنْتُنّ نِصْفُ اْلأمّةِ أَوْ أكثرُهَا, فَاتَّقينَ اللهَ تعالى فى وَاجِبَاتِكُنَّ الَّتى كُلِّفْتُنَّ بِهَا, وَأَحْسِنَّ إِلىَ أَوْلاَدِكُنَّ بِالتَّرْبِيةِ الإسلاميَةِ النَّافِعَةِ واجْتَهِدْنَ فى إِعْدَادِ أَولادِكنَّ إِعْدَادًا سَلِيمًا نَاجِحًا , فَإِنَّ الْمرْأَةَ أَشَدُّ تَأْثِيرًا عَلَى أولادِهَا مِنَ اْلأبِ, وَأَحْسِنَّ إلى أَزْوَاجِكُنَّ بِحُسْنِ الْمعَاشَرَةِ وبِحِفْظِ الْعِرْضِ وَالَمَالِ وَالبَيْتِ, وَرِعَايَةِ حُقُوقِ أَقَاربِهِمْ وَضُيُوفِهِمْ وَجِيرَانِهِمْ :”إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحجَّتْ بَيْتَ ربِّهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا ِقيلَ لَهَا: ادْخُلِى الْجَنَّةَ مِنْ أَىِّ أبْوَابِهَا شِئْتِ“{ أخرجه أحمد والطبرانى}.

وقَالَﷺ: (يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ؛ فَإِنِّي اِطَّلَعْتُ فِي النَّارِ، فَوَجَدْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ، يَكْفُرْنَ). فَقَامَتِ امْرَأَةٌ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ! يَكْفُرْنَ بِاللهِ؟ قَالَﷺ: (لَا، يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، إِنَّ إِحْدَاكُنَّ لَوْ أَحْسَنَ إِلَيْهَا أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ أَسَاءَ إِلَيْهَا مَرَّةً وَاحِدَةً؛ قَالَتْ: مَا وَجَدْتُ مِنْكَ إِحْسَانًا قَطُّ). جُحُودٌ وَنُكْرَانٌ؛ وَلَكِنْ هَكَذَا خَلَقَ اللهُ النِّسَاءَ، ((خَلَقَهَا اللهُ –أَيِ: الْمَرْأَةَ- مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ مَا فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ أَنْتَ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ؛ كَسَرْتَهُ، وَإِنِ اِسْتَمْتَعْتَ بِهَا؛ اِسْتَمْتَعْتَ بِهَا عَلَى عِوَجٍ)).  

اللّهمَّ كُنْ مَعَ حُجَّاجِ بيتِكَ الْمُحرّم فِي مَشَارقِ الأرْضِ وَمَغَارِبِها, اللهم أَرِهِمُ الْحقَّ حَقّاً وَارْزُقْهُمُ اتِّبَاعَهُ وَأَرِهِمُ الْبَاطِلَ بَاطِلاً وَارْزُقْهُمُ اجْتِنَابَهُ, اللهُمَّ اجْعَلْ حَجَّهُمْ حَجّاً مَبْرُوراً وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً, وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً وَرُدَّهُمْ بَعْدَ إِكْمَالِ أَعْمَالِهِمْ إِلَى أَهْلِهِمْ سَالِمِين, مَغْفُورِينَ لَهُمْ كَيَوْمِ وَلَدْنَهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ. اللهم أمنا في أوطاننا وول علينا خيارنا وأيد بالحق أولياء أمورنا, وحقق الأمن والاستقرار في بلادنا, اللهم إنّا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم, اللهم أعز الإسلام والْمسلمين وأصلح أحوال الْمسلمين فى كل مكان, اللهم أرجع الحجاج إلي أهلهم سالمين مقبولين مغفورين,  اللهم أمنّا فى الأوطان والدور وادفع عنا الفتن والشرور  وأصلح لنا ولاة الأمور, واستجب دعاءنا إنك أنت سَميع الدعاء.

Scroll to Top